Advertisement

لبنان

في لبنان.. هوية ضبابية والعمالة وجهة نظر

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
18-09-2019 | 03:30
A-
A+
Doc-P-626811-637043984425154714.jpg
Doc-P-626811-637043984425154714.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
إنها حفلة تفاهة. كل ما يجري اليوم من أفعال وردود عليها لا تخرج عن سياق التفاهة. بإمكان أي متابع يحتفظ لنفسه بقدر مقبول من الحيادية، أن يقول ذلك، ويتعمّد الترفّع عن الإنغماس في جوقة الشتائم المتبادلة. 
Advertisement


هذا ما نشهده منذ أيام، وتحديداً مع إثارة موضوع العميل الإسرائيلي عامر الفاخوري. إذ لم تعد المناسبة فرصة لإعادة التفكير في التاريخ واستخلاص العبر منه، والقول بشكل قاطع، إما العفو للجميع أو المحاسبة  للجميع، للعملاء وأمراء الحرب واللصوص على السواء. هؤلاء الذين يعيثون خراباً في حياة اللبنانيين اليوم، تماماً كما فعلت إسرائيل وعملاؤها طوال فترة إحتلالها للبنان. لا بل يقومون بما عجزت عنه إسرائيل، إذلال الشعب اللبناني، الذي حصّل استقلاله مرتين، وهزم عدوّه مرتين.

لم تكن العمالة يوماً وجهة نظر، لكن للأمر تشعباته. وهذا يعني أن تعريف العمالة لم ينطلق يوماً من تعريف واضح للهوية الوطنية. وهذا عمره من عمر الكيان الذي يشارف على بلوغ عامه المئة. إذ لا يتفق اليوم أي لبنانيين حول ما هو لبنان، وتالياً حول تحديد من هو العدو.

فبينما كان يستلذ أمثال عامر الفاخوري بتعذيبه للبنانيين، كان غيره في الوقت نفسه يمارسون التعذيب بحق لبنانيين آخرين في أقبية السجون المدارة والمشرف عليها من قبل السوريين. وكذلك عمليات الخطف والاخفاء.

إذاً نحن أمام معضلة تستوجب الإعتراف بأن هويتنا لم تزل ضبابية. وليست من صنف الهويات الراسخة، الا بقدر ما يريد أصحابها منها، من تثبيت لرؤى وخيالات يلبسونها للكيان الذي يحيون فيه، ووظيفته هو توكيد مكانتهم وتاريخ جماعتهم الخاص. لا التاريخ الاجتماعي المشترك الذي يربط بين أبناء البلد أو تلك البقعة الجغرافية المعترف بها دوليا. 

ما نشاهده اليوم من لغة تحريض وسباب ليس أكثر من تعبير صريح، لكن بأسوأ أشكاله، عما سبق وذكرناه. هاشتاغات تنطلق ليرد عليها بأبشع منها. لغة من التخاطب تفقد حس الحوار والنقاش، وتدفع بأصحابه إلى مزيد من الإسفاف، وتأكيد القول بأن بعض اللبنانيين أفطع حالا من حكامهم. حتى يصح فيهم قول "كما تكونون يولى عليكم".  فهم اليوم في الدرك الأسفل، وردودهم جاهزة وتنتظر الفرصة لتخرج إلى العلن كأننا داخل جوقة من الجنون والتعصب. 

وقد تعمدنا هنا الا نذكر اي من الهاشتاغات كي لا نكون مشاركين بحفلة التفاهة من غير قصد، وننصح من تقع عينه على أي منها الا يكون شريكا فيها. واذا قرر المشاركة، فليعمل عقله ويصارح الجميع قائلا: كفوا عن السباب والصراخ، وتعالوا إلى كلمة سواء تضع الأمور في نصابها الصحيح، مهما كلف الامر.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك