Advertisement

لبنان

السعودية تمدّ يدها إلى لبنان... إرفعوا أيديكم عنه

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
19-09-2019 | 02:00
A-
A+
Doc-P-627114-637044774696662790.jpg
Doc-P-627114-637044774696662790.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ما صرح به وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أمس الأربعاء، بأن المملكة تجري محادثات مع حكومة لبنان في شأن تقديم دعم مالي، وقوله أن المملكة ستواصل دعم لبنان، وتعمل مع حكومته، ليس بالأمر الجديد، خصوصًا أن المملكة المنشغلة بأمور كثيرة هذه الأيام بادرت إلى مدّ يد المساعدة للبلد الشقيق، الذي يمرّ بأزمة إقتصادية غير مسبوقة، وهي أرادت أن تقول من خلال مبادرتها هذه: إرفعوا أيديكم عن لبنان.
Advertisement

هذه المبادرة كان لها مفاعيل سريعة إذ خلّفت أثارًا مالية إيجابية فورية في سوق القطع، الأمر الذي ترك إرتياحًا واسعًا في الأوساط اللبنانية السياسية والإقتصادية والمالية، في الوقت الذي بدأ لبنان يعاني من أزمة مالية إنعكست على تفاصيل الحياة اللبنانية بمختلف أوجهها.

وعلى رغم أهمية ما تركته المبادرة السعودية من إنعكاسات إيجابية على الساحة الداخلية بشقها المالي والإقتصادي، فإنها أتت في وقتها لما لها من دلالات سياسية واضحة المعالم، وهي تحمل في طياتها أكثر من رسالة، ومفادها أن لبنان لن يكون وحيدًا ومستفردًا به ليواجه مصيرة بنفسه، خصوصًا أن الخطوة السعودية المتقدمة جاءت غداة الهجوم على منشآت نفطية لديها والتداعيات الضخمة لهذا الهجوم، وهذا لم يمنع المملكة من الالتفات الى الواقع اللبناني في هذا التوقيت بالذات، وكأن في ذلك رسالة عن ادراكها خطورة تفاقم الاوضاع في لبنان ومنع التوظيف الاقليمي المعروف لهذه الازمة ومساعدة لبنان تاليا على تجاوز الاخطار التي تحدق باوضاعه الاقتصادية والمالية.

وقد أستدعت المبادرة السعودية تغيير رئيس الحكومة سعد الحريري مواعيده الباريسية ليحط في الرياض، قبل توجهه إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويلتقي عددًا من القيادات السعودية، لشكر المملكة على موقفها ولمناقشة تفاصيل هذا الدعم، الذي يأتي عشية إعطاء الرئيس الفرنسي إشارة الإنطلاق في مشاريع "سيدر".

ومن المعروف أن العمل لم يتوقف لا في لبنان ولا في السعودية تحضيرًا للإجتماع المقرر عقده في تشرين الأول لمجلس وزاري لبناني - سعودي رفيع المستوى، والذي  سيشهد توقيع اتفاقات بين البلدين بما في ذلك استثمارات في لبنان، على أن يرأس الوفد اللبناني الرئيس الحريري، فيما يرأس الوفد السعودي مسؤول رفيع المستوى.

وفي رأي أكثر من طرف لبناني أن موقف الرياض تجاه لبنان في هذا التوقيت بالذات له أكثر من دلالة سياسية، بإعتبار أن معظم اللبنانيين لا يزالون يتمسكون بميثاق جامعة الدول العربية، على رغم بعض المحاولات لجرّ لبنان إلى أمكنة أخرى خارج محوره الطبيعي، وهذا ما بدا جليًا في مرحلة دقيقة فرضتها طبيعة المواجهة مع العدو الإسرائيلي، فضلًا عن بعض المواقف التي دعت إلى ربط مصير لبنان بمصير الأزمة الإقليمية الكبرى، من خلال ما أعلنه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في آخر إطلالة له، عندما قال "بإننا لن نترك إيران وحدها في أي معركة محتملة".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك