Advertisement

لبنان

"القرنة السوداء": سجال مناطقي - طائفي بعيدٌ عن البيئة.. فماذا يقول الخبراء!

نسرين مرعب

|
Lebanon 24
23-09-2019 | 07:49
A-
A+
Doc-P-628338-637048426965419844.jpg
Doc-P-628338-637048426965419844.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ها هي "اسطوانة" ترسيم الحدود بين قضائي الضنية وبشري في منطقة "القرنة السوداء" تطفو على السطح من جديد، وذلك على خلفية مباشرة العمل في البحيرة الاصطناعية المزمع انشاؤها في أعالي بقاعصفرين.
هذا "الموشح" الذي يتكرر كل عام على خلفية قيام سكان الضنية بجر المياه من "التلاجات" وبرك تجميع مياه الثلوج لري أراضيهم، يقابل برفض أهالي بشرّي لهذا الأمر نظراً إلى كون مدّ النباريش يؤثر على المياه الجوفية التي تصل إلى بشري وزغرتا والضنية، مستندين في ذلك إلى قرار اصدره الوزير أكرم شهيب حينما توّلى حقيبة البيئة في العام 1997، ونصّ على منع إقامة أي منشآت أو نشاطات بشرية على الأراضي التي يتجاوز إرتفاعها 1700 متر.
Advertisement


"القرنة السوداء"، المصنفة محمية بحسب بلدية بشري، تحوّلت إلى ترند مؤخراً، وذلك بعد قيام المشروع الأخضر التابع لوزارة الزراعة بحفريات لإنشاء بحيرة مياه في منطقة سمارة الواقعة في القرنة السوداء بهدف تجميع المياه وري الأراضي في بقاعصفرين.

غير أنّ اللافت، أنّ الخلاف هذه المرة تعدّى المنحى العقاري إلى الطائفي، ووصل إلى حد المطالبة بترسيم الحدود بين القضائين استناداً إلى الخرائط الجغرافية وإلى الخرائط الموجودة في الدوائر العقارية.


وتطوّر الأمر أيضاً عبر مواقع التواصل التي شهدت بدورها موجة من التحريض، وسيلاً من التعليقات الطائفية - المناطقية، التي خرجت في الكثير منها عن الأخلاقيات.
النائب ستريدا جعجع وفي محاولة لتفادي التصعيد، زارت رئيس مجلس النواب نبيه بري، وطلبت منه التدخّل في حل هذا النزاع، وفي السياق نفسه، أصدر قاضي الأمور المستعجلة في بشري جو خليل قرارًا تمهيديًّا، قضى بوقف أعمال إنشاء بركة مياه على خلفية إدعاء مقدم من بلدية بشري بوجه وزارة الزراعة - المشروع الأخضر وبلدية بقاعصفرين.


قرار وقف الأعمال لم يمر "برداً وسلاماً"، إذ اعتبر النائب فيصل كرامي في مؤتمر صحافي عقده أنّ ما يجري "حملة شعواء تشنّها القوّات اللبنانيّة"، مشدداً على أنّهم لن يتنازلوا عن حقهم في الحصول على المياه، تلاه توجه 100 شاب من مختلف قرى الضنيّة وبلداتها نحو القرنة السوداء، في تحرك احتجاجي، تطوّر لاحقًا إلى إطلاق نار من قبل مجهولين من دون تسجيل إصابات!.

إشكال الضنية - بشرّي حول "القرنة السوداء" في سياقه التاريخي: البحيرة واجهة، النزاع العقاري في العمق


تعود قضية "القرنة السوداء"، والمياه للعام 2013 حيث تقدم مزارعو الضنية في جرد النجاص بطلب الى وزارة الزراعة لانشاء بحيرة في منطقة سمارة التابعة عقاريا لبلدة بقاعصفرين، وفي حينها أعطى وزير الزراعة حسن اللقيس اذنا للمباشرة بالعمل في آب العام 2018 حيث بدأت ادارة المشروع الاخضر إنشاء بحيرة صديقة للبيئة للري الزراعي على ارتفاع 2500 متر عن سطح البحر ومساحتها 50 ألف متر مربع وبسعة تقارب 200 متر مكعب.
ويعمل صيفاً في جرد النجاص في الضنية نحو 600 عائلة، يقومون جميعهم باستجرار مياه نسافات الثلج إلى أراضيهم الزراعية المترامية في الجرود، بعد تجميعها في برك ترابية يغلفونها بالنايلون من الداخل.
هذه البحيرة أيقظت النزاع العقاري القديم بين بشري والضنية، وهو نزاع على ملكية المشاعات في تلك الجرود وصولا الى القرنة السوداء التي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 3088 مترا، مع العلم أنّ هذا الخلاف كان قد أدّى في العام 2008 لإطلاق نار وإصابة رجل أمن وسيارة تابعة للقوى الأمنية وأخرى لبلدية بشري.
وبحسب المعلومات المتوافرة فإنّ الصراع على ملكية سفوح الجبال بين منطقتي بشرّي والضنية وصل إلى ذورته أيام الوجود السوري، حيث كانت القوات السوري تهيمن أمنياً على هذه المناطق.


الكلام الفصل لـ"البيئة"

بحيرة "القرنة السوداء"، فتحت الصراع على كافة الجبهات، لاسيما ملف "ترسيم الحدود"، إلا أنّ سجالاً واحداً لم يشرّع وهو "البيئي"، فماذا يقول الخبراء عن البحيرة؟ وعن حاجة بقاعصفرين للمياه؟.

موقع "لبنان 24"، وفي متابعة لهذا الملف، تواصل مع الخبير الهيدروجيولوجي الدكتور سمير زعاطيطي، الذي أوضح في البداية أنّ "مياه الأمطار ومياه ذوبان الثلوج تتسرّب بنسبة كبيرة في المناطق المرتفعة عن سطح البحر الى داخل الصخور الكربوناتية الكارستية التي تشكل مخازن المياه الجوفية التي تتجدد سنوياً"، لافتاً إلى أنّ هذه المياه نظيفة إذ لا يوجد على المرتفعات لا قرى ولا مزارع ولا صرف صحي.

ويرى زعاطيطي أنّ لا رؤيا تنموية حقيقة، في "إنشاء بركة لقرية بقاعصفرين بالقرب من مناطق ذوبان الثلوج، يشكل خطراً بيئياً، حيث يتم التدخل بعمل الطبيعة وتخريبه، موضحاً أنّ الماء أو يكون سطحياً أو جوفياً.

هذا ويشدد الخبير البيئي على أنّ "سحب مياه الثلوج التي تغذي الصخور بالمخزون الجوفي هو تدخل غير مدروس له مفاعيل وآثار بيئية مضرة"، متابعاً "الطبيعة تخزن عبر التسريب السطحي هنا في القرنة ومحيطها الفائض من المياه السطحية في عمق الصخور لتظهر المياه بعدها في المناطق الأقل إرتفاعا في الينابيع والأنهار وفي الآبار".

وبحسب زعاطيطي فإنّ البركة هي مشروع ملوث، أما الحل فهو بالآبار المدروسة بفعالية وبتكلفة بسيطة بالمقارنة مع المبالغ التي يتطلبها إنشاء البرك والسدود، مضيفاً "المياه متوفرة في المنطقة ولكن هناك سوء توزيع، لذا لا بد من حفر آبار بجوار بقاعصفرين تؤمن كميات وافرة من المياه للبلدة في الصيف والشتاء".

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك