Advertisement

لبنان

"البريستيج" لا العلم

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
03-10-2019 | 02:05
A-
A+
Doc-P-631354-637056907296663044.jpg
Doc-P-631354-637056907296663044.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عدنا ولكن العود هذه السنة لم يكن أحمدُ، كما يُفصح القول البليغ.

فالدخول إلى المدارس اليوم، بات يشبه عملية "إنتحارية" في ظل الظروف التي لم تعد خافية على أحد، حيث الصعوبات الاقتصادية اصبحت تهدد اللبنانيين في أبسط حقوقهم، وجعلتها تنحو منحى كارثياً عمّا كانت عليه من قبل. إذ لم يعد أمام المواطن أي مخرج للتحايل على أزماته، كما اعتاد أن يعيش منذ عقود. 
Advertisement

هكذا تتجه معظم العائلات إلى التقشّف واللجوء إلى المدارس الرسمية، بدلا من تلك الخاصة.

صحيح أن الامر ينطوي على مخاطر كبيرة، لكن يبدو أن لا مناص من ذلك. التعلّم في مدرسة حكومية، قد يتدنى فيها مستوى الطالب التعليمي فضلاً عن مخاوف سلوكية نتيجة ضعف القدرة على الضبط، تظل مقبولة وأشفق حالا من بقاء الطالب في بيته محروماً من تلقّيحقه الطبيعي في التعلم.

صحيح، ان الحديث عن المدارس الحكومية يتضمن بعض الإجحاف، الا اننا لا نقصد ذلك صراحة. فالمستوى المطلوب من هذه المؤسسات التعليمية، من كل النواحي المرتبطة بتخريج طلاب متمكنين من متابعة مسيرتهم، تعتريه الكثير من الصعوبات، وهذا يعود إلى ضعف البنيةالتربوية الرسمية بشكل عام، وتحول المدارس الحكومية إلى صورة تعكس واقع مؤسسات الدولة بالإجمال. لكن على الرغم من ذلك، ثمة مدارس حكومية تُعد مضرب مثل، وخريجوها تتوافر لهم فرص كبيرة في التعليم الجامعي والعالي. لكن عند التدقيق يتبين ان نجاح اي مدرسةمن هذه المدارس، انما يعود إلى جهد وكفاح شخصي، من مدراء ومديرات ارادوا تحدي كل المعيقات وتأسيس صروح علمية بتكاليف بسيطةجدا. 

لكن ماذا عن المدارس الخاصة؟ 

لم يطلعنا احد حتى اليوم كيف يمكن تصنيف المدارس الخاصة من ناحية جودة الخدمة التعليمية والنفسية. كل ما نسمعه هو محض آراء شخصية من اهالي الطلاب. الا ان الواضح ان المال الكثير الذي تحصل عليه من الاهالي تقدم مقابله تعليماً جيداً ولغات اجنبية بمستوىرفيع تكتسب عبر سنوات، وهذا ما يجعلها محط رغبة الناس. 

لكن هذا لا يبرر انفصال ادارات معظم المدارس الخاصة عن واقع الحال. الأقساط خيالية وترتفع عاما بعد عام، المصاريف الاخرى التي لانفهم سببها وكيف نستفيد منها. 

ما يجري اليوم لا يشذ عن سياق الجشع عند البعض. فإذا كانت الرسالة تعليمية وانسانية، يفترض مراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة، لا احراج الاهالي ودفعهم إلى الزج بأبنائهم في المجهول. والقول لآلاف العائلات ان المدارس الجيدة حكر على اصحاب الاموال، وان التفريط بـ"البرستيج" غير ممكن ولو تكلف الامر، الامتناع عن منح افادات او حرمان الطالب من حقوقه باستكمال العام الدراسي، او إجباره علىالامتثال لنمط من الحياة لم يعد بمقدور البعض الاستمرار فيه.

لا حل اليوم، وقد اشرف البلد على الانهيار الا بخطوة جبارة نحو استعادة المدرسة الحكومية لمكانتها ودورها، اما "البرستيج"، فلنتركه لاهله.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك