Advertisement

لبنان

"المستقبل" و"الوطني الحر" ... التسوية الرئاسية وتحدّي الإستمرار! ​

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
04-10-2019 | 04:00
A-
A+
Doc-P-631683-637057835506028437.jpg
Doc-P-631683-637057835506028437.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

من البديهي أن تسبب تعقيدات الظرف اللبناني الراهن والأزمات على أنواعها نشوب الخلافات والانقسامات السياسية، غير أن النزاع القائم بين قطبي التسوية الرئاسية، أي تياري "المستقبل" و"الوطني الحر" على خلفية الواقع المأزوم يستدعي قراءة متأنية إذا كان الاتفاق الذي عقد وأفضى إلى وصول العماد ميشال عون الى سدة رئاسة الجمهورية وعودة الرئيس سعد الحريري إلى السراي الحكومي طوال العهد قادرة على تتجديدها نحو عهد جديد يتولاه الوزير جبران باسيل.

 

خارج إطار  سياسة تقطيع الوقت والمواقف كما هو النهج الحاصل ليس من قواسم مشتركة بقدر نشوء نقاط تباعد بين الحزبين الحاكمين على إعتبار إن الثنائية الشيعية بات لها خاصية معينة، لعل الخلاف المستعر والمستتر في آن واحد بين "المستقبل" و"الوطني الحر"  حول كيفية إدارة شؤون الدولة أشبه بخلاف قطبي الفلسلفة الالمانية  فيوبباخ وماركس حيال نظرية "الديالكتيك"، الارتقاء والتطور، والاتهام بالكسل حيال ملف الكهرباء من نيويورك لا تقل سخرية من مقولة ماركس "قلب النظرية و وضع الرأس في الاعلي والاقدام في الاسفل كي تمضي قدما الى الامام".

 

المثال الاكثر وضوحا عن خلاف جوهري بالتوجهات خارج إطار الخطاب المعلن يكمن في إلغاء "المستقبل" حوار كوادره مع الوزير باسيل، لكن سبقته مقدمات كانت تؤشر الى أن الامور بين التيارين ليست على ما يرام، ولا يتعلق الامر بالهرج والمرج عقب موجة الغضب الشعبي الاحد المنصرم، بل أن ساحة النجمة كانت فصلاً من فصول الكيدية المتبادلة بين الفريقين وتردد صداها في الخارج، حيث  تضمنت  الاحاديث المتسربة على لسان الرئيسين عون في نيويورك والحريري في باريس عبارات التجريح الشخصي.

 

من هنا تكمن صعوبة رأب الصدع بالقدر الذي يعيد تحصين الحكم والحكومة شعبيا في ظل الغليان الشعبي والآفاق  المسدودة على حلول سريعة لازمة، ما يؤدي تلقائيا الى صراع خفي في أعلى الهرم من الممكن ضبطته كما برهنت جلسة مجلس الوزراء بالامس، لكن لا يمكن إستيعابه  في أسفل الهرم طالما أن  الحرب مفتوحة بين مناصري الطرفين، وهي إنتقلت من إنتقاد السياسة والنهج الى المس والتجريح بالرموز و المقدسات كما حصل مع النائب زياد أسود.  

 

يبقى التحدي الاصعب عند "المستقبل" كما "الوطني الحر" والمتعلق بالقدرة على تأمين إستقرار داخلي في هذه المرحلة الدقيقة، حيث المهمة الادق والمعقدة في ظل الرياح العاتية  التي تعصف بالمنطقة، من الخليج الهادر في اليمن والممرات البحرية، الى العراق الثائر حديثا والمنتفض شعبيا، مرورا بمصر التي تعيش أوضاعا مضطربة وصولا الى سوريا وما تشهده أزمتها في فصولها الاخيرة.

Advertisement

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك