Advertisement

لبنان

بين الحريري وباسيل... أسرارٌ وأكثر!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
05-10-2019 | 04:30
A-
A+
Doc-P-631948-637058638805882601.jpg
Doc-P-631948-637058638805882601.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا تكاد تصل الفرحة إلى قرعة النافخين في بوق الخلاف بين الرجلين حتى يغطّ الوزير جبران باسيل في مهبط "بيت الوسط" ويخرج من لقائه مع الرئيس سعد الحريري، وفي جعبته أكثر من لغز وسرّ، واضعًا حدًّا لكل ما قيل ويقال عن تأزّم العلاقات بين الحليفين المتجدّدين، والذي يقوم تفاهمهما على مصالح مشتركة في السلطة وخارجها.
Advertisement

ثمة من يقول أن التسوية الرئاسية القائمة أساسًا على تفاهم وتناغم بين الحريري وباسيل قد تهتزّ ولكنها لن تسقط، أو بالأحرى هناك من يعمل من تحت الطاولة على عدم سقوطها طالما أن الظروف التي أدّت إلى قيامها لا تزال هي نفسها بالأمس كما اليوم، وهي باقية حتى آخر يوم من عهد الرئيس ميشال عون.

فما يكاد يعتقد البعض أن الأمور غير ماشية بين التيارين الأزرق والبرتقالي حتى يأتي تدّخل باسيل في اللحظة الحاسمة ليمدّ هذه العلاقة بالأمصال الضرورية، فتنتعش من جديد لتخرج من شرنقتها بجملة من التفاهمات على عناوين عريضة وعلى تفاصيل تتعلق بمشاريع مستقبلية وبتعيينات لا تترك مجالًا واحدًا لإمكانية عدم السير بها ما دامت تأتي دائمًا منسجمة مع مصالحهما التكتيكية.

فالتسوية القائمة على سيبة ثلاثية تضمن تمرير ما يجب تمريره من دون أن تلقى معارضة تُذكر، من داخل مجلس الوزراء ومن خارجه، لأن الأهداف واحدة بين ثلاثية متناغمة على التفاصيل، على رغم أن ما يجمع بين أطرافها في الإستراتيجيات غير متوافر، ومن بينها تطبيع العلاقات اللبنانية – السورية.

وما هو مؤكد أن هذا الخلاف في وجهات النظر موضوع في الوقت الحاضر على رفّ الإنتظار، بإعتبار أن ثمة أمورًا داخلية تُحتمّ على كل من تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، ومعهما "حزب الله" تجاوز نقاط عدم الإلتقاء، والتركيز في شكل اساسي على تحصين التسوية الرئاسية ضد "هجمات" الداخل والخارج، إنطلاقًا من نظرية أن الغاية تبرّر الوسيلة، وإن كانت تتجاوز في بعض الأحيان أطرافًا أخرى كان لها دور أساسي في قيام هذه التسوية، مع الأخذ في الإعتبار حساسية أطراف أخرى غير منزعجة من المسار المرسوم ما دام لا يتعارض مع نظرتها إلى الأمور وكيفية إدارتها بما يؤّمن لهذه التسوية الإستمرارية المطلوبة، على رغم صعوبة الأوضاع الداخلية والأزمات المتراكمة والمتلاحقة، ومن بينها أزمة الدولار الأخيرة ومتفرعاتها، خصوصًا أن ثمة كلامًا عن أزمة آتية ستطاول الرغيف والدواء.

وفي الإعتقاد المشترك أن ثمة هجمة داخلية وخارجية وهي تتوسل كل الأساليب الممكنة لإفشال العهد، ومعها التسوية الرئاسية، وإدخال البلاد في حالة من الفوضى غير المسبوقة من خلال إستغلال البعض لوجع الناس.

في المقابل لا يرى البعض أن ما تقوم به السلطة في مواجهة الشارع و"تسخيف" التحركات الشعبية لا يعدو كونه محاولة للهروب إلى الأمام، وبالتالي عدم الإقرار بعجزها عن إيجاد الحلول للأزمات الداهمة، من خلال تصوير الواقع على غير ما هو عليه، سواء بعدم الإعتراف بوجود مشكلة حقيقية أو من خلال إتهام بعض الداخل بالتواطوء مع الخارج، الذي يحاول تدجين أهل السلطة، وبالأخص أركان التسوية الرئاسية الثلاثة والتصويب على العلاقة التي تجمع رئيسي الجمهورية والحكومة مع "حزب الله".

على أية حال، فالشارع غدًا على موعد مع تظاهرتين، الأولى للتعبير عن وجع الناس، والثانية مؤيدة للعهد.

وبين هاتين التظاهرتين يبقى الأبيض أبيضَ، والأسود اسودَ.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك