Advertisement

لبنان

اختبار خليجي للحريري... رفع حظر السفر اول الغيث وترقب لمحادثات اليوم

Lebanon 24
07-10-2019 | 23:06
A-
A+
Doc-P-632750-637061102586162181.jpg
Doc-P-632750-637061102586162181.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بايجابية كبيرة قرر رئيس الحكومة سعد الحريري تأجيل عودته الى بيروت والبقاء في الامارات لمزيد من التشاور والتباحث مع القيادات الاماراتية حول سبل التعاون المشترك بين البلدين. فزيارة رئيس الحكومة الى الامارات ليست بزيارة عادية، ان من حيث اللقاءات التي عقدها وأبرزها مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد (لقاء ثنائي لم يحضره أي من أعضاء الوفد اللبناني لمدة خمس وأربعين دقيقة)، أو من خلال حجم المشاركة في المنتدى والإعلان عن انعقاد اللجنة اللبنانية – الإماراتية في لبنان لإطلاق مشاريع استثمار، بل هي حملت في طياتها الكثير من النتائج الايجابية على الساحة اللبنانية، كانت أولى بشائرها اعلان دولة الامارات السماح لمواطنيها بالتوجه الى لبنان اعتباراً من اليوم، ومن المتوقع ان لا تنتهي مع اعلان الامارات عن وديعة قد تضعها في المصرف المركزي تحسن من الوضع الاقتصادي في البلاد وتزيد من ثقة المستثمرين فيه.
Advertisement
الحريري مرتاح 
أعرب الرئيس الحريري ليلاً لـ"النهار" عن ارتياحه الكبير ألى نتائج المؤتمر وأجوائه التي اتسمت بجدية كبيرة وبمناخات إيجابية للغاية كما ألى ألاجواء الإيجابية للقائه الشيخ محمد بن زايد .

وقال عن خطوة رفع الحظر عن السفر: هذه خطوة جدية للاستثمار في لبنان وهناك عمل جار على اللجنة العليا بين البلدين وأيضا وضع فريق عمل من الجانبين لمتابعة فرص الاستثمار، بالإضافة الى انه تم تأجيل العودة إلى غد لمزيد من اللقاءات.
بطيش: المشاورات مستمرة
من جهته، قال وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش لـ"النهار": "الوفد أجرى محاثات بنّاءة جداً خصوصاً في مجال التعاون للاستثمار في لبنان. وقد أبدى الاماراتيون اهتماماً بالاستثمار في قطاعات عدّة واعدة، وتمّ التفاهم حولها ولا سيما في قطاعات الغاز والأمن الغذائي". وأكد أن "لدى اللبنانيين طاقات كبيرة في هذا القطاع (الأمن الغذائي)، ويمكننا تطويرها"، وقد "لاحظنا تركيز الجانب الاماراتي على هذا القطاع من خلال اهتمامهم بشراكات لبنانية - اماراتية في لبنان".
أما في موضوع الوديعة التي أشيع أن الجانب الاماراتي يمكن أن يودعها مصرف لبنان بدليل أن الحاكم في عداد الوفد اللبناني، قال بطيش: "موضوع الوديعة شأن آخر، وإن كانت الامور في هذا الصدد ستتبلور اليوم، إلا أن ما كان يهمنا كوفد هو الأمور الاستراتيجية، وعقد الاتفاقات للاستثمار في القطاعات الانتاجية، وقد عملنا وفق هذه القاعدة من الأساس".
 
الاختبار الاماراتي
مصادر وزارية بارزة وصفت عبر "الديار" الزيارة بالاختبار الحقيقي للمناخ الاقليمي سائلة عما اذا كانت الحسابات في ابوظبي قد تبدلت بعد فتح "قنوات" الاتصال مع طهران والتراجع "خطوة الى الوراء" عن مسايرة الاستراتيجية السعودية التي تبدو اكثر بطئاً في فهم التحولات الاقليمية في المنطقة في ضوء التطورات الميدانية والخذلان الاميركي لكل "الحلفاء" في المنطقة...
ووفقا لتلك الاوساط، فان ما تسرب من اللقاءات مع الوفد اللبناني في الامارات يشير الى ان المسؤولين الاماراتيين لم يطلبوا من الحريري ما لا "طاقة" له عليه، وكان موقفه السياسي الواضح من خلال "تبرئه" من سياسات حزب الله والمطالبة بالتعامل معه كقوة اقليمية وليست محلية، هو الكلام الاكثر تعبيرا عن الواقع اللبناني الذي تتفهمه ابوظبي العارفة بعدم قدرة رئيس الحكومة وفريقه السياسي على المبادرة الى اي خطوة تصعيدية في مواجهة ما تعتبره خرق حزب الله المستمر لسياسة النأي بالنفس "وتدخله في الصراعات العربية سياسيا وعسكريا"، وانتقاده المستمر لسياساتها في المنطقة من "بوابة اليمن"، وقد كان الحريري صريحا في مقاربته للموقف اللبناني حيث اكد في اللقاءات الجانبية عدم القدرة على تغيير الوضع القائم شارحا تعقيدات الاوضاع الداخلية التي تجعل من الفريق السياسي المعارض لمواقف حزب الله "اقلية" في ضوء تاييد فريق رئيس الجمهورية ميشال عون لسياسات حزب الله من جهة وعدم وجود مناخات اقليمية ودولية تساعد على الذهاب الى مواجهة على الساحة اللبنانية من جهة اخرى ...

كما شرح الحريري على مسامع عدد من اعضاء الوفد اللبناني اسباب ضعف الفريق السياسي المناوىء لحزب الله.

مصادر سياسية مرافقة لزيارة الحريري الى الامارات رأت في هذه الزيارة خطوة جيّدة من قبل الرئيس الحريري، لكنّها أشارت الى أنّ الدول العربية غالباً ما تعد بتقديم الهبات لكنها لا تفي بوعودها كاملة، في الوقت الذي يحتاج فيه البلد اليوم الى تعويم سوقه بالدولار في أسرع وقت ممكن لكي يتمكّن من تخطّي هاجس الخوف لدى مواطنيه من تدهور قيمة الليرة اللبنانية. وذكّرت بقمّة بيروت التنموية الإقتصادية التي عُقدت في بيروت في 20 كانون الثاني الفائت، وقامت الدول العربية بإفشالها من خلال عدم مشاركة أي رئيس أو ملك أو أمير عربي فيها رغم أنّها وافقت قبل ذلك على عقدها في لبنان، باستثناء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي حضر لساعتين لكسر الحصار والإعلان عن مبادرة مالية للبنان من خلال شراء سندات خزينة من الحكومة اللبنانية بقيمة 500 مليون دولار. غير أنّ أحداً لم يتحدّث عن التزام قطر بكامل تعهّداتها حتى بعد مرور أشهر عدّة على هذا الوعد، إذ اكتفت بشراء "بعض" سندات الديون اللبنانية. كما ذكّرت كيف أوقفت السعودية الهبة التي أعلنت عنها للبنان في العام 2016 بقيمة 3 مليارات دولار بحجّة اعتراضها على صعود نجم "حزب الله"، وذلك بهدف تشديد الضغوطات على لبنان الذي يريد أن يكون البلد النموذجي للتعايش المسيحي والمسلم فيه.

من هنا، فإنّ ما سينتج عن زيارة الرئيس الحريري للإمارات العربية يجب أن تتمّ ترجمته على أرض الواقع، على ما لفتت المصادر نفسها، لكي لا تبقى الوعود بالإستثمار في لبنان حبراً على ورق، علماً بأنّ الإمارات هي من الدول المانحة في مؤتمر "سيدر". ولهذا فقد لا تقوم باستثمارات جديدة أو إضافية بعيداً عن مشاريع "سيدر" التي لم يتمّ التوافق عليها بعد.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك