Advertisement

لبنان

مآسي نهر الليطاني تابع... هذا ما فعلته بلدية زحلة

مروان القدوم Marwan Kaddoum

|
Lebanon 24
09-10-2019 | 09:42
A-
A+
Doc-P-633301-637062336902295316.jpg
Doc-P-633301-637062336902295316.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

وكأن المصلحة الوطنية لنهر الليطاني تسعى وحيدةً يتيمة من أجل تخفيف التلوث الإنساني والبشري عن مجرى النهر والحوض لإبعاد السرطان المتربص بأهل البلدات والقرى بمحاذاة المجرى، وخاصةً في بلدة بر الياس، حيث عدد الإصابات بهذا المرض إرتفعت إلى حدٍ أنه أُطلق على البلدة إسم "بر السرطان" بدل بر الياس.

كل هذا الوضع البيئي المرضي المتردي لم يُثنِ المصانع والمسالخ والمزارع والوحدات السكنية من رمي نفاياتها الصلبة وصرفها الصحي وأوساخها ومياهها المبتذلة في مجرى النهر، ولكن المفاجأة هي أن تقوم البلديات، والتي تدَعي الحفاظ على البيئة والحد من التلوث، بتحويل الصرف الصحي لمدنها الصناعية على مجرى الليطاني، حيث تقدمت اليوم مصلحة الليطاني بشكوى على بلدية زحلة الممثلة برئيسها المهندس أسعد زغيب، وعليه شخصياً، أمام النيابة العامة المالية بعدما وثَقت الفرق الفنية التابعة للمصلحة صورا لقسطل مخصص للصرف الصحي يصب في الليطاني مباشرةً في منطقة زحلة– بر الياس، وهو عبارة عن الصرف الصناعي والصرف الصحي غير المعالج والناتج عن المدينة الصناعية في زحلة، وتقدر كميته ب 150 ليترا في الثانية، ما يسبب خطراً كبيراً على البيئة والأنظمة الإيكولوجية والحياة المائية في نهر الليطاني .

النائب عاصم عراجي المدافع الأول عن الليطاني والحد من تلوثه والذي هدد منذ فترة بالإستقالة إن لم يتم التعاطي بمسؤولية وجدية مع هذا الملف الذي نشر السرطان على ضفاف النهر، وخاصةً بلدته بر الياس، أكد أن المشكلة تكمن في التأخير بصرف أموال القانون 63 الرامي الى رفع التلوث والتعديات عن مجرى الليطاني خلال فترة 7 سنوات داعياً الوزارات والإدارات المعنية وخاصةً البلديات الى التحلي بالمسؤولية الأخلاقية والوطنية تجاه أهلهم وبيئتهم ومياههم وطبيعتهم على إمتداد مجرى النهر ، كما ناشد مجلس الإنماء والإعمار  التحرك الفوري لأن الحالة الصحية في عدد من البلدات تخطت الأحمر .

ورداً على سؤال حول الشكوى ضد بلدية زحلة ، أكد عراجي أنه أجرى إتصالاته بالمعنيين في البلدية طالباً منهم معالجة هذا القسطل الخطير شارحاً لهم أنه لا يحتاج سوى شركِهِ على محطة التكرير في زحلة .

النائب جورج عقيس أكد لموقع "لبنان 24" أن الليطاني أصبح جرحا نازفا الى أقصى حد في كل لبنان وليس في البقاع فحسب، مشيداً بعمل مصلحة الليطاني التي تعتبر من أهم الإدارات العامة التي تقوم بأكثر من واجبها بما يجيز لها القانون، مؤكداً أن بلدية زحلة لا تقبل بأن تكون هي مُسببا للتلوث، وترَك مضمون هذه الشكوى على البلدية ورئيسها للقضاء للتحقق مما جاء في مضمون الشكوى، مضيفاً أن الحل لا يكون فقط بقمع مثل هذه المخالفات، بل بتطبيق القانون رقم 63/2016 أي خطة السبع سنوات لرفع التلوث نهائياً عن الليطاني، ولكن للأسف القانون لا يطبق ولا ندري أين أصبحت أو أين ذهبت أمواله .

يبقى القانون 63 خشبة الخلاص الضائعة لنهر الليطاني في ظل إهمال الدولة والوزارات المعنية له، وتبقى البلديات والمصانع تمعن في تلويث المجرى من دون حسيبٍ أو رقيبٍ، فما نفع عمل المصلحة المجتهدة طالما الليطاني يبقى الضحية التي تسمم من حولها!!

Advertisement
 
 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك