Advertisement

لبنان

"الشعب اللبناني إن جاع"... لا ثورة ولا من يحزنون!

نسرين مرعب

|
Lebanon 24
12-10-2019 | 03:30
A-
A+
Doc-P-634214-637064681658995215.jpg
Doc-P-634214-637064681658995215.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
هو ليس مشهداً من مسرحية كوميدية، ولا من قلب الحرب الأهلية، إنّه مشهد في دولة يتسابق سياسيوها في خطابات الإصلاح، إصلاح يبقى في مصاف الخطابات وعلى زواية المنابر ومن خلف الشاشات ولا يترجم.

خيوط هذا السيناريو اللبناني، تبدأ من محطات الوقود التي قررت الإغلاق، عشرات المواطنين يزدحمون أمامها، يبحثون عن القليل من البنزين، يسدّون فيه رمق سياراتهم وموتوراتيهم ريثما تأخذ الدولة قراراً ما في هذا الشأن، قرار لم تتخذه منذ بدء الأزمة، ولربما كانت على جهل به.
Advertisement

أمام الأفران المشهد مشابه، المواطنون يتنافسون لاقتناص ربطات الخبز. فالإثنين "لا طحين"، وإلى متى، الجواب برسم المعنيين العالمين بمصالحهم والجاهلين بوجع الشعب، ولكن لا يهم، فالخبز العربي يضرّ أساساً بالصحة، والدولة بهذا الإجراء تبعد عنّا شبح الأمراض.. ولا رابط إطلاقاً بين هذا الأمر وبين إضراب قطاع الأدوية المرتقب. فدولتنا لا تؤمن بهذه العلاجات المعلّبة تحت مبدأ "وداوها بالتي كانت هي الداء."

ببساطة، هذا المشهد اللبناني، يكفي أن تقف على شرفة منزلك المطلّة على الشارع، أو أن تتمشى قليلاً في الحي المجاور لك، أو أن تقوم بجولة بسيارتك، وفي حينها ستكفر من هذا الوضع، ستصرخ، ستشتم.. ثم ستذهب إلى حسابك على "فيسبوك" و"تويتر" وتكتب تدوينة ما، أو تستعيض عن ذلك بصورة تنشرها عبر حسابك على "انستغرام"، وتعلّق عليها بعبارة "لذيذة"، فاللذائذ تأتي بالإعجاب.. ونحن شعب يعشق الإعجاب!

أكثر من الشجب والاعتراض الالكتروني، لا شيء يمكن أن يحدث على المسرح اللبناني.. التظاهرات على الأرض ستظل محدودة وخجولة. فالزعماء هم "أساس البلاء".. ومعظم الشعب اللبناني تابع لهؤلاء الزعماء، فهل يتظاهر التابع ضد المتبوع؟!

أما التظاهرات "المضحكة"، على مبدأ "زعيمي أقوى من زعيمك".. فهي لا تتجاوز "المورفين" الذي يزيد من تعلّق الكرسي بذاك الجالس عليه والذي يتفرّج على أوجاع العامة من خلف نظارته السوداء!

الشعب اللبناني، لم يعد ذلك الشعب الثائر، هو شعب متكاسل، يائس.. مستسلم، شعب يبحث عن لقمته بصمت، ويعيش كل يوم بيومه بعيداً عن المستقبل.

هو شعب قتله الفساد، قتله الخوف من الموت أمام أبواب المستشفيات، قتله القلق على مستقبل أولاده.. هو شعب قتلت أحلامه وطموحاته وثوراته، فأصبح يحيا على التأريخ، على انتصارات ولّت من دون أن يطمح لأي تغيير أو أن يسعى إليه، فسقف الاعتراض هو "بوست" أو "تغريدة".. يتم تبخيرهما قبل نشرهما، كي لا يرصدهما مكتب جرائم المعلوماتية فيوضعا في سياق استهداف السلطة المنتجة، ويؤخذ صاحبهما إلى التحقيق أو عفواً يُعزم "على فنجان قهوة"!

ببساطة، نحن بحاجة اليوم لشعب، لدم جديد يضّخ بالشارع، لأصوات لا تخشى القيود ولا تهاب القمع، لأرواح تبحث عن وطن مستقل، عن حياة كريمة، لأشخاص يدركون حقوقهم ويؤمنون بها، ولا يأبهون الموت في سبيلها.. وهل الموت في سبيل الوطن جريمة؟!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك