Advertisement

لبنان

أفيوني من صالون فتّال الأدبي في طرابلس: الإنقاذ لا يزال ممكنا وخارطة الطريق معروفة

Lebanon 24
14-10-2019 | 00:57
A-
A+
Doc-P-634732-637066367513135890.jpg
Doc-P-634732-637066367513135890.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
استقبلت السيدة فضيلة فتال في صالونها الأدبي في مدينة طرابلس وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والاستثمار عادل أفيوني في حوار تحت عنوان" الازمة الاقتصادية والمالية: تجنّب الانهيار وكيفية الخروج من الازمة" وذلك ضمن سلسلة الندوات الشهرية التي تجريها السيدة فتال حيث تستضيف من خلالها وجوها سياسية وأدبية واعلامية كبيرة ونخبة من اهل العلم والفكر والثقافة في محاولة لتقريب المسافة بين المواطنين ضمن نقاش ينطلق من مبدأ "حرية الرأي والتعبير" في أطر اجتماعية سليمة.
Advertisement

وقد استهلّت السيدة فتّال كلمتها مرحبة بضيفها وبالحاضرين، وتابعت الحديث موغلة في تاريخ مسيرة عائلة الوزير عادل افيوني وذلك ضمن شريط ذكريات يعود الى حقبة الخمسينات عرضت من خلاله مرحلة من مراحل كفاح والده الاستاذ عبد اللطيف افيوني، متوقفة لدى قولٍ لشاعر العصر الاموي "جرير" حين قيل له: "من اين يأتيك الشعر" فنظر الى والده وأومأ اليه ثم قال" من هذا"، وتابعت "ومعالي الوزير هو ابن ابيه، خلقاً وعملاً علما".

مقدّمة جذبت انتباه الحاضرين الذين يعرفون عن "معاليه" نشاطه وجهوده وحسب في مجال التكنولوجيا والاستثمار، حيث يتحدث الطرابلسيون على وجه التحديد، ومعظم الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف الاحزاب السياسية عن "الوزير الـ "Dynamo" الذي لا يكلّ ولا يملّ من مساعيه لتحقيق طموحاته في بناء اقتصاد عصري ومستدام.

لم يتحدّث أفيوني مطوّلا، بل أفسح المجال امام الحضور لطرح اسئلتهم التي أجاب عليها بالتفصيل، مستمعا الى هواجس اللبنانيين بشكل عام من خلال جملة تساؤلات حملها اليه الطرابلسيون لا سيما فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية والمالية وأفق الحلول.

وإذ اعتبر أفيوني ان المشكلة الحقيقة تكمن في أزمتين اساسيتين الاولى اقتصادية ومعيشية والثانية مالية، موضحاً ان هاتين الازمتين تتكشفان اولا من خلال تضاؤل فرص العمل الذي بات يشكل عبئاً على كاهل المواطن وقلقاً مستمراً من المستقبل المجهول الأمر الذي وصفه أفيوني بالمعاناة الأليمة معرباً عن تعاطفه مع اللبنانيين واستيائه من الحالة التي وصلت اليها البلاد بفعل غلبة الأمر الواقع، وثانياً من خلال العجز في ميزانية الدولة وفي ميزان المدفوعات، وأضاف بأن "الأزمتين مرتبطتين طبعاً ولكن يجب معالجتهما في نفس الوقت رغم أن الحلول قد تتضارب أحيانا".

وحمّل أفيوني تردّي الوضع الاقتصادي والمالي الى النموذج الاقتصادي الغير سليم منذ عقود، لافتاً الى أن "ما ندفع ثمنه اليوم هو نتيجة أننا لم نسعَ الى بناء اقتصاد يتناسب مع إمكانياتنا وحاجاتنا وتطورات العصر"، وأضاف بأن جزءاً من الأزمة يعود الى عوامل خارجية "اذ لا يمكن ان ننكر أن لما يحدث من حولنا في المنطقة اثر كبير على لبنان، اضافة الى النزوح السوري الذي شكل عبئاً كبيراً على الاقتصاد والبنى التحتية وفرص العمل وتسبب في تفاقم عجز الدولة الذي كنّا نحاول أن نسدّه بتحويلات المغتربين وبالاستثمارات الخارجية المباشرة وبالسياحة والأموال التي تصل الينا عبر هذا القطاع الا انه في السنوات الاخيرة تراجعت التحويلات وتراجعت الاستثمارات وخفت موارد السياحة الصافية ما أدى الى عجز في ميزان المدفوعات يتم سده من احتياط البنك المركزي الأمر الذي مع مرور الوقت قد يستنزف الاحتياط الذي يؤمن استقرار العملة واستقرار الليرة الذي هو أهم أولوياتنا".

وعلى رغم كل الصعوبات التي طرحها أفيوني خلال نقاشه مع فعاليات طرابلس الحاضرين في الندوة الاقتصادية، والتي تمثلت في سلة الأزمات التي يواجهها لبنان، الا أن نظرته الايجابية والتي تميّز بها منذ دخوله الى حلبة العمل السياسي، والتي ظهرت من خلال تصريحاته ومواقفه، تغلّبت على توصيفه الدقيق لطابع الازمة، فراح يتطرّق الى الحلول الممكنة للخروج من هذه الأزمة معتبراً ان "الإنقاذ لا يزال ممكنا وخارطة الطريق معروفة وموجودة في البيان الوزاري لكن ترف الوقت غير متاح والمطلوب التنفيذ عبر إجراءات جريئة وسريعة تشكل صدمة إيجابية وتلجم التدهور وتضع البلد مجددا على سكة الإنقاذ.

كل ذلك وبحسب أفيوني ممكن أن يحصل من خلال إصلاح مكامن الهدر والفساد في الإدارات العامة ومكافحة التهرب الضريبي وسدّ عجز الكهرباء وفق الخطة الموضوعة والذي يشكل ثلث عجز الدولة بالاضافة الى تحفيز النمو والحركة الاقتصادية، مشيراً الى ان اهمية "سيدر" تأتي من هنا ومشاريعها هي من الحلول الضرورية لخلق حركة اقتصادية وفرص عمل بتمويل خارجي مخفض وبمشاركة من القطاع الخاص ولا شك أن مشاريع البنى التحتية تؤمن فرص عمل ونمو وهي كذلك تسهم في تحسين وضع البنى التحتية والتي هي حاجة ماسة في الوقت الراهن.

وشدد أفيوني على ان احدى الخطوات الاساسية والضرورية في الاصلاح تكمن في بناء نموذج اقتصادي عصري، معتبرا ان تغيير النموذج الحالي والانتقال الى اقتصاد منتج يصدر اكثر ويستهلك ويستورد اقل يجب أن يكون في سلم الأولويات لافتاً الى ان الاولوية هي لتطوير القطاع التكنولوجي واقتصاد المعرفة الذي لا يحتاج إلى رساميل ضخمة بل يعتمد على الموارد البشرية والطاقات المبتكرة والتجارة الالكترونية "ونحن لدينا الكثير من العقول اللامعة في هذا القطاع الذين يهاجرون إلى الخارج و ينجحون هناك ونريدهم ان يعودوا لينجحوا ويخلقوا فرص عمل في لبنان".

وختم أفيوني بـ "نحن في الوزارة نعمل على دغم قطاع التكنولوجيا ضمن إمكانياتنا عبر ورشة اصلاحات وتشريعات وحوافز للشركات وللمستثمرين بهذا القطاع حتى نشجع نموه وتألقه وهذا في صلب خطتنا".

وبعيدا عن التكنولوجيا والاستثمار والأزمة الاقتصادية والمالية الحاصلة، كان لا بدّ من المرور على الأزمة السياسية في لبنان، إذ اعتبر أفيوني وبعد سؤاله عن مدى فعالية "الوسطية" في ظلّ الكباش السياسي الذي تشهده الساحة اللبنانية انه "على علاقة جيدة مع سائر القوى السياسية، وأن المناكفات لا تجدي نفعا على الاطلاق، ونحن في حكومة "الى العمل" يجب علينا أن نترفع عن خلافاتنا وأن ننصرف نحو التطبيق والتنفيذ، لأننا نواجه أزمة حقيقة لا يمكن الخروج منها الا بتكاتف الجميع وتضافر جهودهم، ودعا الى عدم الانجرار خلف كل ما يُتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث أن "السوشيل ميديا" ورغم أهميتها، الا انها تتسبب احيانا بتشنجات شعبية لا علاقة لها بالواقع السياسي، وعلينا جميعا ان نتحلى بالمسؤولية تجاه ما يصدر عنّا من تصريحات منعا لأي انزلاق نحن بغنى عنه".

أمسية في طرابلس، لم تخلُ من بعض المزاح والضحكات التي أضفت جوّاً من الطمأنينة على قلوب الحاضرين، والكثير من الجدية في الحوار ما جعل من المواطن شريكا في طرح الحلول، وانطلاقا من مساء السبت الفائت، ربّما يكون حقاً غدا اجمل.... !
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك