Advertisement

لبنان

زيارة باسيل لسوريا... هل يلعب بـ"صولده" السياسي؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
17-10-2019 | 02:02
A-
A+
Doc-P-635859-637068962598723271.jpg
Doc-P-635859-637068962598723271.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ما تكّشف من خلفيات لخطوة وزير الخارجية، رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، حول عزمه على زيارة دمشق قريبًا، من دون تحديد موعدها النهائي، أنها لم تأتِ من عدم، وهو الذي يملك من المعطيات الدولية والإقليمية، بطبيعة موقعه على رأس وزارة تتدفق إليها التقارير الدبلوماسية من كل حدب وصوب، ما لا يُتاح لغيره بإمتلاكها، وهو الذي يعرف كيف يقرأ خلفية هذه التقارير بفعل خبرته السياسية والدبلوماسية، فرأى أن الوقت اليوم هو أفضل وقت للقيام بهذه الزيارة، مستبقًا غيره قبل أن تتلاحق التطورات الإقليمية، التي قد تجعل من هذه الزيارة، التي شغل مجرد الإعلان عنها الجميع، في الداخل وفي الخارج، زيارة عادية مثلها مثل زيارة أي من الشخصيات العربية المحتملة.
Advertisement
فالرجل يعرف أن يستثمر اللحظة في أوقاتها المضبوطة على ساعة التطورات الإقليمية، وهو يعرف أيضًا كيف يجلب الأنظار إليه، مع علمه المسبق بأن موقفه هذا سيكون له ردود تتراوح بين الرافض والمتردد والمرحب، من دون أن يكون لكل ذلك تأثير على قراره، الذي يصفه البعض بأنه نوع من أنواع اللعب بالصولد، بعدما تيقّن أن حظوظه الرئاسية في الدوائر الأميركية شبه معدومة، وذلك من خلال ما تناهى إليه من مؤشرات لا تطمئن كثيرًا، مع العلم أن وقت الإستحقاق الرئاسي لا يزال بعيدًا، وهو سيكون مرهونًا، متى تحين ساعته، بما تحمله التطورات الدولية والإقليمية من مفاجآت، وذلك في الربع الساعة الأخير.
وبحسب المعطيات التي تجّمعت فإن باسيل لم يقدم على هكذا خطوة لو لم يكن متأكدًا من أن موضوع زيارته لسوريا لن تواجه بـ"فيتو" من قبل رئيس الحكومة، الذي أعلن مكتبه الإعلامي بأن هذه الزيارة هي من شأن باسيل، ليس بصفته الرسمية، وإنما بوصفه رئيسًا لـ"التيار الوطني الحر"، تمامًا كما يفعل غيره من الوزراء الذين يزورون دمشق بصفتهم الشخصية، وهذا الموقف للرئيس الحريري يُعتبر في السياسة نصف قبول بخطوة باسيل، لأن المهم في النهاية هو ما ستحمله هذه الزيارة من نتائج، وهي وإن لم تكن مفيدة فهي حتمًا لا تضّر، على رغم ما يمكن أن تستدرجه من مواقف سياسية معارضة التي تبقى محصورة في مجال ردّات الفعل، التي لن يكون لها أي تأثير على الزيارة بحدّ ذاتها.
وفي إعتقاد بعض المحللين أن زيارة باسيل قد تكون مقدمة لزيارة قد يقوم بها الرئيس الحريري في الوقت المناسب، وفي ضوء ما يمكن أن تسفرعنه الوساطة التي تقوم بها باكستان لتقريب وجهات النظر بين الرياض وطهران، وما يمكن أن ينتج عن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وما ستؤدي إليه العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، إلاّ أن هذه النظرية تبقى في إطار التحليل الإستنتاجي غير المبني على وقائع حسّية، إذ أن الأمور تبقى مرهونة بأوقاتها، وأن أي شيء من هذا القبيل غير وارد في المدى المنظور، وفق ما ينقل عن أوساط قريبة من "بيت الوسط".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك