لقاء "حزب الله" بفرنجية وباسيل... اصلاحات او مصالحات؟

كان لافتاً في الاسبوعين الاخيرين اعلان اعلام "حزب الله" عن اللقائين المطوّلين اللذين عُقدا بين أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله ورئيس التيار "الوطني الحر" جبران باسيل من جهة ورئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية من جهة اخرى، الا ان اهمية اللقائين لا تكمن في كونهما من جملة اللقاءات الثنائية التي تعقدها قيادات "حزب الله" مع حلفائها بشكل دوري، فكيف يمكننا قراءة الاجتماعين المتتالين على المستوى السياسي؟

مما لا شك فيه ان هذين اللقائين من شأنهما ان ينقلا "حزب الله" من مكان الى آخر، إذ يسعى الحزب بشكل واضح وعلني الى تجنيد حلفائه للعمل على تزخيم الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية في اطار محاربة الفساد، حيث ان هذين اللقائين،وفق مصادر مطلعة، لم يكونا يتيمين، بل عُقدت في الاسابيع الماضية لقاءات موسعة من هذا النوع مع "حركة امل" اضافة الى حلفاء آخرين، والتي قامت بالأساس على نقاط رئيسية وخطوط عريضة ضمن خطة مكافحة الفساد التي دعا اليها "حزب الله"، والتي بدأ يظهر عاجزاً عن تطبيقها وإنجاحها ما من شأنه أن يخدش صورته أمام بيئته الحاضنة والرأي العام، الامر الذي دفعه للتوجه نحو "التشبيك" مع حلفائه السياسيين للوصول الى التنفيذ وتحقيق نجاح نسبي في هذه الخطة.

واكدت المصادر ان "حزب الله" عمل بجهد كبير على اقناع حليفيه، وتحديدا الوزير جبران باسيل، بالتراجع نحو خطّ عدم موافقة تكتل "لبنان القوي" على اي ضريبة تطال الفقراء وهذا ما حصل فعلا، اذ استطاع السيد نصر الله تحويل الاخير عن بعض البنود التي كان ينوي الموافقة عليها ضمن ما وُصف "بالاصلاحات" في هذا العهد.

واضافت المصادر ان "حزب الله" يعمل بشكل جدي في هذه المرحلة على ردم الهوّة بين حلفائه المختلفين، وما لقاء امينه العام بفرنجية وباسيل سوى اشارة إلى ذلك، لأنه وبحسب المصادر، من غير الممكن الخوض في العمل الحكومي وتنفيذ جزء من الخطة الاصلاحية من دون توحيد مختلف حلفائه وتشكيل كتلة نيابية ووزارية وازنة تمكّنه من المضي في خططه ومشاريعه المقبلة.