لم تصل المظاهرات إلى ذروتها بعد، ومن المنتظر ان تتوسع في الساعات والأيام المقبلة في ظل إرباك كبير لدى القيادات السياسية، لكن المشاهدات من داخل الحراك الشعبي المتحرك بسرعة يمكن أن يحمل الكثير من الإستنتاجات والتوقعات.
يسير الحراك الشعبي بطريقة يحافظ فيها على حيويته، إذ إنه يتجنب الإستنزاف، إذ لا يبقى أي تجمع في منطقة واحدة أكثر من ساعة واحدة، ليتم الإنتقال إلى منطقة أخرى، أو ينطلق في مسيرة في الشوارع الشعبية لحثّ الناس على التحرك.
الواضح أيضاً أن الشعارات التي ترفع يتم ضبطها بطريقة جيدة، حيث لا يتم التصويب على فئة دون غيرها، تجنباً لإستعداء أي طرف شعبي.
وتركز الشعارات على مهاجمة مصرف لبنان، و"حكم الدولار"، كذلك هناك سعي واضح إلى دعوة الناس للتظاهر بكثافة وعدم ترك الشارع.
اليوم بدت المطالب متشعبة قليلاً، مثلا إستقالة الحكومة، وإستعادة الأموال المنهوبة، وفرض ضرائب على الأملاك البحرية وغيرها من الشعارات، لكن الجانب السلبي أن المتظاهرين ليس لديهم رؤية واضحة إلى أين ستذهب الأمور إذا سقطت الحكومة، وكيف يمكن تشكيل حكومة أخرى، وما هي الخطوات دستورياً، الضياع في هذا التوجه يبدو أنه سيؤثر على الضغط الشعبي على هدف دون غيره.