Advertisement

لبنان

المتظاهرون نزلوا إلى الشارع ولن يخرجوا "أيد من ورا وأيد من قدّام"!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
21-10-2019 | 03:00
A-
A+
Doc-P-637440-637072440342496641.jpg
Doc-P-637440-637072440342496641.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

منذ أربعة أيام ومشهد الساحات هو هو. المتظاهرون بمئات الالآف ملأوا الأرض. المطالب واحدة من أبناء الشمال والجنوب والسهل والجبل والساحل وصولًا إلى العاصمة بيروت، التي أحتضنت ميادينها جميع الذين يريدون التغيير الحقيقي، التغيير في الذهنية السائدة منذ عشرات السنين، وتغيير في الأداء، وتغيير في الأشخاص الذين ينتمون إلى مختلف الأحزاب، التي يعتبرها الناس أنها مسؤولة، بالتكافل والتضامن، عن الحال المأسوية التي وصلت إليها البلاد.

 

بصوت واحد وبصرخة واحدة يقول الجميع، عبر شاشات التلفزة، التي تحوّلت إلى "هايد بارك"، لم ننزل إلى الساحات لنخرج منها بمجرد وعود بإصلاحات وهمية وبإقرار موازنة خالية من الضرائب. فلو كانت هذه السلطة صادقة في ما تقول، وهذا لسان حال جميع الذين قرروا عدم ترك الساحة لغير أهلها، فلماذا أنتظرت كل هذه المدّة للسير بتلك الإصلاحات التي يتحدّثون عنها اليوم. ولو لم ينزل الشعب إلى الشوارع لإسماع صوتهم وللتعبير عن وجعهم، لكان أهل السلطة ساروا بما يتوافق مع مصالحهم وفرضوا على الطبقات الفقيرة المزيد من الضرائب المباشرة وغير المباشرة.

 

بهذه البساطة تتم مقاربة الأمور. فإما تغيير بكل ما لهذه الكلمة من معانٍ، وإما لا خروج من الساحة، لأن ما بعد "ثورة الشارع" لن يكون كما قبلها، ولن تُترك أمور البلد في أيدي نفس الطبقة السياسية المسؤولة عن كل هذه المآسي، هذا ما يقوله كل الناس، الذين باتوا يقولون في العلن ما كانوا يقولونه داخل الجدران، وهو كلام جديد لم نكن نسمعه من قبل، ولم يكن أحد يجروءعلى النطق به، وهو يقال اليوم بكل جرأة، بعدما كُسر حاجز الخوف، وبعدما فشلت كل محاولات التخويف والتهديد والوعيد.

 

ليس بالمشهد العادي ما شهدناه عندما واجه المتظاهرون العزّل، وبصدورهم العارية، من حاول تخويفهم برصاصهم.

 

فالكلام الذي بتنا نسمعه، وإن كان في بعضه خروجًا عن أدبيات التخاطب، فيه الكثير من الشجاعة، عندما يُسمّى الأشخاص، الذين يعتبرهم الناس مسؤولين عن مأساتهم، باسمائهم من دون إستثناء "كلن يعني كلن".

 

من المسلم به أن ما يعبّر عنه الناس هو عيّنة عن معاناتهم اليومية، وقد أتيح لهم التعبير عن وجعهم بكل ما في هذا التعبير من واقعية مؤلمة وجارحة، ولكن من المسلم به أيضًا أن ليس لدى الناس الموجوعين، والذين نزلوا إلى الشارع بهذه الكثافة غير المسبوقة أي بديل عن رحيل السلطة، الذي يعني في حال رحيلها الفراغ التام، من دون أفق واضح عن معالم المرحلة الآتية، حتى ولو أن البعض يقول أن الفراغ يبقى أفضل بمئة مرّة من بقاء هذه السلطة متحكّمة برقاب الناس ومصائرها.

 

فالإصلاحات التي تتضمنها ورقة الرئيس الحريري، والتي ستناقش في جلسة مجلس الوزراء التي تقرر أن تُعقد في بعبدا، لا تعني شيئًا لثلاثة أرباع الشعب اللبناني الذي نزل إلى الطرقات، وهو باقٍ فيها.

 

فما عجز عن تحقيقه المسؤولون على مدى سنوات لا يكمن أن يتحقّق في 72 ساعة. هكذا يقول جميع الذين قرروا عدم العيش مخدّرين وقابعين في منازلهم. ويضيفون: هذه الورقة التي يحاولون أن يأكلوا بها عقولنا فليبلوها ويشربوا من مياهها.

 

 

 

 

 

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك