تميز اليوم الثاني عشر على بدء الإنتفاضة الشعبية بعمليات كرّ وفرّ بين المحتجين والقوى الأمنية التي فتحت بعض الطرقات الرئيسية فيما بقيت طرق أخرى مقطوعة بعدما عمد المحتجون على ركن سياراتهم للحؤول دون التمكّن من فتح الطرقات، وقد أطلق على هذا اليوم "يوم السيارات".
فكيف كانت حال الطرقات طيلة فترة قبل الظهر في مختلف المناطق اللبنانية، مع تسجيل حركة مدّ وجزر بين الأقفال والفتح وإعادة الإقفال من جديد؟
قطع المحتجون الطريق في منطقة فردان وافترشوا الارض ووضعوا بعض الاثاث على الطريق، بحسب "الوكالة الوطنية للاعلام" التي افادت ان طريق الرينغ مقطوعة.
في صيدا، تمّ فتح كل الطرق الرئيسية والفرعية امام المواطنين، وذلك بعد عملية كر وفر بين الجيش والمحتجين منذ الصباح لعدم إقفالها وفك حالة الشلل التي أصابت كل مرافق المدينة التربوية ومؤسساتها الحكومية والتجارية.
ونفذ حراك صيدا الشعبي اعتصاما عند الحادية عشرة من صباح اليوم أمام مصرف لبنان المركزي في المدينة، احتجاجا على سياسات المصرف التي أفقرت الناس وأوصلت أوضاعهم المالية الى ما هي عليه اليوم.
وفتح الجيش اللبناني والقوى الامنية صباح اليوم مستديرة كفررمان في كل اتجاهاته حيث تولت جرافة كبيرة ازالة السواتر الترابية التي قطعت الطريق على مدى 12 يوما ووضعتها في شاحنة كبيرة ونقلتها الى مكان بعيد، فيما نقل المعتصمون خيمتهم الى جانب طريق مرجعيون.
الى ذلك، أفادت غرفة التحكم المروري عن اعادة فتح السير على جسر الكولا باتجاه نفق سليم سلام.
وعلى الرغم من إقفال الطرق في منطقة عاليه إلا أن الادارات الرسمية في سراي عاليه والقائمقامية تعمل بشكل طبيعي من خلال موظفين استطاعوا الوصول إلى مراكز عملهم لتسيير أمور المواطنين.
في الشوف، عمدت مجموعة من المحتجين عمدت منذ الصباح الباكر الى ركن السيارات وسط الطريق في محلة دميت مفرق سرجبال، وكذلك الامر على طريق جسر القاضي الذي يربط الشوف بعاليه. ولا يسمحن بالمرور إلا للحالات الإنسانية الاستثنائية.
ولا تزال المؤسسات الرسمية في منطقة الشوف مقفلة اضافة الى المدارس الرسمية والخاصة والجامعات والمعاهد.
في الميناء، توجهّت مجموعة من المحتجين الى البلدية لاقفالها والطلب من الموظفين مغادرة المبنى. وعندما علم رئيس البلدية عبد القادر علم الدين بالامر، طلب من الموظفين ترك عملهم واغلاق ابواب البلدية.
ورحب المعتصمون بقرار علم الدين، واكدوا ان الدوائر الرسمية والمصالح المستقلة والمصارف والمدارس والجامعات والطرق الرئيسية لن تفتح ابوابها حتى تحقيق المطالب كافة.
ولا تزال صيدا تشهد منذ ساعات الصباح عملية إقفال وفتح طرق. فطريق السوق التجارية وساحة النجمة، اعيد فتحها. وسجل وصول موظفين الى مكان عملهم في سراي صيدا الحكومي بعد ان كان اقفل الطريق المؤدي إليها فيما قطعت طريق القياعة والنافعة من قبل المتظاهرين في صيدا. ولا يزال الجيش يعمل عبر التفاوض مع المحتجين لفتح كل الطرق المقطوعة لتسيير أمور المواطنين.
في جبيل، الطريق البحرية من المدينة وصولا الى نهر ابراهيم سالكة في الاتجاهين، وتشهد حركة سير كثيفة، في حين ان الاوتوستراد ما زال مقطوعا بالسواتر بالاتجاهين قرب سنتر صفير.
واكد المعتصمون الذين بات معظمهم ليس امس في الخيم المنصوبة في مكان الاعتصام، انهم لن يسمحوا لاحد بقطع الطريق البحرية، اما الاوتوستراد سيبقى مقطوعا حتى تحقيق المطالب.
على صعيد آخر، لا تزال المؤسسات الرسمية في حاصبيا مقفلة ولم يتمكن الموظفون من الدخول الى مكاتبهم.