Advertisement

لبنان

"إنقلاب" كبير داخل جامعات لبنان: "الثورة" في عيون طلابها!

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
11-11-2019 | 04:21
A-
A+
Doc-P-643934-637090688302199985.jpg
Doc-P-643934-637090688302199985.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

لم يكنْ المشهدُ في الجامعات والمدارس قبل أيام مألوفاً، بعدما اندفع الطلابُ في الشوارع والساحات في حركة طالبيّة للمناداة بالحقوق ورفع شعار التغيير. فإذا كان التشويه يمكن أن يطال الناشطين في الساحات واعتبارهم ممولين من السفارات لتأدية حراكهم المطلبي الشعبي، فإنّه لا يمكن تشويه صورة الطلاب الذين لا تمولهم سفارة ولا يدعمهم مموّل ولا مستثمر. ما يمكن قوله فقط أنّ المستقبل هو الذي دفع بهؤلاء للإنتفاض على واقعهم.

وداخل جامعات لبنان، فإنّ المشهد الثوري كان لافتاً وبارزاً. فطيلة السنوات الماضية، كانت الصروح الجامعية تشهد على تظاهرات ونشاطات مرتبطة بالأحزاب السياسيّة. أما اليوم، فإنّ الأحزاب انكفأت، وبات "حزب الطلاب" هم الغالبون، وبات الحراكُ الطالبي المستقل حاضراً بقوّة، سواء في الجامعة اللبنانية، أو في الجامعات الخاصّة الأخرى. وحتماً، فإنّ الأكثرية الصامتة برزت وظهرت بقوّة، وهنا "شعلة الثورة".

الثورة في الـ"USJ"

ما برزَ في هذه الجامعة يعتبرُ مثالاً حياً على روح الإنتفاضة، ودليلٌ واقعي لما حصل في كل لبنان. فالدافع الأول والأبرز لهؤلاء الطلاب كان الجو العام والمطالب المحقة، من دون أن يكون هناك ممول لهم. في الـجامعة اليسوعية (USJ) - صيدا، كان هناك محرّك واحد لما حصل داخلها، وحوّل الحراك إلى إنتفاضة فعلية، سواءً لناحية التنظيم والتحضير والتنسيق مع مدرسة راهبات - عبرا.

في حديث مع "لبنان24"، تقول الطالبة في الجامعة غادة سيف الدين (20 عاماً)، والتي تعدّ المحرّك الأوّل للإنتفاضة الطالبية داخل جامعتها أنّ "الحسّ الوطني والإيمان بنبذ الطبقة السياسية الحاكمة والواقع المهترئ، كان الدافع الأبرز للتحرك، أسوة بكل الجامعات التي شهدت على حراك طالبي".

وتضيف: "إنني آمنت بالتغيير الذي يجب أن يطال الطبقة السياسية أولاً، التي ساهمت في تدمير آمالنا وأحلامنا، والتي كرست الطائفية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد". وتقول: "كانت المبادرة في التنسيق مع ممثلي الطلاب في الجامعة من أجل التحضير للإنتفاضة، وكانت هذه الخطوة قد لاقت مباركة كبيرة من الإدارة، التي أكدت على حقنا في التعبير والإعتصام السلمي".

وتردف سيف الدين: "أفضى النقاش بين مختلف الطلاب إلى القيام بالحركة وتعطيل الصفوف والإعتصام داخل الجامعة، كما كان جرى تنسيق مع طلاب مدرسة راهبات عبرا للإنضمام إلى الحركة التي قمنا بها. وفعلاً، ما حصل كان رائعاً".

وتشير سيف الدين إلى أنّ "انتفاضتهم أرادت أن تجعل طلاب الأحزاب يتحركون معهم، لكن ما برز هو أنهم كانوا غير قادرين على ذلك"، وتقول: "الإختلاف الحزبي والسياسي أمرٌ طبيعي، ولكن الولاء الوطني أكبر من أي ولاء".

وتتابع: "من بين الدوافع التي جعلتني أقوم بهذه الإنتفاضة داخل جامعتي أولاً، ودفعتني للإنضمام إلى الاعتصامات في مختلف المناطق، هي أن والدي في الجيش اللبناني، ولا يمكنه التظاهر من أجل المطالبة بحقوقه وحقوقنا. فإنّ لم يكن باستطاعة والدي القيام بذلك نظراً لطبيعة عمله، فإن أبناءه الذين تربوا على الوطنية ونبذ المذهبية سينزلون إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم والإنضمام إلى الشعب في ثورته".

 
Advertisement
 
 
 الثورة في "الجامعة اللبنانية"

في جامعة الوطن، ما حصلَ كان رائعاً.. خلال الأيام الماضية، كانت هناك خلية نحلٍ تعمل من أجل التحضير للحراك الطالبي في المدينة الجامعية - الحدت. وبعدها، كان الاعتصام الطالبي الكبير الذي انضمّ إليه أكثر من ألفي طالب وطالبة. وفعلياً، فإنه يمكن لهذه الحركة الطالبية في الجامعة اللبنانية أن تكسر الصورة النمطية حولها، باعتبار الأحزاب تسيطر عليها. لكن الواقع أشار إلى أن الطلاب المستقلين الرافضين للواقع السياسي كثرٌ.

يقول الطالب سعيد سيف الدين (20 عاماً) لـ"لبنان24"، وهو قد شارك في الإعتصامات، أنّ "ما حصلَ كان منتظراً منذ زمن، ونطالب بحقوق كثيرة يجب أن نحصل عليها، وهاجسنا الأول هو المستقبل الجيّد". ويضيف: "جميع الطلاب يطمحون للحصول على فرص عمل، وجميعنا يريد أن يحقق ذاته وأن يصنع نفسه، لكن مبدأ المحسوبيات والواسطات أثقل كاهلنا الآن ولاحقاً، وبتنا نخاف أن نحقق أي شيء إن لم يكن لدينا واسطة".

ويتابع: "ما نطالب به هو اعتماد مبدأ الكفاءة، وتكريس مستوى جامعي جيّد يربطنا مباشرة بسوق العمل، والحصول على حقوقنا كطلاب في جامعتنا، لأن هناك الكثير من الأمور التي نفتقدها ويجب تحقيقها". ويرى سيف الدين أنّ "أهمية الحراك القائم تمكن في استمراريته وعدم الإنكفاء أبداً، لأن ما يحصل هو بادرة خير للطلاب ولكل اللبنانيين".

 
 
 
 الثورة في الـ"LIU"

وكما كل الجامعات، فإنّ الجامعة اللبنانية الدولية "LIU" - صيدا لم تكن بعيدة عن الثورة والحراك، وكان ارتباط طلابها كبيراً ووثيقاً بساحة إيليا، حيث الاعتصام المركزي في المدينة. ومنذ انطلاق الحراك في الجامعات، دأب طلاب الجامعة على تنظيم اجتماعات ولقاءات في الساحة، كما نظموا حراكاً كبيراً داخل المبنى الجامعي، والأهم أنهم اتحدوا مع طلاب الجامعة اللبنانية - الفرع الخامس في صيدا.

وفي السياق، تشير الطالبة عبير رحال (19 عاماً) إلى أنّ "الحركة داخل الجامعة كانت منظمة بشكل كبير وبارز، وكان الطلاب يعملون على التحضير للتحركات بشكل متواصل، وشاركوا في مجمل التحركات بساحة إيليا". وأوضحت رحال في حديث مع "لبنان24" أنّ "الطلاب في الجامعة قرروا الإلتزام بالإضراب يوم غدٍ الثلاثاء (12/11)، ويؤكدون على أن مطالبهم واحدة في الحصول على عمل ومستقبل زاهر لهم".  

وتضيف: "الطلاب في الجامعات الخاصة يعانون من أزمة الدولار، وهم يضطرون لدفع أقساطهم بالعملة الصعبة، وهذا الأمر يثقل كاهلهم وكاهل أهلهم. ولذلك، فإنّ ما يجري حولنا يفرض علينا الإنتفاضة، لكي نحقق التغيير".

 
 
 
 الثورة في الـ"AUB"

وعلى إمتداد الوطن، وصل الحراك إلى الجامعة الأميركية في بيروت (AUB). هناك، كانت الإنتفاضة بارزة، وكانت الدعوة لها من الأساتذة أولاً، الذين يرفعون الصوت عالياً من أجل مستقبل طلابهم. ومنذ بدء الحراك، كانت إدارة الجامعة تصون حرية الطلاب بالتظاهر، كما أن الأساتذة هناك بعثوا برسائل إلى طلابهم يؤكدون فيها أن مشاركتهم في التظاهرات يوازي حضورهم للفصول الدراسية المقرّرة. ولذلك، فإنّ روح الحراك في الجامعة الأميركية - بيروت كبيرة. يقول الطالب خضر حنوش (25 عاماً) لـ"لبنان24" أنّ "ما حصل كان منتظراً منذ سنوات، والثورة لا يجب أن تنطفئ". ويضيف: "أردناها معركة من أجل كسر نمطية الإستزلام، والسعي نحو الوطن الجامع الموحّد".

يوضح حنوش أنّ "الحركة الطالبية في الجامعة الأميركية منبعها وطني بالدرجة الأولى واقتصادي بالدرجة الثانية، وهي جاءت بناء لمعاناة كبيرة، والتنسيق لها كان سهلاً، ولم يكن هناك أي تردّد في تنفيذها"، مشيراً إلى أنّ "الطلاب نفذوا اعتصاماتهم وتظاهراتهم بعيداً بشكل عفوي وسلمي، وهم يطمحون للاستمرار والبقاء على نهج الثورة، لأنهم آمنوا أن لبنان يقوم على أكتافهم وليس على أكتاف وأعناق الفاسدين في الدولة اللبنانية".

 

 
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك