Advertisement

لبنان

كواليس تسمية الصفدي بين بعبدا و"بيت الوسط".. ماذا حصل "ليلة الخميس"؟

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
15-11-2019 | 02:22
A-
A+
Doc-P-645379-637094030104186685.jpg
Doc-P-645379-637094030104186685.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

في إتفاقٍ مبدئي لم تُحسم تفاصيله بعد، أصبح اسم الوزير السابق محمد الصفدي مقروناً برئاسة الحكومة العتيدة، في تنازلٍ قدّمه الرئيس سعد الحريري حتى آخر نفسٍ أثناء إجتماعه، مساء أمس الخميس، مع وزير المال علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل. المفارقة في الأمر، هي أنها المرّة الأولى التي يحسم فيها "حزب الله" خياره بتسمية رئيس حكومة من "بيت الوسط"وبتواصل مباشرٍ مع الحريري، في حين أن الأمر الأهم كان في تلقي الأخير رسالة من الحزب مفادها أنّه معه ويسانده وسيدعمه في حال أراد ترؤس الحكومة، شرط أن تكون "تكنوسياسيّة"، وليست تكنوقراط كما كان يريدها زعيم "التيار الأزرق".

 

 

في ليلة الخميس، كان النقاش بين الحريري و"الخليلين" هادئاً، وتمت بلورة الإتفاق الذي يعتبرُ هشاً حتى الآن، مع أرجحية سقوطه بأي لحظة في ظل غضب الشارع، كما أنه لا يمكن التعويل عليه حتى يمرّ في الإستشارات النيابية الملزمة، التي قد يدعو إليها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قريباً جداً، إذ أن الأمر بهذا الشأن مسألة ساعات. وعلى رغم هذا السيناريو المحسوب، فقد ناقش الأطراف الـ3 في "بيت الوسط"، تفاصيل الأسماء المقترحة وعلى رأسها الصفدي. تقول مصادر سياسية متابعة لـ"لبنان24" أنّ "أسهم الأخير ارتفعت يوم الخميس بشكل كبير، خصوصاً بعد تزكيته من رئيس الجمهورية، وقد نقل هذا الأمر مباشرة إلى الحريري، الذي أبلغ الخليلين بموقفه النهائي". بحسب المعلومات، فإنّ "الحريري لم يناقش في إجتماعه بالأمس شكل الحكومة، لكنّه أكّد أن تزكيته للصفدي لن تكون هكذا، وهي مقابل ضمانات وشروط، أوّلها تحديد شكل تمثيل تيار "المستقبل" في الحكومة العتيدة".

 

 

ووفقاً للمصادر، فإنّه "في المفاوضات الأخيرة، كانت الطروحات تتمحور حول 4 أسماء: محمد الصفدي - وليد علم الدين - نواف سلام وتمام سلام. في ما خصّ الإسم الأخير، فقد كان "الفيتو" عليه كبيراً من الوزير جبران باسيل، الذي أبلغ الحريري رفضه تسمية سلام في حال أراد الإعتذار عن التكليف". تغمزُ مصادر متابعة ومقرّبة من باسيل أنّ "رفضه لسلام يعود إلى أسباب عديدة تتعلق بفترة حكومته السابقة، وقد أكّد باسيل هذا الأمر للحريري". وعن اسم نواف سلام، فإنّ الفيتو عليه كان من قبل "حزب الله"، الذي قالت مصادره لـ"لبنان24" أنه "لن يقبل برجل يميل إلى الأميركيين في رئاسة الحكومة". ولذلك، انحصرت الأسماء بين الصفدي وعلم الدين (مستشار الحريري)، فكان الخيار الأول هو الأبرز بالنسبة للحريري مع مباركة عون".

 

 

جنبلاط مُرتاح.. و"القوات" إلى المعارضة

 

في غضون ذلك، فإنّ ما بدا واضحاً أن الحزب "التقدمي الإشتراكي" كان بعيداً كل البعد عن المفاوضات، وكذلك "القوات اللبنانية". ففيما خصّ شكل الحكومة، فإنّ الطرفين يريدان حكومة "تكنوقراط"، لكن اعتماد طرح حكومة "تكنوسياسية" لن يزعج جنبلاط الذي يعتبر نفسه مرتاحاً، باعتبارِ أن حصته محفوظة في الحكومة الجديدة بناء لـ"تطمينات" حصل عليها، وفقاً للمصادر السياسية. كل ذلك، يدل على المهادنة التي اعتمدها رئيس "الإشتراكي" على هذا الصعيد، ما ينفي هذه المرّة "العقدة الدرزية" على خط التشكيل. أما "القوات"، فمن المرجّح أن تنضم إلى المعارضة وتبقى خارج الحكومة تماماً إلى جانب حزب "الكتائب"، على أن يلعب نواب الحزبين دور الرقيب على عمل الحكومة من البرلمان، والتصويب سيكون كبيراً باتجاه "التيار الوطني الحر".

 

 

وحتى الآن، فإنّ الأكيد أنّ الوزير باسيل سيكون خارج الحكومة، على رغم أنّ عون أكّد حقّه في ذلك. فاعتبارات فصل النيابة عن الوزارة أولاً، وغضب الشارع ثانياً، عوامل جعلت باسيل بمنأى عن هذه الحكومة، في الوقت الذي حُكيَ عن استبعاد وائل أبو فاعور وأكرم شهيب وغازي العريضي (التقدمي الإشتراكي)، عن التوزير مجدداً. وإزاء كل ذلك، فإنّ الحسم الكبير يعود إلى الشارع، الذي يرى في توزير الصفدي خطوة استفزازية كبيرة للحراك. ويعتبر الكثير من الناشطين أنّ "السلطة ما زالت تتعاطى مع ملف الحكومة كما السابق، متناسية غضب الشارع الذي انفجر مجدداً في طرابلس وبيروت منتصف ليل الأمس، بعد بروز طرح الصفدي لرئاسة الحكومة". ولذلك، فإنّ الشارع لن يقف مكتوف الأيدي أمام تمرير هذا الطرح، ما قد يعيدُ المشاورات إلى نقطة الصفر، ويفتح الباب أمام جولة جديدة من المفاوضات التي لا يجب استثناء الحراك منها أبداً.

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك