Advertisement

لبنان

مشاورات التكليف تعود الى الصفر.... أسبوع صعب داخلياً والتسوية الرئاسية تترنح

Lebanon 24
17-11-2019 | 23:36
A-
A+
Doc-P-646191-637096527437278944.jpg
Doc-P-646191-637096527437278944.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
مع طي الشهر الأول من الانتفاضة الشعبية، لا تزال هذه الثورة تحقق المزيد من المكتسبات على الارض، وتفرض شروطها على الطبقة السياسية، التي تعاني من التخبط، على وقع رفضها الاستماع الى مطالب الشارع.
Advertisement

ولا شك ان الانتصار التي تحقق في نقابة المحامين، مع وصول النقيب ملحم خلف الى مركز النقيب، هو واحد من سلسلة الانتصارات التي بدأت تتحقق بضغط من الشارع. وكان سبق هذا الانتصار النقابي، آخر سياسي بعد اعلان الوزير السابق محمد الصفدي انسحابه من سباق رئاسة الحكومة، واضعاً الرئيس سعد الحريري في الواجهة.

وبالتالي عاد مؤشر التكليف والتأليف إلى ما دون نقطة الصفر بعدما أضحى مشروع ترشيح الوزير السابق محمد الصفدي "في خبر كان"، وسط اندلاع حرب بيانات على جبهتي "بيت الوسط" – "ميرنا الشالوحي" تخطت شظاياه "تسوية" الصفدي لتصل إلى حد ملامسة نسف "التسوية" الأم بين الجبهتين بموجب الأسلحة المستخدمة بينهما من مختلف الأعيرة والعبارات اللفظية الثقيلة التي بلغت حدّ الاتهامات المتبادلة بـ"الكذب وانعدام المسؤولية والتسلل إلى التشكيلات الحكومية" و"الافتراءات وتحريف الوقائع على قاعدة ضربني وبكى وسبقني واشتكى".

الأمور تراوح مكانها
اذاً، لم تتمكن السلطة حتى اليوم من احتواء النقمة الشعبية في الشارع، لا من حيث المطالب الحياتية ولا السياسية، واذا كان الرئيس عون قال لمحدثيه الخميس الماضي ان "الاثنين (أي اليوم) هو الموعد النهائي لبت الحكومة الجديدة بمن حضر"، فان الرياح لم تجر كما تشتهي سفينته، اذ لم يتمكن من تحديد موعد للاستشارات في ضوء التباعد في النظرة الى شكل الحكومة الجديدة وتركيبتها، في ظل امتناع شخصيات عدة عن تولي هذه المسؤولية في مرحلة بالغة الحساسية يمكن ان تشهد انهياراً مالياً وضائقة اقتصادية ستساهمان في تمدد حراك الشارع ليشمل فئات جديدة من المتضررين والعاطلين عن العمل، ما يعرض السلطة (وليس فقط الحكومة) للسقوط في الشارع.

وبالتالي وبحسب "النهار" لا استشارات اليوم، والبيانات التي صدرت أمس، متضاربة ومتناقضة وتعرض أصحابها على اختلاف مشاربهم لامتحان الصدقية، أعطت دفعاً للشارع المنتفض، وباعدت بين مكونات السلطة، وابعدت الحلول الممكنة التي تتحول يوماً بعد يوم "غير ممكنة" تحت وطأة ضغط الشارع.

واذ سرت شائعات عن لقاء للرئيس ميشال عون والرئيس الحريري عصر أمس، في محاولة لرأب الصدع، نفت مصادر "بيت الوسط" لـ"النهار" حصول اللقاء.

الكرة في ملعب الحريري
وشكّل بيان الاعتذار الذي صدر عن الوزير الصفدي ليل السبت – الأحد، ضربة للمساعي السياسية المبذولة للخروج لحكومة تكنو- سياسية، واعاد الكرة الى ملعب الحريري، ليتحمل المسؤولية، كما جاء بيان المكتب الاعلامي للحريري  بالرد على مواقف وتسريبات التيار الوطني الحر بمثابة موقف متصلب يدل على تمسكه بشروطه لتشكيل حكومة تكنوقراط، وقبل ذلك تمسكه بصلاحياته بتشكيل الحكومة. 

وترى مصادر متابعة ان القصة طويلة وان ما يجري في اطار حرب التسريبات والمصادر وتبادل الاتهامات عن تأخير التكليف والتأليف، ما يعني ان الخلافات القائمة لا تزال تحول دون التوافق على اي مخرج. وكما ان القصر الجمهوري لا زال ينتظر التوافق على اسم الرئيس المكلف وحكومة التكنو- سياسية، لازال الحريري ينتظر القبول بشروطه. ويبدو ان الانتظار سيطول لأن السقوف باتت عالية سواء من طرفي الازمة السياسية او من الممسكين بحراك الشارع.

إزاء ذلك رأت مصادر مطلعة على مشاورات الملف الحكومي لـ"اللواء" انه مما لاشك فيه ان انسحاب الوزير السابق محمد الصفدي من لائحة المرشحين لرئاسة الحكومة اعاد خلط الاوراق من جديد واسم الرئيس الحريري لا يزال مطروحا وغير مستبعد ولكن المشكلة تكمن في كيفية احياء التواصل بين الحريري والتيار الوطني الحر خصوصا بعد حملة البيانات المتضاربة التي حصلت امس. ولفتت المصادر الى ان هناك اعادة قراءة وإعادة تقييم لا بد من ان يحصلا خلال  اليوم وغدا لمعرفة المسار الذي يسلكه التكليف والتشكيل بطبيعة الحال. وفيما لم يصدر اي شيء من القصر الجمهوري فإن المعلومات اشارت الى ان الرئيس عون تابع ورصد ردود الفعل المختلفة ويتحضر لبداية الاسبوع المقبل لتكثيف المشاورات لمعرفة الاتجاه الذي تسلكه عملية تأليف الحكومة انطلاقا من التكليف مع ارتسام صورة مسبقة عن التأليف وما من امور محددة انما سيكون هناك تقيبم لما سجل في الاسبوع الذي انصرم وستبقى المشاورات قائمة لأن هناك وضوحا اكثر بعدما اتضحت مواقف الاطراف ولا بد من معرفة الاتجاه الذي يسلكه الموضوع من خلال الاتصالات التي تحصل.

كيف تم ترشيح الصفدي؟
وفي هذا الاطار، روت مصادر التيار الوطني الحر من وجهة نظرها، قصة ترشيح الصفدي بالقول: عندما  اقترح باسيل حكومة برئيسٍ مدعوم من الحريري ويتمثل فيها كلّ فريق وفق ما يريد بين أخصائيّين وسياسيّين، وافق الجميع على الفكرة. وتمّ طرح أسماء عدّة لرئاسة الحكومة وتم الاتفاق على إسم الوزير السابق محمد الصفدي، مدعوماً من الحريري بشكل كامل.

وزعم انه "تمّ الاتفاق بين الحريري والصفدي على ثلاثة أمور قال الحريري إنّه سيلتزم بها، وهي تأكيد دعمه الشخصي والعلني وتأمين الدعم من مفتي الجمهوريّة، والدعم من رؤساء الحكومة السابقين."

المراوحة سيدة الموقف
احتراق ورقة الصفدي أذكت التجاذب بين منطقين يحكمان الأزمة التي يبدو أنها دخلَت مرحلة المراوحة. فبعدَ أن ثبُت لفريق 8 آذار بالوقائع "مراوغة الحريري"، على حد قول مرجع فيها لـ"الأخبار"، بات أركانه الأساسيون أكثر إصراراً على حكومة تكنو - سياسية برئاسة الحريري أو مَن يحظى بغطائه، أضف الى ذلك مشاركة تيار المُستقبل فيها. وتؤكّد مصادر فريق 8 آذار أنه "يفاوض انطلاقاً من التوازنات الداخلية التي كرستها الإنتخابات النيابية الأخيرة من جهة، ومن جهة أخرى ما تحمله هذه الأزمة من امتدادات اقليمية ودولية، وتحديداً في ما يتعلق بحكومة التكنوقراط التي تعني خروج حزب الله من الحكومة، وستكون بمثابة هدية للولايات المتحدة بعدَ التأكد بأن ما يجري هو انقلاب سياسي". مع ذلك، يستمر هذا الفريق في "تزكية تكليف الحريري تحت ضغط المخاوف من استحضار سيناريوهات أمنية في التعاطي مع حكومة مواجهة أو حكومة تفتقد لمظلة الحريري". إلا أن "الحريري الذي ما مِن صداقتِه بدّ" كما تقول المصادر، لن يكون قادراً على "اللعب في الوقت الضائع كثيراً، لأن البلاد لا تحتمِل التأجيل أسبوعين إضافيين… ومن بعدهما كلام آخر". وأكدت المصادر أن "المفاوضات الحكومية متوقفة مع الحريري حالياً، ومنذ انسحاب الصفدي لم يسجّل أي اتصال بين المتفاوضين، بانتظار أي جديد من الحريري". وقالت المصادر: "إذا كان الحريري يريد التحدي، فعليه أن يتلقّى". فيما أكّدت مصادر التيار الوطني الحر لـ"الأخبار" أن التيار "يدرس عدّة خيارات بعد العرقلة المتعمدة من الحريري واعاقة كل الحلول بغية فرض نفسه".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك