Advertisement

لبنان

خلف الفاخوري فاخوريون كثر في السلطة والطائفة والشارع!

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
19-11-2019 | 03:49
A-
A+
Doc-P-646681-637097580669509438.jpg
Doc-P-646681-637097580669509438.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يحضر العميل عامر الفاخوري إلى قصر العدل في النبطية لاستجوابه. الكثيرون هناك تحضروا لاستقباله بما يليق بعميل مثله.

ما هي الأسباب؟ الأسباب أمنية وصحية كما يروّج. إذ قيل إنه قد دخل المستشفى لإجراء عدد من الفحوص الطبية بعد تعرضه لوعكة صحية.
Advertisement

"جزار الخيام"، هذا اللقب الذي يحيل الى الدماء، يبدو أن هناك من يعمل على "تزميطه" من أي محاكمة. ولعل السؤال الاساسي الذي لا بد من أن نواصل طرحه حتى يأتينا الجواب اليقين هو: من هي الجهة التي أمنت دخول هذا الرجل الى لبنان؟

لان هذه الجهة، المعلومة المجهولة، يظهر أنها هي نفسها التي تعمل على تسويف القضية وتأمين حماية غير معلنة، تلافياً لفضيحة أخرى توازي فضيحة تأمين مرور العميل فاخوري الحاصل على الجنسية الإسرائيلية.

المماطلة وابتكار أساليب ترجىء محاكمة الفاخوري حتى يقضي الله أمراً، ربما أحد احتمالاته تهريب العميل إلى خارج البلاد، من أسوأ ما نشهده على تشظي الهوية الوطنية.

ففي الوقت الذي ينتفض فيه اللبنانيون على كل أشكال الظلم الواقعة عليهم، بما في ذلك سعي الجادين منهم الى بناء هوية وطنية حقيقية عابرة للطوائف والمذاهب، يذكرنا البعض، وهم يملكون من أدوات السلطة من نعرفه، يذكرنا بأن الهوية هي في الصيغة التي يقررها هو.

وبالتالي تصبح العمالة مجرد عمل أداه الفاخوري نتيجة قناعات شخصية وأخرى تتصل بوضعية طائفية ما ترتبط بالمرحلة السابقة للاحتلال.

لكنه لم يكن كذلك البتة. هذا الرجل يتحمل مسؤولية كل قطرة دم وكل دمعة سالت من وجه أمّ وأب وأولاد. يقع على عاتقه تحمل ثمن كل ساعة انتظار لفتاة أدخل حبيبها إلى معتقل الخيام وبقيت تنتظر حتى ضاع شبابها. الفاخوري يتحمل كل أنّة وصرخة وجع أطلقها أسير واسيرة تحت التعذيب.

إن استجواب الفاخوري من قبل القضاء، في الدعاوى المقدمة ضده من عدد من الأسرى المحررين، بينهم سهى بشارة، بجرائم التعذيب والقتل والإخفاء القسري والتعامل مع العدو الإسرائيلي والإنضواء في صفوفه والحصول على الجنسية والباسبور الإسرائيلي، مهمة وطنية وشعبية توازي المطالب بدولة عدالة اجتماعية.

ذلك أن الدولة القادرة على توفير الأمان الاجتماعي والوظيفي والصحي لشعبها، هي نفسها الموكلة بحمايته من اي اعتداء، وانزال العقوبات بمن يخونها عمداً منقلباً على ارضه وأهله فيفتك فيهم بأشد ما تفعل أسلحة العدو.

واذا كان البعض يحلو له دائماً المقارنة بين من "أجبروا" على عمالتهم وبين من اختاروا هذه الطريق طوعاً كالفاخوري دفاعاً عن هوية كانت في طور "الاختفاء" نتيجة للحرب، فإننا نقول إن كل لبناني عذب لبنانياً آخر تحت أي مسمى تجب محاكمته. وتحديداً من استخدموا اساليب تعذيب مشابهة بحق من انتفضوا بوجه الوجود السوري إبان سطوته العسكرية والسياسية.

فالهويات لا تبني وطناً. الهوية الجامعة التي نحدد فيها العدو والصديق، وتجعلنا نحقن دماء بعضنا بعضاً، هي التي تبني بلاداً للجميع. أما غير ذلك، فإن خلف الفاخوري "فاخوريين" كثرا، في السلطة والطائفة والشارع. 

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك