Advertisement

لبنان

أزمة لبنان أكبر منه... وهذا ما هو متوقع حصوله!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
20-11-2019 | 05:00
A-
A+
Doc-P-646965-637098485249072385.jpg
Doc-P-646965-637098485249072385.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
مخطىء من يعتقد أن الأزمة التي يعيشها لبنان حاليًا، من كل جوانبها، محصورة بزواياه الأربع، من دون ان يكون للإقليم علاقة  بكل ما يحصل على الأرض، بدءًا بأزمة الدولار وإرتباطه بالإرباك المالي والإقتصادي، وصولًا إلى حركة 17 تشرين الأول وما نتج عنها من مفاعيل أدّت في مرحلتها الأولى إلى إسقاط الحكومة وإستمرار الضغط في إتجاه فرض حكومة تُرضي الشارع المنتفض.
Advertisement

وعلى رغم إصرار البعض على حصر الأزمة بمحيطها الضيق فإن ثمة عوامل لا يمكن تجاهلها، ومن بينها ما يحدث في العراق وفي إيران، وهي تدخل تحت عنوان عريض تتلخص بالصراع القائم بين واشنطن وطهران، مع ما ينتج عنه من توترات لا يغيب المشهد اللبناني عنها.

فالأزمة الراهنة التي يعيش لبنان تحت ضغطها، والتي بدأت معالمها قبل 17 تشرين الأول، ناتجة عن إنقسام أفقي حول الخيارات المتفاعلة بتفاصيلها مع الخيارات العمودية، وإن إتخذت في بعض الأحيان وجهة محلية صرفة من خلال ما يطالب به المتظاهرون في الساحات اللبنانية، وهي في النتيجة إنعكاس لأزمة قد تتخطى بأهدافها المساحة الجغرافية الضيقة، وقد تكون "اللعبة" بوجهيها الدولي والإقليمي أكبر من الحجم، الذي يحاول البعض تصغيره من خلال حصر الأزمة بمطالب حياتية تمدّ حركة 17 تشرين الأول بأوكسجين الإستمرار على خلفية عناوين جاذبة، ومن بينها مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين وإستعادة الأموال، التي يُقال أنها منهوبة، وهي تعود إلى الشعب.

وفي إعتقاد البعض أن الأزمة في لبنان، الذي يُعتبر الخاصرة الرخوة ضمن مسلسل أحداث هي في غاية التعقيد، ما هي سوى جزء من كل ما يجري في المنطقة، وإن كان لبنان قد إستطاع، ولفترة زمنية طويلة، تحييد نفسه عن أزمات المنطقة، وهو قد دخل، ولو غصبًا عنه وبأوجه مختلفة، نادي الدول غير المستقرّة سياسيًا وإقتصاديًا، على خلفية العقوبات الأميركية التي فُرضت على "حزب الله"، التي أتخذت منحىً جديدًا في عملية الصراع الكبير، الذي بدأت خيوطه تتكشف، والذي يتوسل الدولار كسلاح غير تقليدي في حرب غير مكلفة عسكريًا بالنسبة إلى الأميركيين، منذ أن أطل مشروع "صفقة العصر" برأسه على الساحة الإقليمية بما يحمله من بذور تشتت القوى، سواء في فلسطين المحتلة وفي كل المحور الذي يتماهى مع الحق الفلسطيني، ولبنان جزء أساسي منه، بإعتبار أن على أرضه أعدادا كبيرة من الفلسطينيين، الذين لا يزالون يعيشون على أمل العودة إلى الوطن السليب، مع ما تشهده الساحة الفلسطينية الداخلية من توترات، وما يتعرّض له فلسطينيو غزة من تهديد متواصل من قبل العدو الغاصب.

وقد يكون ما يحصل من تصفيات لقادة "الجهاد الإسلامي" نمطا جديدا في الصراع الأميركي – الإيراني، وبأدوات بديلة قد تقود إلى حرب من نوع آخر بين هذه الأدوات، بحيث قد يجد "حزب الله" نفسه مضطّرًا إلى درء الخطر الإسرائيلي الداهم، سواء من خلال التهديدات المتواصلة ضد من يعتبره العدو الإسرائيلي عدوًا إستراتيجيًا له عبر البوابة الجنوبية، أو من خلال ما يصل إلى الداخل الفلسطيني من وسائط الدعم لا تغيب إيران و"حزب الله" عن مشهديته.

ومع إستمرار عملية عضّ الأصابع بين واشنطن وطهران، فإن لبنان الواقع تحت نير أزمة مالية غير مسبوقة بدأ يغرق أكثر فأكثر في الرمال الإقليمية المتحركة، التي يصعب الخروج منها قبل أن تتبلور صورة ما سترسو عليه عملية شدّ الحبال، والتي يعتقد البعض أنها ذاهبة في نهاية المطاف إلى تسوية سياسية بمفاعيل عسكرية.

 
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك