Advertisement

لبنان

نجيب ميقاتي أنتَ الأجرأ

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
30-11-2019 | 05:30
A-
A+
Doc-P-649884-637107090188830487.jpg
Doc-P-649884-637107090188830487.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

مشى الرئيس نجيب ميقاتي، مصطحبًا معه نجله ماهر، بخطى واثقة، إلى قصر العدل، خالعًا عن كتفيه حصانته النيابية وموقعه السياسي، وهو الحاصل على أعلى نسبة من الأصوات في الإنتخابات النيابية الأخيرة، كونه ينتمي إلى الطائفة السنّية.

 

القاضي جورج رزق، الذي لم يكن يتوقعّ حضور الرئيس ميقاتي ونجله شخصيًا، تفاجأ بهذا الحضور، المخصّص أساسًا للمحامين من أجل تقديم الدفوع الشكلية.

 

كان الرئيس ميقاتي يعرف ذلك، ومع ذلك أصرّ على الحضور شخصيًا هو ونجله، الأمر الذي اثار دهشة في قصر العدل، لدى القضاة والمباشرين والموظفين والإعلاميين، وذلك لأنهم لم يعتادوا على مشاهدة أحد من السياسيين يأتي إلى حيث يؤمن بأنه قصر فعلي للعدل، وهو الذي يعترف بأنه من دون شعار "العدل أساس الملك" يفقد الوطن أحد أهم مكوناته الأساسية. فلو كان هذا الشعار مطبّقًا بالفعل وليس بالقول فقط لكان لبنان يعيش الآن صفر مشاكل، ولكان وضعه السياسي والإقتصادي والإجتماعي أفضل مئة مرّة، إن لم يكن أكثر، مما هو عليه في الوقت الحاضر.

 

فماذا أراد أن يقول نجيب ميقاتي من خلال هذا الإصرار، وما هي الرسائل التي أراد إيصالها لجميع المعنيين؟

 

أولًا: أن جميع المواطنين سواسية أمام القانون، وهم جميعا تحت هذا القانون وليس فوقه، لأن مصيبة لبنان الأساسية، أو من بين المصائب الأكثر أذى وضررًا، هو التدخلات السياسية في عمل القضاء. من هنا جاءت مطالبات الحراك الشعبي بإستقلالية القضاء كأولوية قبل البدء بحملة مكافحة الفساد، لأنه من دون قضاء مستقل تبقى عملية مكافحة الفساد عنوانًا لمشروع لن يبصر النور.

 

ثانيًا: الثقة بالقضاء، على رغم بعض الملاحظات على أداء بعض القضاة، يجب أن تكون هذه الثقة مطلقة وغير قابلة للجدل، لأن المواطن المظلوم لا يجد ملاذًا له لإظهار الحق وإزهاق الباطل سوى القضاء النزيه وغير المنحاز وغير الخاضع لأحكام مسبقة.

 

ثالثًا: تعميم ثقافة اللجوء إلى القضاء دون غيره للفصل بين الحقائق والإفتراءات والكيدية، بإعتباره المرجع الصالح للجميع من دون إستثناء.

 

رابعًا: تعويد الناس على مختلف مستوياتهم وأيًّا كانت إنتماؤتهم على إحترام القضاء كسلطة قائمة بحدّ ذاتها.

 

خامسًا: البدء بنهج جديد يقوم على اللجوء إلى القضاء لحل الخلافات التي تنشب بين الأفراد والتخلي عن فكرة الأخذ بالثأر.

 

سادسًا: اللجوء إلى القضاء كوسيلة وحيدة لتحصيل الحقوق وتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

 

لكل هذه الأسباب مجتمعة نزل الرئيس ميقاتي إلى قصر العدل مرفوع الرأس لأنه واثق من أنه لم يخطىء، وهو قالها بالفم الملآن إنه طوال عشرين عامًا من عمله في الشأن العام كان حريصًا كل الحرص على المال العام، وكان يتعاطى مع كل المواضيع المالية بشفافية مطلقة، أولًا لأن أخلاقه تمنعه من تجاوز حدّ السلطة، وثانيًا لأنه مؤمن بدولة القانون والمؤسسات.

 

نجيب ميقاتي عندما قصدت قصر العدل إنما كنت الأجرأ.

 

Advertisement
المصدر: رصد لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك