Advertisement

لبنان

من يتآمر على الثورة.. وعلى طرابلس؟

Lebanon 24
10-12-2019 | 02:00
A-
A+
Doc-P-652917-637115595530030995.jpg
Doc-P-652917-637115595530030995.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحت عنوان من يتآمر على الثورة.. وعلى طرابلس؟، كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": منذ إنطلاق الثورة في 17 تشرين الأول الماضي، وطرابلس تلفت أنظار لبنان والعالم بحراكها الحضاري والراقي سواء في ساحة عبدالحميد كرامي، أو في الخيم التي تزنرها وتحولت الى مساحة تلاق وحوار ثقافي وفكري، الى النشاطات المختلفة، الى المسيرات التي كانت تخرج على مدار ساعات النهار من المناطق المختلفة وتلتقي في الساحة، وبالعكس، حتى إستحقت الفيحاء عن جدارة لقب "عروس الثورة".
Advertisement

هذه العروس سرعان ما تراجع وهجها، بعدما سعى مستفيدون الى تحويلها في بعض الليالي المظلمة الى ساحة شغب وإعتداءات على الأملاك العامة والخاصة والصارف، والى إستهداف الجيش اللبناني، فكانت طرابلس عرضة لسلسلة "بروفات" غير بريئة، لكنها لم تنجح في إستدراج أهلها الى أي فتنة بعدما أظهروا كثيرا من الوعي والحكمة.

قبل فترة بدأ أبناء طرابلس يشعرون بأن ثمة مؤامرة تستهدف ثورتهم ومدينتهم على حد سواء، وذلك من خلال تفريغ الثورة من مضمونها وحرفها عن المسار الذي رسم لها عبر أمور عدة تبدأ من نشاطات ساحة الثورة التي غاب عنها أهلها، الى إستبدال المطالب الوطنية والسياسية والانمائية والخدماتية بتنافس غير مسبوق لتحقيق طلبات شخصية عبر النقل المباشر للتلفزيونات، أو من خلال محاولات عزل المدينة بقطع الطرقات وتعطيل مؤسساتها ومدارسها وجامعاتها في الوقت الذي تشهد فيه كل المناطق اللبنانية حياة طبيعية على هذا الصعيد.

كثيرة هي التحركات التي يمكن القول إنها تسيء الى الثورة والى طرابلس وهي بدأت تتكشف يوما بعد يوم، حيث بلغت ذروتها يوم أمس الذي كان مشهودا على صعيد هذه الاساءات، حيث بقيت طرابلس معزولة عن محيطها جنوبا عبر إقفال جسر البالما والطريق البحرية الموازية له، في وقت لم يقدم أي من الثوار على قطع الطرقات في مناطق لبنانية أخرى، خصوصا بعد الاعلان عن تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة وإعتذار المرشح سمير الخطيب، فمن يريد إنقطاع طرابلس عن محيطها بهذا الشكل؟، وهل الثورة هي لتلاقي اللبنانيين على مطالب محددة في كل المناطق، أم هي للتقوقع والانعزال؟!..

كل المدارس والجامعات والمعاهد في لبنان فتحت أبوابها كالمعتاد أمس، باستثناء مدارس وجامعات ومعاهد طرابلس التي لم يكتف من يسمون أنفسهم "ثوار" بعزلها عن محيطها، بل عمدوا الى قطع طرقاتها الداخلية حتى شوارعها الضيقة، وكأن أركان السلطة يعتمدون هذه الشوارع في تنقلاتهم، في حين تم سجن آلاف المواطنين الفقراء الساعين الى تحصيل لقمة عيشهم في منازلهم.

تقول المعلومات: إن تعطيل مصلحة الريجي في محلة القبة بنصب خيمة أمام مدخلها لفترة طويلة، دفع الادارة المركزية الى نقل تسليم محاصيل المزارعين من التبغ والتنباك من القبة الى البترون، كما أن إصرار من يسمون أنفسهم "ثوار" على تعطيل مالية طرابلس، دفع فروع المالية في الأقضية الشمالية الى قطع التواصل الالكتروني مع مالية طرابلس والارتباط مباشرة مع بيروت، حيث يؤكد مطلعون أن محتسبي ماليتيّ أميون والبترون باتا يستقبلان مواطنين من مختلف مناطق الشمال لدفع المتوجبات عليهم بعدما ملوا إنتظار فتح أبواب مالية طرابلس.

أمام هذا الواقع، من يريد تفريغ طرابلس من مؤسساتها الحكومية؟، ومن يسعى الى إستهداف عاصمة الشمال بهذه التحركات المشبوهة؟، وهل هو تمهيد لما هو أسوأ على صعيد التوتر الأمني الذي أطل برأسه أمس من خلال بدعة مسيرة رمي النفايات أمام منازل النواب، وما شهده محيط منزل النائب فيصل كرامي؟.

كل ذلك يطرح مزيدا من التساؤلات لجهة: من يستدرج الشباب والصبايا الى أعمال إستفزازية من هذا النوع؟، وماذا يريد من وراء كل ذلك؟، وهل من مخطط جهنمي جديد يرسم لطرابلس؟، وبأي حق يذهب متظاهرون الى منازل مسؤولين في المدينة ويرمون النفايات أمامها ثم يرفضون أن يعترضهم أحد؟، وما ذنب الأهالي الذين يقطنون في هذه المباني أن يتحملوا رمي النفايات في مداخل بناياتهم؟، ثم، هل الثورة تكون بهتك أعراض الناس بالسباب والشتائم ومن الزنار ونازل؟، وهل تكون بالرديات المسيئة المتضمنة قدحا وذما؟، وهل هكذا تكون الثورة؟، وهل هكذا تتحقق المطالب؟، وهل ثقافة أبناء طرابلس قائمة على هذا النوع من التحركات التي تسيء لأخلاق وعادات وتقاليد المدينة؟..

من المعيب ما يحصل في طرابلس، ومن المرجح أن يكون المشاركون في التحركات مندسين من خارج المدينة ولا يمتون الى تربية أبنائها بصلة، وإذا كانوا منهم بعض الطرابلسيين فحتما هناك من غرر بهم ودفعهم الى هذا العمل الذي لا يقبله عاقل، ولا تقبله طرابلس.

بالأمس تدخلت العناية الالهية وساهمت في حماية المواطنين من أنصار النائب كرامي والمحتجين، وإقتصر الأمر على تبادل رمي الحجارة والزجاجات الفارغة والتدافع والتضارب الى أن حسم الجيش الأمر بتفريقهم، لكن ليس في كل مرة تسلم الجرة، فحذار من المتآمرين على الثورة وعلى طرابلس، وحذار ممن يريدون إشعال الفتنة مجددا وإعادة طرابلس صندوق بريد أو ساحة لتصفية الحسابات، فالفيحاء شاركت في الثورة لكي تنال الغنم، وليس لتبقى شريكة دائمة في الغرمّ..
 
المصدر: سفير الشمال
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك