بحسرة يتحدث عن مصابه الأليم وهو الذي عاش غصة الوداع بعدما فقد إبنه البكر في حادث سير قبل عامين، هو الأب المفجوع الذي لم يبقَ من عائلته سوى ثلاث فتيات. يروي مصطفى الكاخيه لموقع "العربية" ما حصل مع عائلته عندما إستفاق على خبر إنهيار السقف على رأس ولديه عبد الرحمن (21 عاماً) وريما (19 عاماً) ما أدى الى وفاتهما فوراً في منطقة الميناء في طرابلس.
يروى الأب ما حصل: "كنت نائماً إلى جانب بناتي الثلاثة في الغرفة، وكان عبد الرحمن وريما يشاهدان التلفاز في الغرفة المقابلة، فاستفقت على دوي صوت لأكتشف أن نصف بيتي أصبح رماداً وأن السقف الذي كان يأوي عبد الرحمن وريما هبط فوق رأسهما بسبب هطول الأمطار بغزارة، ولولا رحمة ربنا لكان المنزل سقط بأكمله فوق رأسي ورأس أولادي جميعاً".
ويقول بغصة: "أشكر الله أن والدتهم متوفية منذ سنوات وإلا لكانت ماتت بحسرتهما". كما يحمل الأب الذي يعمل بصيد السمك، البلدية مسؤولية ما حصل مع عائلته، مؤكداً "راجعت البلدية منذ فترة لترميم المنزل لكنها لم تتجاوب، و"رئيس البلدية رفض مساعدتنا على رغم طلب عدة أعضاء في بلدية الميناء بمساعدتي لإصلاح منزلي المُصنّف كموقع أثري".
وكان عبد الرحمن، كما يروي والده يتحضّر لخطوبته في الثالث عشر من الجاري، "إلا أن الموت كان أسرع منه فخطفه هو وشقيقته ليلتحقا بوالدتهما المتوفّية منذ سنوات بسبب المرض".
ونتيجة للأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تُخيّم على المدينة، اضطر عبد الرحمن وشقيقته ريما إلى ترك المدرسة باكراً، كما يقول والدهما، من أجل مساعدته في تأمين مصروف البيت.