Advertisement

لبنان

مجموعة الدعم الدولية للمسؤولين: ابنوا دولة لنساعدكم

نوال الأشقر Nawal al Achkar

|
Lebanon 24
13-12-2019 | 03:30
A-
A+
Doc-P-654041-637118251231928892.jpg
Doc-P-654041-637118251231928892.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
على عكس ما انتظره بعض السياسيين اللبنانيين لم يقدّم مؤتمر مجموعة الدعم الدولية للبنان أيّ مساعدة مالية، بل استنسخ وصفة الإصلاحات القديمة المرتبطة بمؤتمر "سيدر" بنسخة جديدة فرضها الفراغ في السلطة التنفيذية، لتُشكّل "حكومة تملك القدرات والمصداقية" مدخلًا لتنفيذ الإصلاحات الإقتصادية. 
Advertisement
وبدا واضحًا أنّ المجتمع الدولي يجاري الشعب اللبناني في عدم ثقته بالسلطة الحاكمة في لبنان، ويربط مدّ يد العون بتأليف "حكومة إصلاحية تلبي تطلعات اللبنانيين في الإصلاح"، هذا الإصلاح لطالما كرّره الموفد الفرنسي بيار دوكان قبل أشهر على مسمع المسؤولين اللبنانيين بعبارات غاية في الصراحة، من دون أن يبادر المعنيون إلى القيام بأيّ خطوات إصلاحية، وبقيت إصلاحاتهم محصورة على الورق، والنتيجة إيصالنا إلى كارثة مالية واقتصادية واجتماعية غير مسبوقة. 
تحاول فرنسا حضّ المجتمع الدولي على مساعدة هذا البلد المريض بـ "مرض مزمن وفتّاك " يُدعى "سرطان الفساد"، ولتتمكن من علاج المريض تحضّه على تناول الدواء، والوصفة الوحيدة المتاحة لهذا المرض هي "وصفة الإصلاح"، إمّا القبول بهذا الدواء أو الإنتحار. وانطلاقًا من هذا التوصيف تقول فرنسا للبنانيين "ساعدوا أنفسكم لنتمكن من مساعدتكم"، وبرز ذلك من خلال ما ورد في تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان بعيد انتهاء المؤتمر الدولي في باريس بقوله "لبنان اليوم في وضع صعب يتطلب تحرّكًا سريعًا وعازمًا من السلطات اللبنانية أولًا وتواكبه الأسرة الدولية. إلتزام السلطات اللبنانية أساسي بخريطة الطريق مع تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات...ووحده هذا النهج سيتيح للمشاركين حول هذه الطاولة وغيرهم أن يقوموا بتعبئة لتقديم الدعم الذي يحتاجه لبنان".
 لقد أرادت الأسرة الدولية أن توجّه رسالة واضحة للقيادات اللبنانية، مفادها أنّ الكرة في ملعب السلطات اللبنانية التي عليها أن تبادر إلى حلّ الأزمة، من خلال حكومة فاعلة وقادرة على القيام بسلّة الإصلاحات الإقتصادية، تضع مصالحها الخاصة جانبًا، لا تستنسخ تجربة الحكومة السابقة، توحي بالمصداقية للداخل والخارج وتبدأ بتنفيذ الإصلاحات، وعندها تتدخل الأسرة الدولية لتواكب عمل الحكومة الجديدة وتقدّم مليارات "سيدر" وودائع مصرفية توقف عجلة الإنهيار المالي. أمّا العلاجات والمساعدات الدولية السابقة التي تمثّلت بباريس واحد واثنين وثلاثة فانتهت إلى غير رجعة، وعليكم أن تقتنعوا بذلك وتوقفوا رهانكم عليها.
بيان الأسرة الدولية بالتزامن مع أشدّ المحن التي يتعرض لها اللبنانيون في معيشتهم وحاضرهم ومستقبلهم، لا يبدو أنّه فعل فعله في ضمائر المسؤولين اللبنانيين، الذين يواصلون مناوراتهم قبل اثنين التكليف رقم 2 لتحقيق منافعهم الخاصة ولا شيء سواها، فيجتمع أخصام الأمس لمساندة وجود بعضم البعض داخل التركيبة الحكومية، يلوّحون تارة بالإنتقال إلى صفوف المعارضة وتارة أخرى بالشوارع المقابلة التي لا تخلو من البلطجة. أمّا الإنهيار والإفلاس وتصفية الشركات وطرد الموظفين وتهديد شعب بأكمله بلقمة عيشه، فلا تندرج ضمن اهتماماتهم.  
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك