Advertisement

لبنان

"الله يوفّقكم ما عاد اسرقكم".. من هو صاحب الأغنية الأشهر منذ "17 تشرين"؟

Lebanon 24
14-12-2019 | 02:07
A-
A+
Doc-P-654357-637119115180879980.jpg
Doc-P-654357-637119115180879980.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحت عنوان: من وجوه الثورة: ابراهيم الأحمد مغنياً "اعطوني فرصة"، كتبت جنى الدهيبي في جريدة "المدن" الإلكترونية: نجحت ثورة 17 تشرين الأول في تسجيل انتصارات كبرى في مواجهة السلطة المتهافتة، رغم إصرارها على انكارها وتجاهلها وتعنّتها. هذه الثورة، التي تواجه يومًا بعد آخر تحدياتٍ صعبة، اقتصاديًا وأمنيًا وسياسياً، كما في قدرتها على الصمود في الشارع، أفرزت وجوهًا ومواهب ثورية استطاعت أن تفتح جبهةً إضافية من الصراع ضدّ سلطةٍ تتقن فنّ المكابرة.
Advertisement

رفع الهمّة
قبل أسبوع سقط المرشح لرئاسة الحكومة سمير الخطيب من دار الفتوى، قبل أن يتوجه إلى بيت الوسط لإعلان سقوطه الرسمي أمام رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري. هذا وفق منطق السلطة ورموزها. لكن، وبناءً على منطق الثورة وناسها، فإنّ الخطيب قد سقط في الشارع، من اليوم الأول لإعلانه مرشح هذه السلطة الهزيلة، التي لا بدّ أنّها اعترفت لنفسها (على الأقلّ) بقوّة الشارع، الذي فرض نفسه ركنًا أساسيًا في المعادلة، لا بلّ بوصلتها الوحيدة. هذا السقوط المتوالي لمرشحي السلطة الحكوميين، يذكرنا بأغنية الثورة التي انتشرت كالنار في الهاشيم، وثار على وقْعها أبناء جميع الساحات اللبنانية المنتفضة، وهي "عطوني فرصة".

هذه الأغنية الشهيرة التي ألّفها ولحّنها وغنّاها الفنان ابراهيم الأحمد، تجسد حرفية العلاقة التي تربط السلطة بالشعب اللبنانية، لكونها علاقة مهزوزة قائمة على الخداع والكذب، وفاقدة لأدنى مقومات المصداقية والثقة. وكلمات الأغنية التي تقول "عطوني فرصة وبلا جرصة بس خلوني ضل... بس شفولي حلّ / عطوني مهلة صغير بجيب الكهربا واللي خرابا.. الله يوفقكم.. ما عاد اسرقكم.. "، يردد الثائرون والثائرات وراء كلّ مقطعٍ من مقاطعها بصوتٍ واحدٍ وصارخٍ نفيهم القاطع "لاااا"، تأكيدًا على عدم استعداد الشارع أن يعطي أيّ فرصة لاستمرار هذه السلطة وبقائها. واستطاعت أن تشكل هذه الأغنية رافعة كبيرة لهمّة الثوار وحماستهم.

مغني القضية الفلسطينية
لكن، من هو ابراهيم الأحمد؟ هذا الرجل البالغ 40 عامًا، وهو من مواليد طرابلس في منطقة القبة، يقيم في اسطنبول منذ 24 عامًا ولديه مطعم، جاء إلى لبنان بعد 17 تشرين الأول، دعمًا للثورة، وحتّى يغنّي لها لأول مرّة في لبنان. يحكي ابراهيم العائد من مهجره عن مسيرته وموقفه من الثورات العربية في حديثٍ مع "المدن"، ويعود بذاكرته إلى أيام طفولته في منطقة القبة، وهي من أفقر المناطق الطرابلسية وأكثرها حرمانًا.

تربّى ابراهيم في إحدى بيوت القبة في عائلة داعمةٍ للفنّ الثوري، مع شقيقه بلال الذي غنّى للثورة "ثورة وطن" و"كلن يعني كلن" و"لبنان ينتفض". ومنذ كان في الخامسة من عمره، بدأ ابراهيم يردد الأغاني الثورية الداعمة للقضية الفلسطينية. حمل مشعل القضية الفلسطينية، بعد أن هاجر وتزوج وأنجب 4 أطفال في اسطنبول، واكتسب شهرة واسعة في المهجر، فجال للغناء بين الجزائر وتونس والخليج وقطر والسعودية، إلى أن توقفت مشاريعه الغنائية في السعودية والإمارات قبل 10 سنوات، بسبب غنائه للقضية الفلسطينية. أشهر أغنية لابراهيم عن فلسطين كانت "عشاق الطعن اسمع"، وهي ممنوعة بالمطلق في اسرائيل.

"لست حزبياً"
تخرج ابراهيم من كلية الشريعة والقانون، ولم تمنعه من إيجاد جسرٍ يصله بـ "الفنّ الهادف الذي يحمل رسالة سامية للشعوب الثائرة" على حدّ وصفه. يقول: "منذ أن عدت إلى لبنان، أحببت أن أكون شخصية مؤثرة كما أفعل في الخارج، واستطعت من خلال الأغاني التي قدمتها أن أجول في جميع المناطق اللبنانية، وقد نجحت في عملية "الاختراق الفني" للساحات والطوائف اللبنانية على اختلافها، لا سيما أنّ المرّة الأولى التي أغني فيها للبنان، كما غنيّت للشهيد علاء أبو فخر "فهمنا اللعبة": حوطنا دمك بشموع، بالورد الأحمر والزهر، عن دربك لا ما في رجوع، لو ثورتنا تبقى دهر".

يمتلك ابراهيم خبرةً واسعةً في استنهاض الشوارع الثائرة، وهو ما أعطاه فرصة لتحقيق عملية "خرق الساحات" فنيًا مساندةً للثورة ودعمًا لها. أكثر ما يفتخر به ابراهيم هو أنّه غنّى للثورة السورية وجاهر بدعمها، وأشهر ما غنّاه لأجلها كان "أحفر قبرك في يبرود"، و"أحفر قبرك في القلمون"، ضدّ النظام، وكانت ردًا على أغاني اللبناني علي بركات الموالي للنظام "أحسم نصرك في يبرود"، و"أحسم نصرك في القلمون"، وحظيت أغنيتي ابراهيم بضجّة إعلامية واسعة في الخارج وداخل سوريا، كما غنّى أثناء حصار منطقة الزبداني "في الزبداني ستهزمون".

يأسف ابراهيم أنّ يكون هناك فريق حزبي يصرّ على احتسابه من جماعة الإسلاميين المتطرفين. يشرح: "كلّ هذه الاتهامات باطلة، لأنّه ليس لدي أي نشاط اسلامي، وإنما انشغل بكتابة وتلحين الأغاني الثورية. وأنا أفتخر أنني لم انتمِ سياسيًا في يومٍ من الأيام لأحد، لا زلت حرًّا، حتّى أنه لم يسبق لي أن شاركت في الانتخابات، وحاليًا لن أغادر لبنان، إيمانًا بقضيتنا، ولأنه بأيّ لحظة يمكن أن تنقلب الأمور لصالح الشعب".

دعم من الجالية
يتمنى ابراهيم أن تسمح له الفرصة بالغناء للعراق أيضًا. وفي انتاج أغنيته "عطوني فرصة"، تلقى دعمًا ماليًا تجاوز تسديد 70 في المئة من كلفة الأغنية، من قِبل الجالية اللبنانية في تركيا، وهو يسعى إلى انتاج أغانٍ ثورية بأقل كلفة ممكنة. يفرح ابن القبة لدى سماع أغانيه تتردد في صور والنبطية تحديدًا، نظرًا لرمزيتهما الحزبية، وقد أطلق قبل يومين عملًا ثوريًا جديدًا يحمل عنوان "نفختونا" في رسالة واضحة إلى العهد الحاكم: نفختونا بالإصلاح صرعتونا بالتغيير، البلد كلو راح والوضع شي تعتير، ما في حدا مرتاح لا ختيار ولا صغير، يلا نبقى بالساح لحتى الكل يطير / مطلبنا تكون حكومة ثورية وتكنوقراط، ميلادا بتشرين لا بآذار ولا شباط..

يعتبر ابراهيم أنّ ما حققته مدينته طرابلس في ثورتها كان انجازًا عظيمًا، لجهة كسر كلّ المحرمات والتابوهات السياسية والسلطوية التي كانت تقيدها، ما جعلها تحمل عالميًا لقب "عروس الثور" والساحات. يختم قائلًا: "تريد السلطة أن تجر اللبنانيين إلى بيع ضمائرهم، لكن زمن ما قبل 17 تشرين الأول قد ولّى والحكم أصبح للشعب. وفي أيّ ثورة لشعوب الربيع العربي سأكون أول الداعمين لها، وسأبقى حاملًا لمشعل القضية الفلسطينية التي ليست حكرًا لأحد، أيًا يكن".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك