Advertisement

لبنان

كيف يمكن أن يعيش اللبناني بـ 210,000 ليرة شهريًا؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
15-12-2019 | 02:00
A-
A+
Doc-P-654662-637119930214198653.jpg
Doc-P-654662-637119930214198653.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عندما سمحت المصارف للموديعين بسحب 300 دولار أسبوعيًا فقط، أي 1200 دولار شهريًا، أي 1،800،000 ليرة وفق تسعيرة الدولار الرسمية، تكون قد حدّدت المستوى المعيشي لعائلة عادية مؤلفة من الوالد والوالدة وثلاثة أولاد. وبذلك تكون المصارف قد أدخلت اللبنانيين في دوامة العيش تحت خط العوز. هذا في حال كان راتب ربّ العائلة يصل إلى هذا المستوى، خصوصًا في هذه الأيام حيث تلجأ أغلبية المؤسسات والشركات، الكبير منها كما الصغير، إلى تخيير الموظف بين الطرد أو نصف المعاش، فيكون الخيار الثاني أهون الشرّين.
Advertisement
وفي عملية حسابية بسيطة وعلى الورقة والقلم نورد المصاريف الشهرية لعائلة متوسطة الحال، وهي مؤلفة من خمسة أشخاص يتبين لنا التالي:
- أقساط مدرسية بمعدّل خمسة ملايين ليرة عن كل ولد، أي خمسة عشر مليونًا في السنة، موزعة على 12 شهرًا فتكون النتيجة 1،250،000 ليرة.
- فاتورة إشتراك شهري بشبكة الكهرباء الرسمية كحدّ وسطي: 50،000 ليرة.
- فاتورة إشتراك موتور5 أمبير: 50،000 ليرة.
- فاتورة خط هاتف ثابت: 50،000 ليرة.
-فاتورة خط سلولير: 40،000 ليرة.
- إشتراك انترنت: 50،000 ليرة.
-تنقلات لفرد واحد من العائلة (الوالد): 100،000 ليرة.
 
فإذا جمعنا
1،250،000 ليرة: أقساط مدرسية
50،000 ليرة: إشتراك كهرباء دولة
50،000 ليرة: إشتراك موتور
50،000 ليرة: خط هاتف ثابت
40،000 ليرة: سلولير
50،000 ليرة أنترنت
100،000: تنقلات
يكون المجموع: 1،590،000 ليرة مطروحة من 1،800،000 = 210،000 ليرة صافية من اصل ما هو مسموح سحبه من المصارف، أي أن العائلة المؤلفة من خمسة أشخاص عليها أن تعتاش بـ 210،000 ليرة شهريًا بدل المأكل والمشرب، مع العلم أن اسعار السلع الإستهلاكية منذ بدء أزمة الدولار حتى اليوم إرتفعت نحو 40 في المئة، مما يعني أن الـ 210،000 ليرة تكاد لا تكفي لإعالة عائلة أسبوعيًا مع كثير من شدّ الأحزمة والتقشف. وهذا يعني أن على هذه العائلة أن تتدبرّ أمرها في الأسابيع الثلاثة الباقية. كيف؟ لا جواب!
فبأي منطق تُدار الأمور، وكيف يستطيع اللبناني المغلوب على أمره السير بين الألغام الإقتصادية والمالية، وكيف يمكنه الإستمرار من دون أن يقع في عجز دائم، وهو لا يجد من يمدّ له يد العون، لا في الداخل، حيث يتلهى السياسيون في التفتيش عن حكومة غير متوافق عليها، ولا في الخارج الذي يشترط أن تقترن أي مساعدة بالقيام بإصلاحات سريعة من خلال حكومة إنقاذ حقيقية وخطة طوارىء إقتصادية غير متوافرة ظروفها وسط التجاذب السياسي القائم على تقاسم الحصص في الوقت الذي تنهار فيه الدولة ومن فيها.
بهذه الصورة القاتمة يجهد اللبناني لكي يؤمن لقمة عيش الحدّ الأدنى بعدما أصبح الجميع تحت خط الحاجة والعوز، مع ما يلوح في الأفق من مخاوف أمنية بدأت ملامحها تتمظهر بعد بلوغ الحالة الإقتصادية حدود الإنفجار الإجتماعي، بإعتبار أن الجوع كافر ولن يرحم أحدًا.
 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك