Advertisement

لبنان

الحريري رئيساً مكلفاُ اليوم اذا لم تحصل اي مفاجأة.. إما تأليف سريع أو ازمة طويلة الأمد

Lebanon 24
15-12-2019 | 22:42
A-
A+
Doc-P-654974-637120718886970855.jpg
Doc-P-654974-637120718886970855.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تطوي الثورة اليوم شهرها الثاني، على وقع فتح صفحة سياسية جديدة عنوانها تكليف الرئيس سعد الحريري في الاستشارات النيابية الملزمة التي ستجري اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا، وسط غليان في الشارع الرافض لاعادة تكليف الحريري، والمطالب بحكومة تكنوقراط.
Advertisement

وسط هذه الأجواء، تحدثت صحيفة "النهار" عن صفقة تمت بين الرؤساء الثلاثة لتأليف حكومة "تكنوسياسية" تبصر النور قريباً، وهو ما دفع رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل الى تليين مواقفه بعد اعلان عزوفه والتكتل الذي يرأسه عن المشاركة في حكومة برئاسة الحريري، وربطت الاتفاق باجتماع الرئيسين عون والحريري.

الاستشارات قائمة
اذاً، جميع الطرق الى بعبدا سالكة اليوم ، والاستشارات تنطلق بكتلة "المستقبل" ليبنى على الشيء مقتضاه، فإما ان تكر سبحة تسمية الرئيس سعد الحريري لتكليفه تأليف الحكومة مجدداً، وإمّا ان تحصل مفاجأة لا تكون في الحسبان، وهو ما دفع الكتل النيابية الى التكتم على قراراتها، أو بالاحرى عدم اتخاذ أي قرار قبل اليوم، على رغم المواقف المتوقعة لكل فريق، ما يوفر للرئيس المتوقع تكليفه الحد الادنى من الاصوات الضرورية للانطلاق في رحلة التأليف التي يتخوف كثيرون من ان تكون طويلة في انتظار متغيرات اقليمية.

إذا ما لم تحصل مفاجآت تجري اليوم الاستشارات النيابية الملزمة في بعبدا وسط تباينات في المواقف من تكليف رئيس لتشكيل الحكومة، واتصالات مكثفة كانت لا زالت جارية حتى ليل امس، بين القوى السياسية لتقرير الموقف من التكليف، فيما اكدت مصادر متابعة عن قرب لـ"اللواء" "ان مسألة التأليف باتت مسألة اخرى يجري البحث في تفاصيلها بعد التكليف، اذا تم كما هو مقرر بسلاسة للرئيس الحريري وبعدد اصوات قد يفوق السبعبن صوتا، ما لم تحصل تطورات في الساعات الاخيرة تقلب المشهد السياسي".

وتؤكد المصادر ان هناك سيناريوهات عدة جرى تداولها خلال اليومين الماضيين حول عملية التكليف، وكلها ترتبط بموقف الحريري، سواء بقبوله التكليف والمضي في التأليف، او اعتذاره بعد تكليفه اذا لم يحصل على عدد اصوات مرتفع يفوق نصف عدد نواب المجلس، أو تسمية شخصية اخرى لتولي المنصب. وان البت بالموضوع يتم وفق نسبة الاصوات التي سيحصل عليها الحريري، فإذا وافقت "القوات اللبنانية" على تسميته يكون رصيده مقبولا.

وبحسب "النهار" من غير المتوقع أن يسمي "تكتل لبنان القوي" الحريري، ومثله "حزب الله"، وكذلك نواب الكتائب الذين سيسمون الدكتور نواف سلام. وفي هذا الاطار، قالت مصادر مطلعة لـ"الشرق الأوسط" إن كتلة "لبنان القوي"، تنقسم إلى رأيين، وهو ما لم يحسم قرارها حتى الآن، وتتجاذب الخيارات بين الامتناع عن التصويت أو تسمية شخصية ووضعها في عهدة رئيس الجمهورية. ونفت المصادر المعلومات عن أن الكتلة ستترك الحرية لرئيس الجمهورية ميشال عون للتسمية، موضحة أن الاستشارات النيابية تلزم النواب بالتسمية أو الامتناع عن التسمية أمام الرئيس.

 في المقابل، سينال الحريري اصوات كتلته النيابية، و"القوات اللبنانية"، و"اللقاء الديموقراطي"، وكتلة "التنمية والتحرير"، و"كتلة اللقاء الوطني"، وعدد من المستقلين، ما يجعل مجموع الأصوات ما بين 65 و70.

العقدة بعد التكليف
واذا كانت الاستشارات قائمة لا محال اليوم وتكليف الحريري مضمون اذا لم يطرأ أي مفاجأة، أشارت مصادر مطلعة  لـ"اللواء" إلى ان العقدة الأساسية تبدأ بعد التكليف اي بعد تكليف بأكثرية متواضعة  وهي اصلا لا تتلاءم مع طموحه بتأليف الحكومة التي يرغب بها.

وتوقعت مصادر مطلعة ان مصير التأليف سيحسم بعد أسبوع من التكليف، فإما اعتذار أو إصدار المراسيم.

لقاء عون – الحريري
وسط هذه الأجواء، كان لافتاً اللقاء الذي عقد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والحريري في والذي تناول الاستعدادات للاستشارات والموقف من الحكومة شكلها ومضمونها غير ان ما من عنصر جديد يمكن الحديث عنه خصوصا ان كلا منهما على موقفه من شكل الحكومة كما كانا قد تحدثا سابقا.

فبحسب "النهار" ان الاجتماع الذي عقده الطرفان مساء السبت لم يتوصل الى أي اتفاق وانما عرضت فيه وجهات النظر، وأتى بمسعى من مستشار الحريري الوزير السابق غطاس خوري الذي التقى عون السبت ونقل اليه رغبة في عقد اجتماع قبيل الاستشارات. وقالت المصادر نفسها إن الحريري تمنى على عون الضغط على باسيل للتراجع عن موقفه برفضه مشاركة تياره بالحكومة في حال تكليفه تشكيلها. لكنه لم ينل وعداً من عون بذلك. 

وأكدت مصادر مطلعة لـ "الأخبار" بأن الاجتماع "كان سلبياً جداً". ففيما حاول الحريري مهادنة عون مؤكداً أن "ما يحصل ليس ضده ولا ضد العهد"، قالت المصادر إن "رئيس الجمهورية كان جامداً جداً". وبحسب المعلومات "طلب الحريري من الوزير السابق غطاس خوري التواصل مع القصر الجمهوري لتحديد موعد". ورأى عون أن "هذا الطلب يناقض ما يقول الحريري لجهة أن التكليف يجب أن يحصل قبل التأليف". وفي الإجتماع حاول الحريري "إقناع عون بالتدخل لدى تكتل لبنان القوي للحصول على أصواته، لكن عون كانَ جازماً بأن التكتّل لن يصوت له. كما أنه لم يُعطِ إجابة صريحة وحاسمة حول مشاركته في الحكومة بوزير أو أكثر"، علماً أن "حزب الله كان يفضّل مشاركة عون بوزير بحقيبة سيادية". وأشارت المصادر إلى أن الحريري في الأيام الماضية تواصل مع عدد من نواب التيار الوطني وتحديداً الذي خرجوا أخيراً من عباءة باسيل محاولاً استمالتهم للتصويت له بوعدهم بالحصول على وزارات! لكن التيار الوطني يؤكّد أنه من "المستحيل المشاركة في حكومة يرأسها الحريري، وهذا الأمر غير قابل للبحث، وأن مآخذ التيار على الحريري تختلف عن مآخذ حزب الله عليه". 

وبحسب "نداء الوطن" فانّ "شكل الحكومة لم يُبحث خلال اللقاء لأنّ الرئيس عون لم يرغب ببحث هذا الموضوع قبل التكليف لئلا يُتّهم بالتأليف قبل التكليف كما ادعى رؤساء الحكومات السابقون"، وآثرت عدم استباق تسميات الكتل النيابية مع عدم استبعادها في الوقت عينه أن تخلص النتيجة بحسب المعطيات المتوافرة إلى تكليف الحريري "بأكثرية متواضعة".

من جهتها، أكدت مصادر مطلعة على أجواء "بيت الوسط" لـ"نداء الوطن" أنّ اللقاء الذي جمع الرئيس الحريري برئيس الجمهورية "كان جيداً وإيجابياً على الصعيد الشخصي ولكنه لم يسجل أي خروقات في ما خص تشكيل الحكومة"، ناقلةً عن الحريري أنه "ما زال متمسكاً بتشكيل حكومة من أخصائيين وأنه جدد لعون نظرته القائمة على كون حكومة الاختصاصيين هي الوحيدة القادرة على إنقاذ البلد في ظل الوضع الراهن والضغط الدولي".

وتقول المصادر، إنّ الحريري يبدو جاداً في إصراره على عدم تشكيل حكومة إلا إذا كانت مؤلفة من خبراء اختصاصيين، كاشفةً في هذا المجال أنّ المعطيات المتوافرة تشي بأنه "قد يلجأ حتى إلى الإسراع في إعداد تشكيلته الاختصاصية ويسمي هو بنفسه مختلف أعضائها دون انتظار تسميات الكتل السياسية على أن يتيح لنفسه فترة بسيطة لاستمزاج الآراء والتسميات بشكل يؤكد انفتاحه على أي إسم يناسب تصوّره الحكومي ويأتي مطابقاً للمواصفات الاختصاصية المنشودة".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك