Advertisement

لبنان

الراعي في رسالة الميلاد: لحكومة جديدة تضم أشخاصا أصحاب اختصاص ونزاهة وكفاءة

Lebanon 24
24-12-2019 | 04:06
A-
A+
Doc-P-657772-637127807534861453.jpg
Doc-P-657772-637127807534861453.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، من كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، رسالة الميلاد بعنوان "أبشركم بفرح عظيم"، الى اللبنانيين جميعا والمسيحيين خصوصا مقيمين ومنتشرين، في حضور لفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات. وجاء فيها:
Advertisement

"يسعدني والسادة المطارنة أن أبادلكم التهاني والتمنيات بالميلاد والسنة الجديدة، رافعين الشكر للطفل الإلهي على ما علمنا بتجسده وذبيحة الصليب من تجرد وتواضع وفقر روحي ومحبة إلى آخر الحدود، وعلى ما أفاض الله علينا من نعم وبركات خلال السنة التي تلامس نهايتها، راجين أن يكون العام الجديد 2020 عام سلام شامل على أرضنا اللبنانية والمشرقية.

شعب لبنان ينتظر من المسؤولين السياسيين هدية العيدين: حكومة جديدة تضم أشخاصا أصحاب اختصاص ونزاهة وكفاءة يضعون البلاد على طريق الخلاص الإقتصادي والمالي والإنمائي والإجتماعي. لقد عبر الشعب، بشبابه وكباره، برجاله ونسائه عما يعاني من أوجاع، وما يتطلب من إصلاحات، وذلك في ثورة إيجابية لم تهدأ منذ سبعين يوما. ونرجو ان تظل كذلك ولا تصبح ثورة سلبية هدامة. الثورة الايجابية تتعاون مع الجيش والقوى الامنية وتحترمها، وتخفف من الاعباء والنتائج السلبية عن كاهل المواطنين في حق التنقل والعمل. لقد شكلت هذه الانتفاضة علامة رجاء مضيئة في الظلمة التي تكتنف وطننا، دولة وشعبا ومؤسسات. بوركت هذه الانتفاضة - الثورة الحرة وغير المرتهنة لأحد، فلا تهملوها أيها المسؤولون السياسيون، ولا تخيبوا آمالها. فإنها لا تسعى الى مصالح شخصية أو فئوية، بل إلى الصالح العام، والعودة إلى الجذور والأسس التي بني عليها لبنان وميزته عن كل دول المنطقة في تعدديته الثقافية والدينية ضمن إطار الوحدة الوطنية والانتماء بالمواطنة.
 
إن شعبنا يصمد بوجه الضائقة الاقتصادية والمعيشية، مثلما صمد في حقبات وظروف صعبة وخطرة. لكنه لن يرضى بقبول سوء الحكم الذي ساد منذ التسعينات، إذ انتشر الفساد والهدر وتفاقم العجز، وارتفع الدين العام، وازداد الفقر، وتوسعت رقعة البطالة، وبان عدم الصدق في عيش عقدنا الاجتماعي، وأهملت حماية الكيان وصون السيادة.

أما الكنيسة فتواصل بمؤسساتها المتنوعة وإمكانياتها، مساعدة شعبنا في صموده بما يلزمه من حاجات معيشية. وإنا نناشد الدولة، فيما الحاجات تتزايد، أن تؤدي مستحقاتها لهذه المؤسسات لكي تتمكن من الاستمرار وتوفير فرص عمل للعديد من العائلات. وإننا نحيي جميع المبادرات الفردية والجماعية التي تتضامن مع العائلات المعوزة وسائر الفقراء وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وتنظم مساعدات عينية ومالية وطبية. نسأل الله أن يفيض بركاته عليهم جميعا، لكي تكثر عطاياه بين أيديهم ليتقاسموها مع المعوزين.

إن الرب يسوع بتجسده، وهو الإله الذي أخلى ذاته وافتدى البشرية بموته على الصليب وأحياها من جديد بروح قيامته، يعلمنا التجرد والتحرر من الذات، لكي نسود على مصالحنا الضيقة. إذا نظرنا من هذا المنظار إلى الجماعة السياسية عندنا، نجد أن مآسينا تأتي من أن حكامنا يرفضون تداول السلطة منذ عشرات السنين، بل يتحاصصونها ومال الشعب هدرا ونهبا مسرفين في الصرف ومراكمين الديون على الدولة بمختلف أنواعها. فأوصلوا الدولة إلى الانهيار الاقتصادي والمالي، وأوقعوا أكثر من ثلث الشعب اللبناني في حالة الفقر، ورموا 35 % من الخريجين الجامعيين في حالة البطالة، فضلا عن الوصول بعدد من المؤسسات الخاصة التجارية والصناعية والتربوية إلى إقفال أبوابها.

لبنان مشروع إنساني من أجل الحريات والمساواة والعيش المشترك بين الطوائف والأديان في هذا الشرق، المعرض دائما من قبل السياسات الداخلية والخارجية لاستعمال الدين من أجل توسيع رقعة النفوذ، وقمع الحريات الشخصية، خلافا لما تعلم الأديان نفسها. هذا المشروع اللبناني، الذي يشكل نموذجا ورسالة في هذا الشرق، نحن مدعوون لحمايته، من أجل كرامة شعبه وثقافته وحضارته. وهذا ما من أجله قامت الانتفاضة - الثورة التي جمعت تحت راية الوطن العائلة اللبنانية في كل المناطق، ومن كل المذاهب والأحزاب والأعمار".

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك