Advertisement

لبنان

عيد الميلاد هذه السنة... والأمل يوحّدنا

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
24-12-2019 | 03:34
A-
A+
Doc-P-657780-637127805125179663.jpg
Doc-P-657780-637127805125179663.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
علينا أن نأمل خيراً. الأمل في أكثر الظروف صعوبة، وحده الذي يساعدنا على تمضية الأيام بأقل الأضرار الممكنة. وإلا فإننا معرّضون لأقسى أنواع الكآبة وما يصاحبها من سلوكيات مدمّرة.

صحيح أننا كنا نعيش ظروفاً صعبة، وأن الأخيرة تواصل هبوطها وانحدارها بشكل مقلق، إلا أننا محكومون بالأمل.
Advertisement

ننتظر نحن اللبنانيين بكثير من الحذر أن تنعكس أجواء تكليف حسان دياب بتأليف الحكومة، إرتياحاً على أكثر من صعيد. نقول كما الجميع إن هذا ربما يعيد جزءاً من الثقة المفقودة بنا نتيجة إضراب الوضعين السياسي والأمني منذ نحو شهرين.

طمأنينتنا ستزداد رسوخاً عندما ينجح الرئيس المكلف بتشكيل حكومة، بغض النظر عن لازمة الميثاقية وغيرها. فنحن بحاجة إلى خطة طوارىء تنتشلنا من القاع. والواضح أن استمرار التشنج السياسي وتباين الآراء في الشارع من تكليف دياب، لن تزيدنا إلا غرقاً في دوامة التأزم الإقتصادي والفقر وربما الإنهيار الكامل.

حينها، لن يكون هناك أي نفع من أي إسم يُطرح، ولا من أي برنامج يرضي طرفاً على حساب آخر. فالقارب سيغرق فيه الجميع، والفوضى ستنهش الكل من دون إستثناء أو أفضلية لمسلم على مسيحي أو شيعي على سني، لأن الجوع كما قال زياد الرحباني، كافر.

نريد بصيص أمل يدفع إلى ترميم سريع للوضع الإقتصادي، فلا نعود نضطر لسحب رواتبنا كمن يستجدي حسنة، بسبب القيود غير المفهومة أو المبرّرة للمصارف على السحوبات النقدية.

وكذلك حركة الأسواق السيئة على كل حال. هذه الأسواق التي تعني دورتها الإقتصادية إلى تشغيل مئات آلاف العائلات. لكن الأزمة الحاصلة، أحالت بعض الأسواق إلى أماكن شبحية لا روح فيها. وذلك كله نتيجته تراجع القدرة الشرائية للبنانيين.

وسبب ذلك كما يعلم الجميع، هي الإجراءات الظالمة بحق الموظفين، سواء عبر فصلهم تعسفياً، أو تخييرهم بين حصولهم على نصف راتب أو تقديم إستقالتهم. علماً أن الراتب لو قبض كاملاً، خسر تلقائياً نحو 40% من قيمته مقابل الدولار، فكيف إذا أصبح نصف راتب؟

هذا الأمر يؤثر على الناس والمؤسسات والأسواق على حد سواء. فبينما تعتمد العائلات سياسة تقشف قاسية، لن يكون بمقدورها شراء "الكماليات" بسبب وقوع بعض المؤسسات التجارية إما ضحية لجشع تجار كبار، أو لجشع أصحابها أنفسهم.

فالأسعار ارتفعت على مواد معينة بلا مبرر وبعضها أصبح جنونياً. لماذا؟ لأن محتكرين في بلدنا قرروا مضاعفة الأرباح، حتى على الكماليات، أو عبر خطة إحتكار إستباقية لبضاعة يعرفون أن وقتها قد حان.

هذا ما نشهده اليوم في فترة الأعياد التي يكثر فيها الطلب على نوع محدد من الهدايا والزينة، حيث باتت الكثير من الأسر قاصرة عن شراء ما اعتادت الحصول عليه في سنوات سابقة.

الأمل الذي نتحدث عنه، لا يقف عند تشكيل حكومة وقرارات حيوية تضع حاجزاً أمام الإنهيار فحسب. بل يتوقف علينا نحن، والتجار وأصحاب المؤسسات الكبرى. أمل القناعة بالربح القليل، ونبذ الجوع إلى المال واستغلال أوجاع الناس في الصحة والمأكل والشراب وحتى الترفيه.

الأمل بأن يتراجع المحتكرون عن الإستغلال والإستفادة من الأزمات لمراكمة المال.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك