Advertisement

لبنان

هل يكون الإنقاذ على يد حكومة "الأمر الواقع"؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
17-01-2020 | 03:00
A-
A+
Doc-P-665203-637148479599485175.jpg
Doc-P-665203-637148479599485175.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
على رغم المساعي لولادة قيصرية للحكومة، التي يفرضها الواقع المأزوم الذي تعيشه البلاد في ظل إنسداد أفق الحل من الأمكنة غير المنتظرة، وبالأخص من الخارج الذي يكتفي بتكتيف الأيدي والتفرّج على ما ستؤول إليه الأوضاع اللبنانية، وإذا ما كان اللبنانيون قادرين على تقليع شوكهم بأيديهم، فإن ثمة اسئلة كبيرة تُطرح في هذا التوقيت الخطير، بعدما بلغت الأزمتان الإقتصادية والمالية حدود الخطر الشديد، وبعدما أصبحت السلطة على ضفة والشعب المنتفض في وجهها على ضفّة أخرى، مع ما يرافق هذه المرحلة الضبابية من مناوشات في الشارع، يُخشى أن تتفلت معها الأمور من عقالها.
Advertisement

وقد يكون السؤال الأهمّ من ضمن مجموعة من الأسئلة، وهو سؤال يتردّد على شفة ولسان كل مواطن قلق على مصيره: هل ستتمكّن الحكومة المنتظرة، وهي نسخة طبق الأصل عن مؤلفيها وملحنيها، من إنقاذ البلاد والعباد مما يتخّبطون به نتيجة تراكم السياسات الخاطئة، التي مورست على أيدي الطبقة السياسية ذاتها طوال عقود من الزمن، وهل سيكون بمقدور هذه الحكومة المولودة من حاجة البلاد إلى حكومة "الكيف ما كان"، وهذا ما نُقل عن رئيس الجمهورية، الذي قال "خلصونا بقى تعالوا بأي صيغة حكومية لأوقع مراسيمها"، أن تعيد سعر صرف الدولار إلى ما كان عليه قبل أن يجمح ويحلق عاليًا في سماء الصيارفة؟

هل تحمل الحكومة المنتظرة مشروع حل وتصورًا علميًا وعمليًا لنقل البلاد من حالة إلى أخرى، بعدما وصلت الأمور إلى منطقة الحظر والخطر، وهل في إستطاعة هذه الحكومة، أو أي حكومة أخرى تشبهها من إنقاذ العهد، الذي شهد ما لم يشهده عهد آخر، حتى في أحلك الظروف، وهل تملك هذه الحكومة من أدوات إنقاذية لم تكن متوافرة لغيرها، وهل تحمل في يدها عصًا سحرية، وهل يكون الحل بكبسة زر، وهل ستكون الأرضية السياسية مهيأة لها ومفروشة طرقها بالورد والياسمين، وهل سيكون لديها الأجوبة الشافية عن كل الأسئلة، التي تطرح في الشارع، وهل سيكون في إمكانها إرضاء هذا الشارع المنتفض في وجه الفساد؟

وأيًّا تكن الأسباب التي تسرّع مفاوضات ولادة الحكومة، مع أن لا أحد حتى هذه الساعة يعرف لماذا أختلفوا وعلى أي شيء، أو لماذا عادوا وأتفقوا وعلى أي شيء، فإن ما ستواجهه هذه الحكومة من صعوبات ومشاكل لن يكون بالأمر السهل، حتى ولو كانت النوايا حسنة، لأن هذا الكمّ الهائل من الأزمات يتطلب توافر ظروف محلية وإقليمية ودولية للمساعدة في حلحلة عقدها، وقد يكون من بين الأزمات الأكثر تعقيدًا هي الأزمة المالية المرتبطة بعوامل كثيرة، ومن أهمها عامل الثقة المفقود بين المواطن ودولته من جهة، وبين هذه الدولة والدول الخارجية من جهة أخرى، التي تستمهل الإقدام على أي مبادرة قبل أن ترى النتائج.

وهذه النتائج معروفة سلفًا، وهي التسريع في إتخاذ خطوات علاجية وإصلاحية ضرورية، وهي من بين الشروط التي تضعها الأسرة الدولية لمساعدة لبنان، بالإضافة إلى ما يمكن إقراره من تشريعات أساسية لمحاربة الفساد ووقف الهدر ومحاسبة كل من كانت له علاقة بتدهور الأوضاع الإقتصادية والمالية، مع ما يُفترض نظريًا التوصل إليه بالنسبة إلى إسترداد الأموال المنهوبة، وهذا ما يمكن أن يرضي الشارع المنتفض.

فهل ستستطيع هذه الحكومة تحقيق كل ذلك؟

 

 

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك