Advertisement

لبنان

أهلاً بالعنف القادم!

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
12-02-2020 | 03:20
A-
A+
Doc-P-673258-637170960356536938.jpg
Doc-P-673258-637170960356536938.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كان من المتوقع أن تنال حكومة الرئيس حسان دياب ثقة البرلمان. اعتدنا على جلسات ثقة سابقة ومشاورات تأليف طوال سنوات. الأمر أشبه بإمتحان نتيجته معروفة مسبقاً، لكن الأمر يتم لأن الأصول، ولو صورياً، تستوجب هذا الإستعراض.
Advertisement

في العادة، يعلم اللبنانيون مسبقاً أيضاً أن كتلاً نيابية بعينها ستحجب الثقة عن الحكومة، حتى أن تصريحات هؤلاء النواب تبدو لنا كأنها تأكيد للمؤكد. فمانح الثقة هو نفسه الذي سهّل التشكيل، والممتنع عن المشاركة هو نفسه الضان على الحكومة بثقته.

لا جديد إذن. مكانك راوح. في حين أن الشارع يغلي، ويظهر أن أفراداً وجماعات منه قررت إستخدام العنف. لماذا؟ لأن السلمية، بحسب تجربتهم، لم تفض الى نتيجة ونكاد نكرّر الماضي.

لكن العنف كما في منطق المجتمعات التي تعيش صدمات إقتصادية وإجتماعية، ولاّد عنف. أي أنه يتغذى من نفسه حتى يصبح كوحش كبير يصعب لجمه أو كبح اندفاعه.

وهذا يعود إلى جملة أسباب منها وصول المتظاهرين الى حائط مسدود، في ظل ممارسة السلطة لعنف منظم ضدهم لأكثر من مرة. وكذلك الأمر في ظل عودة الإصطفافات الطائفية والمناطقية ودخول جهات سياسية على خط الحراك، فجهلوا أهله الأصليين نهباً للتشويه وحتى الإعتداء الجسدي من قبل المدافعين عن رموز السلطة.

إنه العنف إذن. هذا الذي سيأتي لا محالة، لكنه يحتاج إلى وقت، ويبدو أنه لن يكون بعيداً. ذلك أن دورة العنف التي ستخلط الحابل بالنابل، فلا نعود نميز بين صالح وطالح، ستبدأ في اللحظة التي يتجرأ فيها المسؤولون على القول إن الدولة أفلست، وأن على اللبنانيين تدبر شؤونهم بأنفسهم.

هذا الذي سيحصل حين تسير حكومة الرئيس دياب في نفس خط سير الحكومات السابقة، من دون أي قرار واضح بمواجهة صلب الأزمة ونواتها: أي السياسات الإقتصادية والفساد والزبائنية التي أوصلتنا إلى الإنهيار. وألا تتقاعس عن التحلي بجرأة إستثنائية، لمنع الإنهيار والقبض على منابع خرابنا، لأن هذه الجرأة إن تأخرت لن تعود أبداً. ولن يكون بعد الخراب العظيم إلا حفلة واسعة من العنف ستحصد كل شيء. وعندها لن ينفعنا تكنوقراط، ولا غيرها.

على السلطة، حكومة، وبرلماناً، وقوى أمنية، أن تفهم أن الحلّ الوحيد الملحّ هو انتهاج سياسة إقتصادية جديدة. أن تسخر القوى الأمنية والقضاء لاسترداد ثقة اللبنانيين بدولتهم، وحماية حقوقهم وأموالهم من الناهبين الكبار. أما ما عدا ذلك فليس أكثر من العدو سريعاً نحو الإنهيار.

ذلك أن استخدام السلطة للقوة لقمع المتظاهرين بالتوازي مع السير على سكّة الانهيار نفسها، سيسفر عن خروج الناس إلى الموت، الذي سيفضلونه سريعاً بدلاً من موت بطيء جوعاً ومرضاً.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك