تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لتغريدة كتبها الوزير السابق سجعان قزي على حسابه على "تويتر"، قالوا إنّه سارع إلى حذفها بعد نشرها بوقت وجيز.
وفي التفاصيل أنّ تغريدة قزي جاءت رداً على تغريدة كتبتها أنييس سيريغيلي، وهي مستشارة البلدية في سان-جرمان-أن-لاي وسبق أن طُردت من حزب "الجمهورية إلى الأمام" الحاكم، تعليقاً على ترشح رشيدة داتي (مغربية الأب وجزائرية الأم)، وزيرة العدل السابقة عن حزب "الجمهوريون" اليميني لمنصب عمدة باريس.
وغرّد قزي متوجهاً إلى سيريغيلي، المرشحة لمنصب عمدة سان-جرمان-أن-لاي: "أهنئك سيدتي العزيزة لتحليك بالشجاعة المعنوية والسياسية وقولك ما يفكر الفرنسيون به"، مضيفاً: "حان الوقت كي تستعيد فرنسا تماسكها. فما من أمة لا تملك هوية تاريخية".
وكانت سيريغيلي المعروفة بنزعتها اليمينية المتطرفة نشرت صورة لداتي وعلّقت عليها بالقول: "المسألة الأكير إلحاحاً التي تستدعي التوصل إلى حل تقضي بمعرفة الشخصية القادرة على منع رشيدة داتي من أن تصبح عمدة باريس وأسلمة العاصمة الفرنسية". وأضافت: "سذاجة الفرنسيين غير مقبولة"، محذرةً من أنّه من شأن انتخاب داتي خدمة الثيوقراطيات المسلمة". إشارة إلى أنّ سيريغيلي استخدمت مصطلح ثيوقراطيات في إشارة إلى الأنظمة الدينية الإسلامية، إذ تتكون لفظة ثيوقراطي من كلمتين، "ثيو" وتعني إله، و"قراط" وتعني الحكم، والكلمة مشتقة من المفردة اليونانية Theokratia، وتعني حكم الله.
تغريدات تشجع على الكراهية
تكفي مراجعة مجموعة من تغريدات سيريغيلي لمعرفة أنّها تقود حملة شرسة على داتي، وسامية غالي، الجزائرية الأصل، وهي مرشحة الحزب الاشتراكي في مرسيليا، إذ تواصل سيريغيلي نشر صور وتسجيلات فيديو للمرأتين مصحوبة بتعليقات مسيئة.
بل ذهبت سيريغيلي إلى حد اعتبار من يدعم المرشحين المسلمين بأنّه شخص مرتد، ففي إحدى تغريداتها تقول: "الجمهورية علمانية، فرنسا مسيحية. أي كاثوليكي يدعم انتخاب مسلم هو مرتد".
ماذا بعد؟
أعلن وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير يوم أمس الأحد أنّه ستتم ملاحقة سيريغيلي قضائياً بتهمة "التحريض على الكراهية"، وذلك بعد سلسلة تغريدات استهدفت داتي (54 عاماً) وغالي (51 عاماً).
يُشار إلى أنّ سيريغيلي تواجه انتقادات لاذعة في فرنسا بسبب مواقفها التي يعتبرها البعض معادية للمثليين.
ما جديد الانتخابات؟
أعلنت وزيرة الصحة الفرنسية أنييس بوزان أمس الأحد، ترشحها لرئاسة بلدية باريس عن حزب الرئيس إيمانويل ماكرون من بنجامان غريفو الذي انسحب بعد تسريب تسجيل فيديو حميم له.
وقالت بوزان التي اختارها حزب "الجمهورية إلى الأمام" وستغادر الحكومة "سأفوز" في هذه الانتخابات البلدية التي ستجرى في آذار المقبل.
وكان المرشح المدعوم من الرئيس الفرنسي لرئاسة بلدية باريس بنجامان غريفو سحب ترشيحه الجمعة بعد نشر مقطع فيديو له طابع جنسي، ما كان له وقع الصاعقة في المعركة المحتدمة من أجل رئاسة بلدية العاصمة الفرنسية.
والفوز بمنصب رئاسة بلدية باريس الذي يشغله حالياً الاشتراكيون، كان دائما الهدف الرئيسي للأغلبية الرئاسية في الانتخابات البلدية التي تجري الشهر المقبل.