Advertisement

لبنان

حكومات الوحدة الوطنية فشلت.. فهل تتحول "التكنوقراط" قاعدة؟

Lebanon 24
21-02-2020 | 00:07
A-
A+
Doc-P-675851-637178660393710215.jpg
Doc-P-675851-637178660393710215.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحت عنوان هل تتحول حكومات التكنوقراط قاعدة؟، كتب شارل جبور في "الجمهورية": إنّ نجاح حكومة الرئيس حسان دياب يؤدي إلى ترجيح كفة حكومات التكنوقراط على الحكومات السياسية، وتحديداً حكومات الوحدة الوطنية.
Advertisement

من المفيد مراجعة الأسباب الموجبة التي قدمها "حزب الله" رفضاً لحكومة التكنوقراط قبل ان يعود ويوافق عليها، ولو بصيغة غير مستقلين، حيث أعلن بداية الأمر رفضه المطلق لها بحجة انّ النزاع الدائر في المنطقة يتطلّب وجود حكومة سياسية قادرة على تظهير موقف لبنان الخارجي والتصدي لأي مواجهة مع إسرائيل وتتمتع بجهوزية لمواكبة اي طارئ، وذلك في موازاة وجهة النظر التقليدية التي تقول انّ سلطة القرار في البلد انتقلت مع "اتفاق الطائف" إلى مجلس الوزراء مجتمعاً، وبالتالي الوزير يجب ان يكون سياسياً بالدرجة الأولى خصوصاً انّ الحكومات تتألف وفق التوازنات النيابية.

وفي موازاة هذا الرأي، لا يمكن القفز فوق أربع حقائق أساسية:

ـ الحقيقة الأولى، انّ حكومات الوحدة الوطنية فشلت فشلاً ذريعاً وباعتراف الجميع تقريباً، ويتفق أهل "الطائف" على اعتبار انّ الحكومة الأولى في الدستور الجديد فقط لا غير كان يجب ان تكون وحدوية على خلفية إشراك وتوحيد القوى التي تقاتلت وتخاصمت، ما يعني انّ حكومة الوحدة الوطنية وفق "الطائف" هي استثناء، ولكنها تحولت قاعدة لأنّ النظام السوري كان يريد ان يلعب دور ضابط الإيقاع ووضع كل فريق في مواجهة الآخر، واستمر هذا الوضع بعد العام 2005 بسبب الانقسام بين 8 و14 آذار والخشية المتبادلة من تسليم دفة السلطة لفريق من الفريقين.

ـ الحقيقة الثانية انه لم يكن ممكناً الكلام عن موالاة ومعارضة في زمن الوصاية السورية، في اعتبار انّ سلطة القرار الفعلية كانت في دمشق لا بيروت. وبعد العام 2005 افتقدت 8 آذار التمثيل السني و14 آذار التمثيل الشيعي، الأمر الذي أبقى سيف الجانب الميثاقي مرفوعاً على تشكيل حكومة غير مكتملة المواصفات الميثاقية، وبمعزل عن هذا الجانب الذي استخدمه "حزب الله" فإنه لم يكن في وارد الخروج من الحكومة، بدليل تراجعه عن تعهّد السيّد حسن نصرالله نفسه عندما أعلن فليحكم الفائز في انتخابات العام 2009، وسرعان ما عاد وأسقط حكومة الرئيس سعد الحريري ليحكم منفرداً في حكومة غير مكتملة التمثيل السني.
 
فالحزب لم يكن مستعداً الدخول في تجربة موالاة ومعارضة لأنه يعتبر انّ وجوده في السلطة يشكل ضماناً لسلاحه ودوره، ولولا الأزمة المالية وفشله في تشكيل حكومة تكنو- سياسية واضطراره إلى التسليم بالأمر الواقع لَما وافق على حكومة دياب في صيغتها الحالية، وهذا ما يفسّر دعوته إلى تشكيل لجنة من الموالاة والمعارضة في عودة صريحة إلى صيغة حكومات الوحدة الوطنية وفي محاولة متأخرة لتجنّب تحمُّل مسؤولية الانهيار منفرداً، حيث من الواضح انه يتهيّب اللحظة والمرحلة ويريد بطريقة أو بأخرى إشراك الجميع للخروج منها، علماً انه لا يستطيع ان يُمسك بزمام السلطة التنفيذية ويطلب من الآخرين تغطيته، فيما كان في استطاعته الذهاب إلى خيار حكومة اختصاصيين مستقلين تحظى بغطاء مختلف القوى السياسية.

ـ الحقيقة الثالثة، انّ الناس المنتفضة في الشارع أعلنت جهاراً رفضها حكومات الوحدة الوطنية وحتى حكومة التكنوقراط التي تقاسمت قوى الأكثرية حصصها، وأي حكومة على الطريقة القديمة ستواجه بشراسة شعبية، وهذا ما دفع قوى الأكثرية إلى تجنّب تسمية شخصيات سياسية والالتزام بأسماء تكنوقراط وغير مستفزة، والإيحاء أن لا علاقة لها بالحكومة لكي لا تتحمّل تبعات فشلها، خصوصاً انّ الناس تحمِّل القوى الممسكة بالسلطة مسؤولية إيصال البلد إلى ما وصل إليه.

ـ الحقيقة الرابعة، انّ الأزمة المالية غير المسبوقة في تاريخ لبنان تستدعي معالجة غير مسبوقة منذ «اتفاق الطائف» إلى اليوم، وتتمثل بتغيير شكل الحكومة والإتيان بأصحاب الاختصاص كعامل ثقة للداخل والخارج وفي محاولة للانكباب جديّاً على معالجة الأزمة من أجل إعادة الوضع الى السكة الصحيحة.

 
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا. 
 
المصدر: الجمهورية
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك