Advertisement

لبنان

عندما تسقط البقرة.. ويكثر السّلاخون!

Lebanon 24
26-02-2020 | 00:27
A-
A+
Doc-P-677446-637182992415407811.jpg
Doc-P-677446-637182992415407811.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحت عنوان عندما تسقط البقرة.. ويكثر السّلاخون!، كتب نبيل هيثم في "الجمهورية": وكأنَّ شيئاً لم يحدث... هكذا في اختصار تتعامل الطبقة الحاكمة في لبنان مع الوضع العام الذي يواصل السقوط نحو جحيم الكارثة الاقتصادية -الاجتماعية، التي باتت نيرانها تكوي اللبنانيين في كل مفاصل حياتهم - مرتباتهم، سلعهم الاساسية، وصحّتهم.
Advertisement

هكذا تأتي المناكفات السياسية القديمة والمتجدّدة، لتُبقي لبنان في الدائرة المفرغة التي يدور فيها، وهو يواصل السقوط ، وكأنّ شيئاً لم يحدث: لا ثورة شعبية تفجّرت، ولا حكومة حريرية استقالت وتطلّب إيجاد بديل لها، ولا أسابيع ضائعة، ولا انهيار اقتصادياً يقترب، ولا سندات «يوروبوندز» بات تسديدها أو الامتناع عن دفعها سيفاً مصلتاً على البلاد والعباد! لكأنّ الكل بات مسلّماً بحقيقة أنّ النظام السياسي الذي قام عليه لبنان منذ مئة عام بات منتهي الصلاحية، طالما أنّ «البقرة الحلوب» قد جفّ ضرعاها، فلم تعد قادرة على التوفير، للمتحكمين، ما يكفي لتضخيم ثرواتهم.

هكذا، يمكن افتراض، وفق المثل الشعبي القائل، إنّه "حين تسقط البقرة يكثر سلاّخوها"، أنّ الطبقة الحاكمة باتت مجتمعة على هدف واحد، وهو تدمير ما تبقّى من فرص ضيّقة للإنقاذ، تمهيداً لإعادة تشكيل النظام اللبناني على نحو مغاير تماماً لما قام عليه منذ ولادة دولة لبنان الكبير، بكافة مفاصله التاريخية، منذ عهد الانتداب، مروراً بالاستقلال وما بعد الطائف، وصولا ًإلى التسويات الهشة التي شهدها في السنوات الأخيرة الماضية، والتي باتت في حكم المنتهية منذ ليل 17 تشرين الأول.

المناخ السياسي العام يشي بمعادلة بسيطة وخطيرة في آنٍ معاً: طالما أنّ "الدولة" اللبنانية وقطاعها العام لم يعد صالحاً كأداةٍ لكسب الولاء السياسي، فالحل الوحيد يكمن في تدمير النظام القائم لمصلحة نظام جديد، من شأنه أن يسمح بضخ الهرمونات إلى جسد تلك "البقرة الحلوب"، أو على الأقل لا يبدّد المكاسب التي تحققت نهباً، منذ فترة الحرب الأهلية مروراً بزمن ما بعد "إتفاق الطائف".

ضمن هذه العقلية يمكن فهم المناكفات المتجدّدة، والتي تهدف إلى تكبيل حكومة حسان دياب، وهو سلوك مشترك بين شركاء الأمس، الذين انتقلوا إلى مقاعد "المعارضة"، وبين شركاء اليوم الذين دفعوا في اتجاه تشكيل الحكومة الحالية، وها هم اليوم على قاب قوسين أو أدنى من التخلّي عن خيارهم... لمصلحة المجهول!

ينطلق هذا السلوك من واقع اقتصادي بحت، وهو أن لا فرصة أمام حكومة حسان دياب لإثبات القدرة على تجنّب الانهيار إلّا بخيارين محدودين، ومستحيلين في آن واحد..

يتمثل الخيار الأول في الاستجابة الجدّية لمطالب الشارع، بمحاسبة الفاسدين واستعادة المال المنهوب منذ ثلاثين عاماً، وفي ذلك محاذير تفجيرية. فثمة في البلد من هو مستعد لإشعال الحرب الأهلية مجدّداً في حال الاقتراب من المكاسب المالية التي حققها بعرق اللبنانيين ودمهم.

اما الخيار الثاني، فهو المضي قدماً في وصفات صندوق النقد الدولي، بكل ما فيها من التزامات "إصلاحية".

هكذا تقف النخبة السياسية في لبنان عند مفترق طرق. الصيغة السياسية ـ واستتباعاً لها الصيغة الاقتصادية ـ التي تَكرّس فيها نموذج النفعية المتبادلة بين القطاع المصرفي والسلطة السياسية، انتهت بالفعل، واستهلكت معها كل أجهزة التنفس الاصطناعي التي ابدع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في استخدامها، ضمن إجراءات يصطلح الاقتصاديون على تسميتها "خطة بونزي"، القائمة على أخذ أموال جديدة من مودعين جدد لمواصلة سداد الديون القديمة.

شاء القدر أن تتزامن مئوية لبنان الكبير مع انفجار «الفقاعة» المالية، حين نفد ما تبقّى من دولارات في اقتصاد خُطط له أن يكون مدولراً، فبات على عتبة الإعلان عن افلاسه، حيث لم يعد هناك مزيد من الدولارات لتسديد الديون، ولا مزيد من الدولارات للاستيراد، ولا مزيد من الدولارات لدفع ودائع الناس.

 
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا. 
المصدر: الجمهورية
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك