كتب محمد أبي سمرا في صحيفة "المدن" تحت عنوان "قوة النساء السائلة والمشهدية في انتفاضة 17 تشرين": "في استعادة إجمالية سريعة لمشاهد انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 على أقطاب النظام السياسي اللبناني، زعمائه ومتصدريه ووزرائه ونوابه وأحزابه (وهم رجال كلهم)، يبدو حضور النساء كثيفاً وقوياً وفاعلاً، ويعادل حضور الرجال، بل يتعداه ويفوقه بمشهديته بعض الأشكال الدوائر والوجوه.
تصورات وتأويلات
لكن النظر في حضور النساء في الانتفاضة، وما ينطوي عليه من معانٍ ودلالات، يظلُّ مداراً لآراء وأفكار وتأويلات مختلفة ومتباينة.
فلكثرةٍ من اللبنانيين واللبنانيات، وخصوصاً من الفئات العمرية الشابة، والاجتماعية الوسطى المتحررة،، قد تبدو كثافة حضور النساء وفاعليتهن في الانتفاضة ظاهرة عادية، طبيعية وتلقائية. وشطر من هذه الكثرة، يردُّ هذه الظاهرة إلى طبيعة المجتمع اللبناني في تاريخه وأطواره وتحولاته المتقطعة.
لكن هناك جندريات ونسويات تعتبرن أن الكلام على هذه الظاهرة، وتناولها بوصفها ظاهرة أصلاً، والتمييز الإحصائي والمادي والمعنوي بين النساء والرجال في الانتفاضة، وفي سواها من ميادين الحياة اليومية والاجتماعية العامة وأدوارها، إنما يصدر كله عن ضربٍ من أفكار ومفاهيم وتصورات تنطوي على تمييز ثابت، مسبق وتقليدي، بل رجعي وذكوري، بين النساء والرجال.
وتحضر في هذا السياق تلك الدهشةُ التي لابست نظرة الإعلام والرأي العام العربيين والدوليين لهذه الظاهرة في الانتفاضة اللبنانية. من دون نسيان التمايز والاختلاف والتباين بين بواعث ومضمون ودلالة الدهشة العربية، وتلك الدولية، أي الغربية على وجه التحديد.
وهناك كُثُرٌ من المشاركات والمشاركين في معظم التظاهرات والاعتصامات في بيروت، لا يميزون أو لا ينتبهون للتمييز بين حضور النساء والرجال في هذه الانتفاضة التلقائية المفتوحة، والتي قامت وانطلقت وتوسعت بمبادرات عفوية، بلا خطط مسبقة ولا برامج محددة، ولا دعوة من جهة أو جماعة أو مجموعة معينة ومنظمة. والعفوية وغياب التخطيط والتنظيم والجهات الداعية، يشيران إلى أن حوافز المتظاهرين للخروج إلى الشوارع والساحات احتجاجاً على المظومة السياسية الحاكمة، كانت حوافز تلقائية، فردية وشخصية، وغير فئوية، بل شبكية على مثال شبكات التواصل الاجتماعي الإعلامي الظرفي، ودوائره المفتوحة في الفضاء التواصلي الإلكتروني.
والشبكات والدوائر الظرفية في هذا الفضاء تنشأ على قدرٍ من الغفلية والسيولة، ومن عدم التمييز بين الفئات العمرية والجنسية والاجتماعية والثقافية، إلا على نحو مغفل أو غير مقصود أو جزئي، مثل التعارف والتواصل بين من تجمعهم الشبكات والدوائر إياها في الفضاء الافتراضي، وتحولها إلى الفعل في العلانية العامة".
لقراءة المقال كاملاً
إضغط هنا.