Advertisement

لبنان

واشنطن والساحة اللبنانية.. أهداف متعددة أهمها عزل "حزب الله"

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
20-03-2020 | 07:30
A-
A+
Doc-P-685599-637203016731545344.jpg
Doc-P-685599-637203016731545344.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
اهداف كثيرة تجعل من الولايات المتحدة الاميركية مهتمة بالساحة اللبنانية، بالرغم من محدودية تأثيرها المفترض، فمن ملف النفط والغاز الى الحدود مع فلسطين المحتلة، الى أمن اسرائيل، كلها اسباب تدفع بواشنطن الى تكثييف حضورها في التفاصيل السياسية اللبنانية، لكن الهدف الاكبر لواشنطن هو عزل "حزب الله" ومنعه من التمدد داخل المؤسسات الدستورية اللبنانية، ولاحقاً داخل الدولة العميقة ليصبح المتحكم الرئيسي بمفاصل الدولة.
Advertisement

تضع واشنطن هدفاً واقعياً في التعامل مع "حزب الله" فكما استطاع هذا الحزب التعملق في 40 عاماً، لا مانع من ان يستمر انهاكه 40 عاماً اخرى للوصول الى القضاء النهائي عليه.

يدرك الاميركيون انه من غير الممكن القضاء على "حزب الله" بسهولة، ولا بحرب عسكرية حتى، بالرغم من أن اسهمها كانت مرتفعة لولا ازمة كورونا الاخيرة، ويعلم هؤلاء ايضاً أن فتح سجال جديد حول سلاح الحزب ليس له اهمية وسيؤدي الى فشل ذريع كما حصل من 14 شباط 2005 حتى الحرب السورية، لذلك تهتم واشنطن بدايةً في منع تعاظم قوّة "حزب الله" العسكرية، وهي قد ارسلت اليه رسائل بطرق مختلفة اكدت له فيها انها مستعدة للتعايش مع التعاظم الحالي للحزب، لكن يجب عليه أن يكتفي بهذا القدر، بحسب ما أكدت مصادر مطلعة لـ"لبنان ٢٤"، لكن الحزب وكالعادة يرفض العروض الاميركية.

الهدف الثاني لواشنطن هو اخراج "حزب الله" من الدولة اللبنانية، لسلبه الغطاء الدستوري فيها، وليعود كما كان مجموعة مسلحة قد تتعايش مع الدولة، وقد لا تتعايش لكن المهم الا يكون الحزب جزءا من المؤسسات لكي لا يستطيع تطويعها مع الوقت.

يعتقد كثر أن الهدف الاول من استثمار واشنطن في الحراك الشعبي كان اخراج الحزب من الحكومة، عبر رفع شعارات "الحكومة اللا حزبية" ولعل ادراك الحزب للامر دفعه الى الاصرار على تمثيله بشخصيات حزبية.

تسعى واشنطن الى عزل "حزب الله" بشكل كامل، عن بيئته اولاً وعن حلفائه ثانياً وعن الدولة ثالثاً.
واذا كان الهدف الاول فشل في الحراك، تستمر واشنطن في محاولاتها ضرب الواقع الاجتماعي لبيئة الحزب، الامر الذي تراهن على كونه سبيلاً حقيقياً لابتعاد جزء من البيئة عنه وانتقال همومها من القتال معه الى قتاله ليؤمن لها مطالبها الاجتماعية والاقتصادية.

اما الهدف الثاني فهو السعي الى ابعاد حلفائه عنه، وهذا ما لم يحصل بالاطر الديبلوماسية، فكان القرار بضرب واضعاف حليفه المسيحي الاول "التيار الوطني الحر"، وليس صعباً على من يراقب العلاقة الديبلوماسية بين واشنطن ورئيس التيار جبران باسيل أن يدرك حجم الضغوط الاميركية التي تمارس عليه، يضاف اليها تكريس تهشيم صورته امام الرأي العام اللبناني والمسيحي لكي لا يتمكن من تكرار نتائج الانتخابات النيابية، وتالياً فإن "حزب الله" حينها يصبح بلا غطاء من حليف مسيحي قوي.

الأهم هو سلب "حزب الله" بعض مفاصل القوة التي يتغنى بها داخل لبنان، وهذا ما يحصل من حلال ابعاد الجيش اللبناني عنه، بالترغيب المرتبط بالمساعدات المالية الهائلة والترهيب المرتبط بالتلويح بإقافها، وما بينهما من قضايا سياسية وطموحات ووعود وغيرها.

منذ حرب الجرود بدأت العلاقة بين "حزب الله" وقيادة الجيش توضع على المحك، نظراً لما يعتبره الحزب افراطا من القيادة بالسماع لنصائح واشنطن، وكذلك حصل في ذروة ازمة التحركات الشعبية في لبنان، حيث لم يكن يرغب الحزب الا بفتح الطرقات لاسباب عديدة وهذا ما لم يحصل، واليوم مع قرار المحكمة العسكرية الذي يبدو، وفق قراءة اولية في الضاحية، أن قيادة الجيش كان بإمكانها منع اتخاذ هكذا قرار في اقل تقدير في ظل ضعف الغطاء السياسي الممنوح له في الاصل، عادت الاسئلة حول قدرة واشنطن على عزل الحزب في الداخل اللبناني.

الواضح ان الحزب ومنذ 17 تشرين الأول لم يستخدم أيا من اوراق قوته، وهو يعمل على استيعاب كل الهجمات السياسية الاميركية من دون ردود فعل واضحة، لكن المصادر ترى ان الحزب سيبدأ قريباً بالرد على استخدام واشنطن لنفوذها في لبنان، خصوصاً أن لديه ادوات سياسية يمكن تحريكها لإعادة قواعد الاشتباك السياسية مع واشنطن الى سابق عهدها، ولعل اول هذه الامور هي استقالة القاضي العميد الركن حسين عبد الله، الامر الذي يريد منه الحزب أن يظهر أن واشنطن لا يمكنها حماية أي طرف يذهب معها بعيداً في مواجهته.

في المحصلة، يبدو أن الحزب سيكون مضطراً لادخال الساحة اللبنانية في الصراع بينه وبين واشنطن بعدما لم توفرها الاخيرة، وهذا سيدخل لبنان كله في مرحلة جديدة كلياً.
 
المصدر: خاص "لبنان 24"
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك