Advertisement

لبنان

100% نسبة ارتفاع حالات العنف الأسري.. عندما يكون كورونا ألطف من الإنسان

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
06-04-2020 | 07:30
A-
A+
Doc-P-690934-637217665621063538.jpg
Doc-P-690934-637217665621063538.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

الأحد 5 نيسان 2020: رمى رجل ابنتيه (17 و20 سنة) من الطابق الثاني في شارع حمد في الطريق الجديدة- بيروت. تمكنت إحداهما من الفرار بعدما سقطت على سيارة كانت مركونة تحت شرفة المنزل، أمّا الثانية فنُقلت إلى المستشفى. هذه آخر أخبار التعنيف الأسري- المعروفة- في لبنان. تبقى الكثير من حالات التعنيف طي الكتمان، فكثيرون لا يبلّغون عما يجري خلف أبواب المنازل في الأيام العادية، فما بالك في أيام الحجر؟

Advertisement
 
 

تخيّل أنّك محجور. المسألة مزعجة. تحركانك مقيدة، لكنك بأمان من كورونا على الأقل. والآن تخيّل أنّك محجور مع معنّف. لا بد من أنّ الوضع مأساوي، أليس كذلك؟ في هذه الحالة، يصبح فيروس كورونا، على الرغم من خطورته، أقل تهديداً بالنسبة إليك. هذا هو الواقع الذي يُضطر عدد كبير من الرجال والنساء مقاساته يومياً في أيام الحجر المنزلي الذي أقعد نحو 900 مليون شخص حول العالم في بيوتهم. يقول الأطباء النفسيون إنّ المعنفين أشخاص يتمتعون بحالة نفسية هشة وهم غير قادرين على تحمل الحرمان، وهذا يعني أنّه من شأن ظروف مثل الحجر أن تفاقم الأوضاع.

الاعتراف جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي أطلق أمس الأحد نداء عالمياً لحماية النساء والفتيات "في المنازل"، إذ شدّد على أنّ "العنف لا يقتصر على ساحات المعارك". وقال: "للأسف، بالنسبة للعديد من النساء والفتيات، إنّ أكثر مكان يلوح فيه خطر العنف هو المكان الذي يُفترض به أن يكون واحة الأمان لهنّ. إنّه المنزل. ولذا، فإنّني أوجّه نداء جديداً اليوم من أجل السلام (..) في المنازل في جميع أنحاء العالم"، مضيفاً: "على مدى الأسابيع الماضية، ومع تزايد الضغوط الاقتصاديّة والاجتماعيّة وتنامي المخاوف، شهدنا طفرة عالميّة مروّعة في العنف المنزلي". وعلى الرغم من أنّ الأمم المتحدة أقرّت بعجزها حالياً عن تحديد عدد النساء أو الفتيات اللواتي يتعرّضن لعنف أسري في العالم نتيجة الحجر المنزليّ، أشارت إلى أنّ واحدةً من كلّ ثلاث نساء تتعرّض للعنف خلال حياتها.

في لبنان، شهد الخط الساخن المخصّص لتلقي شكاوى العنف الأسري في قوى الأمن الداخلي ارتفاعاً بنسبة 100% في عدد تبليغ الحالات لشهر آذار 2020 مقارنةً مع آذار 2019. وعلى الرغم من أنّ نسبة التبليغ قُدّرت بـ86% في شباط العام الجاري، يمكن اعتبار الارتفاع المسجل بالمقارنة مع شهريْ آذار مؤشراً خطيراً جداً، إذ لا يشمل ما تتلقاه الخطوط الساخنة الأخرى التي أوجدتها جمعيات نسوية تُعنى بمتابعة هذا الملف.

وفي حديث مع صحيفة "النهار"، أوضحت غيدا عناني، مديرة منظمة أبعاد، أن أعداد النساء اللواتي تواصلن مع المنظمة خلال هذه الفترة ازداد بنسبة 20% على الأقل، مبينةً أنّ والملحوظ هو أن نوع العنف المستخدم قد ارتفع، مثل التهديد بالقتل أو حالات الانتحار غير واضحة المعالم. بدورها، تقول الناشطة في جمعية "كفى"، المحامية ليلى عواضة، إن أرقام الجمعية ليست نهائية (إذ إن تقرير شهر آذار لم يُختم بعد)، مؤكدةً أنه من المتوقع أن يكون العنف قد ازداد، وهناك تخوّف من أن تكون هذه الأرقام قد انخفضت لدى مركز الدعم لأن وجود المعنّف في المنزل لا يعطي الراحة والمساحة من الحرية للاتصال والتعبير عن هذا العنف، ما قد يقلل عدد الاتصالات عن الأشهر الماضية.

وفي حملتها الأخيرة التي أُطلقت الأربعاء بالتعاون مع المُديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تحت عنوان "الحجر الصحي يحميك من الوباء، 1745 يحميك من العنف الأُسري"، خلصت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية إلى أنّ "الوجود الدائم للنساء المُعنّفات في المنازل مع أفراد الأُسرة، يُعرّضهن أكثر لخطر العنف الأُسري". ولفتت الهيئة إلى أنّ الضغوط النفسية التي يُسبّبها الحجر المنزلي، إلى جانب الضغوط الاقتصادية الراهنة، "ساهمت في ازدياد الممارسات المسيئة والمؤذية جسديّاً ومعنويّاً ونفسيّاً واقتصاديّاً وجنسيّاً التي يلحقها المعنِّف بالنساء والفتيات". كما ذكّرت الحملة بالاتصال "بالخطّ الساخن 1745 المرتبط مباشرة بغرفة عمليات المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بهدف معالجة الشكاوى بأسرع وقت ممكن وبطريقة سريعة وفعّالة". أمّا اللائي يتعذّر عليهنّ إجراء مكالمات هاتفيّة في المنزل، فـ"تتيح المديريّة العامّة لقوى الأمن الداخلي أمامهنّ إمكانية الإبلاغ عن شكاوى العنف الأسري عبر موقعها الإلكتروني www.isf.gov.lb /خدمة بلّغ".

ماذا عن بقية بلدان العالم؟

في أستراليا، أعلنت السلطات أمس الأحد تخصيص مئة مليون دولار أسترالي (61.6 مليون دولار) إضافية لمحاربة العنف المنزلي بعدما سجلت الأجهزة المختصة ارتفاعا في الانتهاكات مع انتشار فيروس كورونا المستجد. وأشارت جمعية "ويمنز سيفتي" لمكافحة العنف المنزلي في نيو ساوث ويلز، أكثر ولايات البلاد اكتظاظا بالسكان، إلى أن أكثر من 40% من العمال سجلوا ارتفاعا في عدد المشتكين مع ارتباط ثلث الحالات بانتشار الفيروس.

من جهتها، قالت السلطات البريطانية إنها ستواصل اعتقال الأشخاص الذين يتورطون في حوادث العنف الأسري، رغم الفترة الحرجة لفيروس كورونا.  وقالت نائبة رئيس الشرطة في منطقة ويست منلاندنس، لويزا رولف، إن تجربتي الصين وإيطاليا أظهرتا ارتفاعا في حوادث الاعتداء الأسري عند فرض إغلاق على المدن. ففي مقاطعة هوباي، قال شرطي سابق، وهو مؤسس جمعية مناهضة للعنف الأسري، إن شهر شباط شهد ارتفاعا مهولا في نسبة الاعتداءات على النساء. وهذا ارتفاع وصل إلى ثلاث مرات أكثر مما كان عليه في الفترة نفسها من العام الماضي.

وفي تركيا، زادت حالات العنف المنزلي بنسبة 38.2 % في إسطنبول بسبب دعوات البقاء في المنزل. وفي التفاصيل أنّه تم تسجيل 1804 حوادث عنف منزلي وقعت في آذار 2019، في حين ارتفع عدد الحوادث إلى 2493 حادثا في الشهر نفسه من هذا العام، بزيادة قدرها 38.2 في المائة.

 

المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك