Advertisement

لبنان

"ركاكة" بالتعامل مع صندوق النقد.. استحقاقات دولية وموجة كورونا ثانية تضع لبنان بخانة الانتظار

Lebanon 24
04-06-2020 | 23:06
A-
A+
Doc-P-710311-637269345365584849.jpg
Doc-P-710311-637269345365584849.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت هيام القصيفي في "الأخبار": اعتاد صندوق النقد الدولي أن يتعامل مع دول، مع حكومات، مع أجهزة مختصة. لكنه لم يسبق له أن تعامل مع مجموعات ضمن دولة واحدة، وكل مجموعة تعتقد أنها دولة قائمة بذاتها.
Advertisement
 
هذه انطباعات وفد الصندوق المفاوض. لأن القضية لا تتعلق بأرقام وضرورة توحيدها وهي ألف باء أي مفاوضات، بل تتعلق بنهج وتفكير ورؤية كل فريق لبناني لما يريده من الصندوق.
 
والأخير أصبح حالياً في موقع يفاوض فيه وفوداً لا وفداً واحداً، منهم من هو موجود على طاولة التفاوض، ومنهم من هو خارجها. كل ذلك يترافق مع جو عام من الاستفهامات والأسئلة التي تطرح من أفرقاء لبنانيين تصل الى الصندوق، منذ أن كان في مرحلة الاستطلاع الى ما بعد تقديم الحكومة الطلب الرسمي للاستعانة به. وكل فريق يعرف شخصية عملت أو تعمل في الصندوق، من قريب أو بعيد، يحاول الاستفهام عما يمكن أن يقدمه الصندوق الى لبنان، كي يكون على بيّنة من كيفية الإفادة منه استثمارياً لأسباب سياسية محض. إضافة الى أن جميع المسؤولين السياسيين الحاليين والسابقين، يتدخّلون ويطّلعون على المناقشات، لأن معظمهم إن لم يكن كلهم، يضع مستقبل وجوده في السلطة والإفادة من الصندوق على الطاولة. بذلك يعرف الرئيس سعد الحريري كل ما يدور من مفاوضات ويطّلع عليها وله رأي فيها، تماماً كما يطّلع على كل تفاصيل النقاشات داخل مجلس الوزراء، وهو من أجل ذلك يدافع عن التفاوض مع الصندوق ولو أتى عن طريق حكومة يعاديها.
في خلاصة الانطباعات العامة أن "ركاكة" تشوب موقف لبنان ومطالبه وحقيقة ما يريده من الصندوق والأولويات الضرورية. هذا الجو الملبّد فرض نفسه منذ اللحظات الأولى للتفاوض ولا يزال مستمراً، ولا سيما في ضوء التجاذبات اللبنانية الداخلية. ولكن إذا كان ذلك مفهوماً في أولى الجلسات التي تعتبر كعملية تمهيدية، إلا أنه ليس مبرراً أن يستمر الجو الضبابي بعد توالي الجلسات، وأن يبقى موقف لبنان ليس فقط لجهة الأرقام وتناقضاتها، بل كنقاش تفاوضي من دون أي وضوح في الرؤية وحتى أحياناً بكثير من "البدائية" وإغفال حقائق أساسية وتعامٍ عن حقائق يعرفها الصندوق تماماً عن الوضع الداخلي.
 
في حين يفترض أن يصبح أداء لبنان أفضل، وأن يتحول عنصراً ضاغطاً لتكثيف العمل، لأن وضعه المالي والاقتصادي والاجتماعي تحديداً لم يعد يحتمل المماطلة، بل يحتاج الى مبادرة سريعة، لا يعكسها أداء "الوفود" المفاوضة.
 
وهذا التعثّر لا يلائم لبنان، لأن طلبه المساعدة جاء في توقيت دولي دقيق، والكل يدرك أن إطار عمل الصندوق سياسي بالدرجة الأولى. لذلك تكمن دقة التوقيت الحالي تزامناً مع وضع اقتصادي دولي مأزوم، وانفجار مشكلات اجتماعية نتيجة أزمة كورونا، إضافة الى انشغال كل دولة بترتيباتها الداخلية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، العنصر الأساس في الصندوق، التي تستعدّ لانتخابات رئاسية.
 
من هنا، يعطي الصندوق إشارات واضحة منذ اللحظة الأولى وإلى الساعات الأخيرة بأن لبنان يحتاج الى قوة دفع واضحة لتحديد أولوياته والتعاطي بجدية مع أرقام وتوجّه عام. وهو في المقابل يحاول وضع أولوية محددة، "إبعاد شبح المجاعة" عن لبنان.

لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.
المصدر: الأخبار
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك