Advertisement

لبنان

كمّ لبناني إستمع إلى ما قاله حسّان دياب؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
03-07-2020 | 02:30
A-
A+
Doc-P-720342-637293623503113320.jpg
Doc-P-720342-637293623503113320.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لو أجرينا إستطلاعًا للرأي حول كلام رئيس الحكومة حسّان دياب، في مستهل جلسة مجلس الوزراء، وكمّ لبناني إستمع إلى ما قاله، لأتى الجواب مخيّبًا لآمال المحيطين به أو بالأحرى للذين يكتبون مطالعاته، التي أصبحت متشابهة إلى حدّ كبير، وأن ليس فيها ما يطمئن اللبناني إلى غده، وهو الذي شبع من الكلام الفارغ، ومن إلقاء المسؤولية على الآخرين ومن إتهامات عشوائية، الهدف منها تبرير الفشل الذي يستدرج فشلًا آخر يضاف إلى سلسلة من اليوميات "الديابية"، التي لا تقدّم ولا تؤخرّ في شيء.
Advertisement
لم يعد اللبناني مهتمًا بما يقوله هذا المسؤول أو ذاك السياسي. ما يهمّه في الوقت الحرج أن يسمع أن سعر صرف الدولار قد أصبح في حدود المعقول. وهذا أمر لن يأتي من فراغ، بل هو يكون نتيجة إجراءات عملية تقدم عليها الحكومة من أجل وضع حدّ لهذا التفلت، مع ما يستتبعه من مفاعيل وإنعكاسات خطيرة على معيشة المواطنين، الذين أصبحوا مكشوفين أمام إنهيار لا سقف له.
ما يهمّ اللبناني في هذه الأيام المصيرية أن يستطيع تأمين لقمة عيش تسدّ جوع أطفاله غير الآبهين بما يقوله رئيس حكومتهم، وأن يستطيع إيجاد ما هو في حاجة إليه من المحلات التجارية، التي بدأت تفقد الأساسيات، وهي تبدو شبه خاوية، وأن منظر الرفوف الفارغة قد أصبح معمّمًا في شكل مأسوي.
ما يهمّ اللبناني ألا يضّطر لقضاء ليلته من دون كهرباء، لأن بواخر الفيول تأخرّت في الوصول.
ما يهمّ اللبناني الا يضطّر للوقوف في الصفوف الطويلة للحصول على ربطة خبز، وقد إرتفع سعرها من دون دراسة علمية ومجدية.
ما يهمّ اللبناني ألا يضّطر إلى شهر مسدسه في وجه الصيدلي للحصول على علبة حليب لطفله الجائع.
ما يهمّ اللبناني ألا يضّطر للوقوف ساعات طويلة أمام السفارات طلبًا للهجرة.
ما يهمّ اللبناني أن يحصل على الدواء، وبأسعار مقبولة.
أن يصرّح رئيس الحكومة أو أي وزير في حكومة التجويع والتشريد فهو آخر هموم المواطن اللبناني، الذي يعيش قلقًا غير مسبوق، وهو يعتبر نفسه غير معني بالمماحكات السياسية وتقاذف الإتهامات ورمي المسؤولية على أكتاف الآخرين.
ما يعرفه هذا اللبناني المسكين أن هذه الحكومة هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن إخراجه من قعر الأزمة، بل الأزمات، الواقع فيها.
هو يعرف أن هذا الخروج لا يتأمن بكثرة الكلام، الذي لن يطعمه لا خبزًا ولا لحمًا، وهو الذي يعيش من اللحم الحيّ.
الحكومة الحالية مسؤولة أمام الشعب، الذي ينزل إلى الشارع يوميًا للمطالبة برحيلها، لأنه يعرف أن المنّ والسلوى لن يأتي على أيديها، وأن الحلول المرجوة لن تطلب من فاقد الشيء، إذ أصبح الوزراء مثلهم مثل أي مواطن عادي يتذمرّون ويشتكون ويطالبون، وكأنهم لم يستوعبوا بعد بأنهم مسؤولون عن إيجاد الحلول، بغض النظر عن مسببات الأزمات، إذ لا أحد يحمّلهم مسؤولية ما آلت إليه أوضاعهم، بل يحملّونهم مسؤولية عدم تمكّنهم وعجزهم عن إيجاد الحلول الممكنة، أقله لفرملة هذا التدهور المخيف.
دولة الرئيس، سواء أجهدت نفسك ونفس مستشاريك في التفتيش عن الكلمات، التي تريح ضميرك وتبرر عجز حكومتكم، لن تجد آذانًا صاغية، لأن الشعب في وادٍ وانتم في وادٍ آخر.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك