Advertisement

لبنان

هل تكذب الحكومة على اللبنانيين؟

Lebanon 24
06-07-2020 | 23:54
A-
A+
Doc-P-721496-637297017251526983.jpg
Doc-P-721496-637297017251526983.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب غسان ريفي في صحيفة "سفير الشمال" تحت عنوان "هل تكذب الحكومة على اللبنانيين؟": "لا يستوعب كثير من اللبنانيين ما يحل بهم في وطنهم، وكيف إنقلبت حياتهم ويومياتهم بشكل دراماتيكي رأسا على عقب بفعل أزمات تتوالد وتمتد أفقيا وكثير منها لا يصدق، كونها من البديهيات المتوفرة في أسوأ دول أو بلدان العالم، في حين بات يفتقر إليها لبنان بفعل سلطة فاجرة، وحكومة مرتهنة عاجزة لا حول لها ولا قوة، باستثاء "الكلام الفارغ" غير القابل للتنفيذ والذي لم يعد ينطلي على أحد.
Advertisement

أكثرية القطاعات اللبنانية في الشارع بحثا عن حقوقها ومكتسباتها، هذا غير الثوار المحتجين على الأوضاع المأساوية المنتشرين على مساحات الوطن..

والشارع تتحكم فيه شريعة الغاب، حيث يتساقط المواطنون قتلى وجرحى بفعل السلاح المتفلت كما تتساقط أوراق الخريف من دون حسيب قضائي أو رقيب أمني..

أما الحقوق والمكتسبات فهي في علم الغيب، في دولة لا يمكن لعاقل أن يصدق أنها غير قادرة على تأمين المحروقات لتشغيل مؤسساتها ومعاملها وإتصالاتها ومستشفياتها، أو على تأمين الطوابع للمواطنين والأوراق الخاصة باخراجات القيد والسجل العدلي، وصولا الى ورق إمتحانات الجامعة اللبنانية، حيث كانت “الطامة الكبرى” أمس بالتعميم الصادر عن مدير إحدى الكليات بضرورة إستخدام ورقة واحدة لكل طالب وتحميل الأستاذ نفقة أي ورقة إضافية.

يوم أمس تجسدت حالة لبنان في أسوأ صورها، فالطرقات مقطوعة منذ الصباح في مدن ومناطق عدة إحتجاجا على إرتفاع سعر الدولار الذي تجاوز التسعة آلاف ليرة، والغلاء الفاحش الذي يطال كل السلع وصولا الى ربطة الخبز، والبطالة والفقر وإنعدام المحروقات والكهرباء وفقدان الأدوية وكثير من المستلزمات التي يحتاجها المواطن اللبناني في حياته اليومية.

في المقابل تحركات مطلبية من كل حدب وصوب أطبقت على البلد حتى كادت تخنقه، من إعتصام الأساتذة المصروفين تعسفيا من المدارس الخاصة، الى السائقين العموميين المطالبين بتوفير المحروقات وتعديل تعرفة النقل، الى سائقي شاحنات النقل، وأصحاب جبالات الاسمنت التابعين لشركات الترابة والمتوقفين عن العمل بسبب عدم إعطاء وزارة البيئة التراخيص لفتح المقالع، الى إعتصام الناجحين في دورة خفراء الجمارك الذين ينتظرون تعيينهم منذ العام 2014، وإعتصام أهالي الموقوفين أمام سجن رومية للمطالبة باقرار العفو العام، وصولا الى تظاهرات ثورة الجياع التي إنطلقت في طرابلس والميناء مرورا ببيروت وصولا الى عاليه التي شهدت توترا بين فريق يدعو الى “تحدي الجوع” وبين آخرين مناصرين للحزب التقدمي الاشتراكي ما إستدعى تدخل الجيش اللبناني للفصل بينهم، إضافة الى الوقفات الاحتجاجية على التقنين القاسي.

في غضون ذلك، لم يصدق وزير الطاقة ريمون غجر مع اللبنانيين، فلا المازوت جرى تأمينه كما وعد، ولا التغذية الكهربائية تحسنت كما صرّح، بل على العكس فإن ظلام الدولة المعطوف على عتمة الاشتراكات وإرتفاع أسعار الشمع بشكل جنوني ووصول سعر تنكة الكاز الى مئة ألف ليرة، يهدد اللبنانيين بالرجوع الى العصر الحجري بتمضية لياليهم بالظلمة والديجور والظلم والجوع وإنعدام الأمل.

كلما خرج حسان دياب ليتحدث عن إنجازات حكومته، كلما إزدادت معاناة اللبنانيين وأضيف الى المآسي مأساة جديدة، وكلما خرج وزير الاقتصاد راؤول نعمة ليتحدث عن دعم المواد الاستهلاكية كلما ازدادت اسعارها جنونا، وكلما إجتمع مجلس الوزراء وبحث في الحلول، كلما إشتدت حلقات الأزمات الى درجة الاختناق.. فهل تكذب الحكومة على اللبنانيين وتبيعهم الكلام؟، أم أن الشلل وصل الى كل جسدها وأفقدها القدرة على أي حركة؟..

في كلا الحالتين فإن حكومة من هذا النوع ليست مؤهلة لأن تحكم اللبنانيين!.". 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك