Advertisement

لبنان

كم "أديسون" تحتاج هذه الحكومة للانجاز؟

Lebanon 24
07-07-2020 | 23:37
A-
A+
Doc-P-721869-637297871796637303.jpg
Doc-P-721869-637297871796637303.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب غسان ريفي في صحيفة "سفير الشمال" تحت عنوان "كم "أديسون" تحتاج هذه الحكومة للانجاز؟": "غابت الكهرباء وحضرت المحاصصة في تعيين مجلس ادارة كهرباء لبنان، فاقتسمت التيارات السياسية الممثلة في الحكومة "جسد" هذا القطاع المتهالك الذي يتحمل القيمون عليه مسؤولية نصف الدين العام، وغلّبت التبعية على الكفاءة، والانتماء على المصلحة العامة، فقدمت انجازا وهميا جديدا يحمل في الشكل صفة الاصلاح ويختزن في المضمون كثيرا من التجاذبات والمناكفات ضمن الفريق السياسي الواحد الذي يسعى كل لاعب فيه الى زيادة حصته في تعيينات اساءت مجددا الى حكومة لا تمت الى الاستقلالية والتكنوقراط والاختصاص بصلة..
Advertisement

شكلت تغريدة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ابلغ تعبير عن تعاطي الحكومة مع قطاع الكهرباء، حيث اعتبر ان "تعييناتها اكل على ابو جنب" في اشارة الى المحاصصة القائمة، واللافت ان الطرف المنافس لجنبلاط والمتمثل بالوزير السابق صالح الغريب كان لديه نفس الانطباع حيث اطلق على وزير الطاقة اسم "اديسون" غجر، داعيا اياه الى "تغيير طريقة تفكيره في ادارة هذا القطاع وان يعمل على تأمين المازوت والكهرباء لكي يتوقف الناس عن شتمه".

الموقفان المنسجمان للطرفين المتناقضين سياسيا، يؤكد بما لا يدعو للشك، ان التيار الوطني الحر استقوى على حليفه في الحكومة، واستبعد خصمه في تعيين الشخصية الدرزية التي من المرجح ان يكون التيار الوطني الحر قد اختارها على قياس رئيسه خصوصا ان المعلومات الاولية تشير الى ان اكثرية المعينين هم من المقربين الى النائب جبران باسيل الذي يصر على استمرار هيمنته على هذا القطاع واغلاقه في وجه كل التيارات السياسية الاخرى لكي لا يتم نشر غسيل الوزراء البرتقاليين امام الملأ اللبناني.

ومما زاد الطين بلة، المعلومات التي جرى تسريبها امس حول الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء التي ايضا تدخل من حيث الشكل في العملية الاصلاحية المطلوبة، اما في المضمون فان هذه الهيئة سوف يتم تفريغها وصولا الى الغاء دورها من خلال مصادرة كل صلاحياتها وتحويلها من هيئة تقريرية الى هيئة استشارية لوزير الطاقة ما يجعلها "لزوم ما لا يلزم".

لا شك في ان الحكومة في كل مرة تثبت انها منفصلة عن الواقع، ففي الوقت الذي يعاني فيه اللبنانيون من التقنين العشوائي والقاسي غير المسبوق نتيجة عدم توفر الفيول للمعامل، والتقنين الاضافي من الاشتراكات نتيجة فقدان مادة المازوت، ما يجعل لياليهم ظلماء خصوصا في ظل ارتفاع اسعار الشموع بشكل جنوني، تستمر الحكومة في نهج المحاصصة واختيار المحاسيب والرضوخ في انشاء معمل سلعاتا وتعطيل الهيئة الناظمة، بدلا من اعلان حالة طوارئ كهربائية تعالج الوضع القائم وتضع حدا لمعاناة المواطنين الغارقين في العتمة.

ربما اصاب صالح الغريب في مصطلح "أديسون" غجر، لكن ما فات الغريب هو ان كثيرا من الوزراء يعتبرون انفسهم نوابغ عصرهم وربما اهم واقدر من "أديسون" على الابتكار والابداع، ما يجعل سلوكهم وتصرفاتهم واحاديثهم ومقاربتهم للامور بعيدة كل البعد عن الواقع اللبناني الذي يحتاج الى اعادة الروح للمواطنين من خلال لجم سعر الدولار وتأمين مستلزمات الحياة اليومية لهم، وفي مقدمتها الكهرباء التي باتت تحتاج فعلا الى "أديسون" الحقيقي من اجل اصلاحها وتأمين تغذيتها الكاملة، في حين يبدو ان الحكومة تحتاج الى اكثر من "أديسون" علها تبدأ بالانجاز الفعلي، بعدما تشدقت ببطولات وهمية كل ابطالها من العالم الافتراضي!". 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك