Advertisement

لبنان

لماذا يتمسّك "حزب الله" بحكومة "صفر متاعب"؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
15-07-2020 | 05:00
A-
A+
Doc-P-724310-637304068462515413.jpg
Doc-P-724310-637304068462515413.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يوم طُرح على "حزب الله" إسم حسّان دياب لكي يتولى رئاسة حكومة الممكن لم يعارض، وذلك بعدما فشل في إقناع الرئيس سعد الحريري في ترؤوس الحكومة.
يومها لم يكن "حزب الله" يعرف أن الرجل سيقدّم له أكثر مما كان يطلبه، ولكن وبعد سلسلة من الإختبارات تيقّن أن دياب كان أفضل ما كان يتمناه، وهو لذلك تبّنى حكومته ودافع عنها وقدّم لها كل الدعم لكي تستمر وتبقى، على رغم عدم إقتناعه بأن الحلول المنشودة يمكن أن تبصر النور على يدي هذه الحكومة.
Advertisement
 
إذًا لماذا يتمسّك "حزب الله" بحكومة دياب، وهو أحبط محاولات الوزير السابق جبران باسيل لتغييرها؟
قد يكون الجواب البديهي في غاية البساطة، وهو أن الحزب لا يريد في هذه المرحلة الحساسة، وفي خضّم المواجهة المفتوحة مع الولايات المتحدة الأميركية، أن يوجّع رأسه، وأن يطمئن إلى هدوء الجبهة الداخلية، وأنه يريد صفر متاعب ومشاكل من السلطة التنفيذية، ومن رئيسها بالذات، الذي أثبت بالممارسة أنه مطواع بالقدر الذي يحقّق له ما يطمح إليه، وهو مطمئن إلى أن من يدعمه لن يتخلى عنه بالسهولة التي كان يتصورّها البعض.
فلا مشاكسة ولا محاولات لإثبات الذات ولا تمسّك بصلاحيات رئاسة الحكومة، إذ أن كل شيء يصبح سهلًا ممتنعًا أمام إصرار "حزب الله" على الدفاع عن السياسات، التي يتبّعها دياب حتى ولو كانت غير مجدية، إذ يكفيه أن يرى من يقف إلى جانبه في مواجهة المخطط الأميركي، ويسير معه في الكبيرة والصغيرة، حتى عندما طُرحت فكرة التوجه شرقًا رأى من يزايد عليه في هذا الأمر من دون أن يحسب حسابًا لخط الرجعة، فوضع كل بيض الحكومة في سلّة "حزب الله".
وبذلك يكون الرئيس دياب قد أضاف إلى رصيد "حزب الله" ما لم يكن يتوقع حصوله مع الرئيس الحريري أو مع أي رئيس آخر، حيث أصبحت الرئاسات الثلاث، رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة في خطّ الممانعة وفي التركيز على ما يمكن أن يواجهه الحزب من إستحقاقات كمثل الحكم النهائي الذي يمكن أن يصدر عن المحكمة الدولية.
ولأن رئيس الحكومة ينام على يدي "حزب الله" نراه يتصرّف وكأنه شرب "حليب السباع"، فيتحدّى من يجب أن يتحدّى إلى حدّ إتهام من يعرقل مسيرة حكومته بالخيانة العظمى، وهو إتهام خطير، خصوصًا أن الفاعل، في حال وجد، يبقى مجهولًا، تمامًا كالمؤامرة التي تصوّر أنها تستهدفه شخصيًا وتحاول تفشيله ووضع العصي في دواليب حكومته.
ولأنه شرب "حليب السباع" يستمر في إتباع أسلوب "نوبة المتين" موجهًا إتهاماته في كل إتجاه، وكان حري به أن ينصرف إلى معالجة أزمة الكهرباء والمازوت والنفايات التي بدأت تتكدس في الشوارع.
فهل منعه أحد من أن يؤمّن التيار الكهربائي 24 ساعة على 24، وأن يوفرّ مادة المازوت التي تتبخر من الأسواق بسحر ساحر، وأن يمنع تحويل الشوارع إلى مكبات؟
قد يكون الرئيس دياب قد تناسى في مسلسل ندباته عندما قال إنه يحفر في الصخر أن يزيد كلمة بـ"إبرة".  
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك