Advertisement

لبنان

بعد المبادرة "التاريخية"... هل تعيد فرنسا "انتداب" لبنان؟!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
07-08-2020 | 07:00
A-
A+
Doc-P-732712-637323998200200814.jpg
Doc-P-732712-637323998200200814.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بدا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "مذهولاً" ممّا سمعه خلال زيارته "التاريخيّة" إلى لبنان، سواء في لقاءاته "الرسمية"، أو تلك "الشعبيّة". ولعلّ أكثر ما "أذهل" الرجل تمثّل في مطالبته من قِبَل البعض بـ "انتداب" لبنان من جديد، وهو طلبٌ قد يعبّر عن "قرف" الكثير من اللبنانيين من الدرك الذي أوصلهم حُكّامهم إليه، ولكنّه يعبّر أيضاً عن "يأسٍ واستسلام"، وما هو أكثر من ذلك.
Advertisement

قد لا يكون في مكانه لوْم اللبنانيّين على ذلك، هم الذين "استبشروا" خيراً بزيارة الرئيس الفرنسيّ، الذي فَعَل ما لم "يجرؤ" على فعله أيّ من مسؤوليهم، أو ممثّليهم المفترضين، حتى بعد "المجزرة" في المرفأ، والتي لا يبدو أنّها ستنتهي فصولاً قريباً. نزل إلى الميدان، وجال في المناطق المتضرّرة، معايناً الأضرار، ومتفقّداً المواطنين، الذين بات كثيرٌ منهم مشرّدين، لا حول لهم ولا قوّة.

تعمّد ماكرون "تقديم" جولته الشعبيّة هذه، بكلّ معانيها ودلالاتها، على لقاءاته الرسميّة، ولو أدّى ذلك إلى "خرق" البروتوكول، وتأخّر وصوله إلى قصر بعبدا، تماماً كما فعل حين تحجّج بكورونا لعدم مصافحة الرؤساء، لكنّه لم يتردّد في معانقة المواطنين، بل إنّه قبّل بعضهم، ودخل إلى بيوتهم، قبل أن "يجمع" القيادات السياسيّة في لقاءٍ واحدٍ، اصبح "نادراً" بفعل الانقسام السياسيّ.


رسائل بالجملة…

انطلاقاً من هذه الخطوات "الرمزيّة"، وصولاً إلى المباحثات الرسمية وغير الرسمية التي عقدها، وجّه الرئيس الفرنسي من خلال زيارته "التاريخيّة" رسائل بالجملة إلى اللبنانيّين، اختصر معظمها في مؤتمره الصحافيّ الاختتاميّ، الذي أعلن خلاله عن مؤتمر دوليّ لدعم لبنان في القادم من الأيام، وعن زيارةٍ "تقييميّة" أخرى سيقوم بها في الأول من أيلول المقبل.

قد تلتقي أهمّ الرسائل مع تلك التي أوصلها وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في زيارته الأخيرة إلى لبنان، والتي لقيت "امتعاضاً" من رئيس الحكومة حسّان دياب، وتقوم على أنّ على اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم أولاً حتى يفسحوا المجال أمام الآخرين ليساعدوهم، في وقتٍ كان لافتاً قوله إنّه لن يقدّم "شيكاً على بياض" لسلطةٍ "فقدت ثقة الشعب"، وتأكيده أنّ المساعدات الآتية ستصل مباشرةً إلى الشعب، عبر المنظمات غير الحكوميّة.

ويقول بعض من التقوا الضيف الفرنسيّ إنّهم سمعوا منه كلاماً "قاسياً"، يفوق في حدّته ما أعلنه في المؤتمر الصحافيّ، وهو ربما ما أثار "ريبة" الكثيرين، ممّن لجأوا إلى "انتقاد" الرئيس الفرنسيّ، ولو بشكلٍ غير مباشر، وعبر بعض المقالات الصحافيّة. لكنّ ذلك لا يقلّل من "واقعيّته"، باعتبار أنّ "الانهيار" الذي كان لبنان يخشى الوصول إليه قبل أيام، بات في صلبه بعد "مجزرة" المرفأ، وأنّ المساعدات التي "تدفّقت" عليه لن تفعل أكثر من "انتشاله" من القعر ربما، إذا استطاعت فعل ذلك، من دون أن تقدّم له "طاقية النجاة".


"فشّة خلق"!

وبعيداً عن هذه "الرسائل"، يبقى اللقاء الأهمّ الذي استقطب كلّ الأضواء، ذلك الذي جمع الرئيس الفرنسي بمختلف القيادات السياسيّة في قصر الصنوبر، سواء لجهة حضور جميع "المتخاصمين" فيه، أو لجهة مشاركة ممثّلٍ عن "حزب الله" فيه، وهو رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، الذي حظي بـ "خلوةٍ على الواقف" مع ماكرون، تحفّظت الأوساط المعنيّة على كشف مضمونها.

وإذا كان رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل وصف هذا اللقاء بـ "فشّة الخلق"، فإنّ بعض المطّلعين على فحواه يشيرون إلى أنّه عكس الانقسام الداخليّ بالمُطلَق، ولو بشكلٍ "فاقِع"، وبمُعزَلٍ عن انفجار مرفأ بيروت بحدّ ذاته. ويقولون إنّ كلاً من الفرقاء أدلى بدلوه، وكأنّه يطالب الرئيس الفرنسي بـ "التدخّل" لتحقيق ما يريده، حيث حضرت الملفّات الخلافيّة على أنواعها، من سلاح "حزب الله" والاستراتيجية الدفاعية، إلى الانتخابات المبكرة، والحكومة المستقلّة، مروراً بالدولة المدنيّة، وشكل النظام والميثاق، وغيرها من الأمور.

بيد أنّ المُلاحظة الأهمّ تبقى في "الخلاصة" التي أصرّ عليها الرئيس الفرنسي، والتي ألمح إليها في مؤتمره الصحافي، والقائمة على ضرورة تشكيل حكومة وحدةٍ وطنيّة كخطوةٍ أولية، وذلك بعد "تجاهله" معظم الطلبات الأخرى، بما فيها الانتخابات المبكرة، ربما لأنّ الوقت الآن هو وقت الامتحان والمسؤولية، كما قال صراحةً. ولعلّ هذا "الإصرار" جاء بعدما عاين بأمّ العين كيف أنّ "زلزالاً" بحجم الذي شهده مرفأ بيروت، كرّس "الانقسام" بين اللبنانيين، ووجد فيه البعض فرصةً لـ "تصفية الحسابات"، بدل أن يكون مناسبة تضامنٍ ووحدة، كما يحصل في أيّ دولةٍ تحترم مواطنيها ومآسيهم.


صحيحٌ أنّ الرئيس الفرنسيّ تحدّث عن "ميثاق جديد"، و"مبادرات سياسية"، وأكثر من ذلك، لكنّ كلّ ما قاله يبقى "مرهوناً" بإرادة اللبنانيّين أنفسهم، بعدما كان واضحاً أنّ فكرة "الانتداب" غير مطروحة، حتى من الباب "المجازي" الذي أثاره البعض، وكان أكثر وضوحاً بطرحه "حكومة الوحدة"، طرحٌ لا بدّ أن يشكّل "صلب" النقاش الذي فتحه من بيروت، والذي يفترض أن يُستكمَل في الأروقة السياسية بدءاً من اليوم...
المصدر: خاص "لبنان 24"
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك