Advertisement

لبنان

هيل لا يدعم الحريري و لا يمانع بعودته...المهم من يقوم بالاصلاحات!!

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
15-08-2020 | 06:00
A-
A+
Doc-P-735804-637330892499070631.jpg
Doc-P-735804-637330892499070631.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يكن لبنان يوماً بلداً سياديا. فكل أجهزة الاستخبارات الاوروبية والاميركية والعربية والاقليمية تنشط على أراضيه عبر الكثير من وكالاتها المدنية، وهذا الأمر لا يخفى على أحد من المعنيين في السلطة على المستويات كافة، لكن المفارقة اليوم ان الاصوات بدأت تصدح محذرة من التدخل الخارجي في الوضع اللبناني عقب جريمة 4 آب، مستندة إلى الحركة الدبلوماسية الكثيفة واللافتة التي تشهدها المقرات الرسمية، بالتوازي مع تفقد الموفدين الخارجيين لموقع انفجار العنبر رقم 12  في مرفأ بيروت والاماكن القريبة منه.  
Advertisement

دخل تدويل الوضع اللبناني بلمفاته كافة المالية والاقتصادية والسياسية والامنية حيز التنفي. فالوحدات العسكرية الغربية يزدحم بها الشاطئ اللبناني عطفا على فرق التحقيق الأجنبية( فرنسية وتركية وروسية وأميركية) ما يوحي بأن التحقيق سيكون مدولا، علما انها ليست المرة الاولى التي يكون فيها لبنان مقرا للوحدات السابقة الذكر، فهو لطالما كان ساحة لتبادل الرسائل في نزاعات فرنسا وتركيا، وتجاذب الولايات المتحدة وايران على سبيل المثال لا الحصر.

بعد زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بيروت، واعتباره أن "بعض البلدان ستتدخل في شؤون لبنان من أجل مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية"، سارعت تركيا الى تقديم الشيك المفتوح الى المسؤولين، فطرح نائب الرئيس التركي ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو فؤاد أوكتاي على القيادات السياسية استعداد انقرة للمشاركة لإعادة بناء مرفأ بيروت، ومقدما عرضا يقوم على استخدام ميناء مرسين لأنشطة الجمارك والتخزين ذات الحجم الكبير، ومن ثم نقل المعدات عبر سفن صغيرة إلى حين الانتهاء من إعادة بناء المرفأ، والتسابق  الحاصل بين انقرة وباريس على لبنان مرده أن فرنسا تعمل على تعزيز وجودها العسكري في شرق البحر المتوسط، على خلفية الصراع حول ليبيا فضلا عن الازمة الحاصة على خط اليونان وتدخل سفنها في دعم اثينا في صراعها مع انقرة حول الغاز في شرق المتوسط. 

واذا كان الخليجي قد غاب عن لبنان، فإن النقيضين الاميركي والايراني، حلا في بيروت في اليوم نفسه، فكل منهما يسعى الى ترسيخ دوره وحضوره وتأثيره في بيروت عبر حلفائه. فقد لاقى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى لبنان وكيل وزير الخارجية الاميركية السفير ديفيد هيل، معلنا، استعداد الشركات الايرانية المشاركة بالاعمار او وتقديم الدواء او الكهرباء والمجالات الحيوية الاخرى، وليس من الانسانية في شيء استغلال آلام الشعوب ومعاناتها لتحقيق أهداف سياسية، في حين أبدى هيل استعداد الإدارة الأميركية "لدعم حكومة لبنانية تعمل على تغيير حقيقي في البلاد وتستجيب لمطالب الشعب".

أمام ما تقدم، لبنان مستمر في قلب دوامة الصراعات الدولية والاقليمية. ولا يبدو أن الولايات المتحدة سوف تتخلى عن الورقة اللبنانية لأحد، حتى لفرنسا التي  سرعان ما تراجعت مبادرتها القائمة على دعوة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، في ظل الحديث عن تمسك الادارة الاميركية بحكومة حيادية في بيروت، مع الاشارة الى ان ماكرون كان قد تدخل لدى الايرانيين قائلا للرئيس  حسن روحاني" ينبغي على كل الأطراف الخارجية المعنية، الكف عن التدخل في لبنان".

وسط هذه الحسابات، فإن جولة هيل امس، خطفت الانظار من الزيارات الاوروبية والاقليمية، فخصوم واشنطن ينتظرون ما سيتمخض عن هذه الزيارة في الساعات المقبلة، تجاه ملفي التكليف الحكومي وترسيم الحدود الذي اعتبره الموفد الاميركي فرصة للبنان والمنطقة.

وفي المعلومات، فإن هيل كان مستمعا لاجابات المعنيين حول الكثير من الاسئلة والتساؤلات التي طرحها والمتصلة بالحكومة والاصلاحات وكيفية انقاذ لبنان.

وعليه، يعول المتابعون على هذه الزيارة على وجه التحديد، لا سيما ان الآراء التي قدمها هيل للمعنييين تمحورت حول ضرورة تأليف حكومة فاعلة تقوم بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة من لبنان لا سيما في قطاع الكهرباء وتغيير النهج الذي كان معتمدا في الحكومات السابقة. فالمرحلة تقتضي التحرك بسرعة لانقاذ لبنان، قائلا لهم "ليس لديكم ترف الوقت للمراوحة والمراوغة في عملية التاليف الحكومي، عليكم ان تساعدوا انفسكم"، من دون ان يحدد مواصفات الحكومة حيادية او اختصاصيين ....

وليس بعيدا، اكدت مصادر  بارزة لـ"لبنان24" أن  لقاء وكيل الخارجية الاميركية بالرئيس سعد الحريري كان ايجابيا جداً والاجواء بدت هادئة والنقاش راقيا الى حد بعيد، لافتة الى ان تناول هيل الغداء في بيت الوسط يحمل الكثير من الرسائل، المتصلة بدعم الحريري، ومفادها ان واشنطن لا تطرح اي اسماء لرئاسة الحكومة، وهذا يعني انها لن تقف ضد اجماع القوى السياسية الاساسية على تسمية الحريري لتأليف الحكومة، فهيل شدد  في لقاءاته على ضرورة ان يحظى رئيس الحكومة الجديد بدعم شعبي، علما ان مصادر متابعة شددت في المقابل على ان الموفد الاميركي لم يأت على طرح الحريري خلال جولته لا بل المح الى ان تجربته في المرحلة الماضية لم تكن ناجحة.
يبقى الاكيد ان واشنطن اسوة بالكثير من الدول الغربية مستمرة بمساعدة اللبنانيين من اجل ان يخرجوا من ازمتهم الراهنة التي تسبب بها الانفجار. ومن هنا لابد للحكومة المرتقبة ان تجهد لاحتواء ما تسببت به جريمة المرفأ، و العمل سريعا على دعم اللبنانيين وايجاد المخارج اللازمة للازمتين المالية والاقتصادية، مع ترجيح المصادر البارزة ان "حزب الله" سيبدي الكثير من الليونة في الوقت الراهن حيال بعض الملفات، ولن يكون بمقدوره التشدد في ملف الحكومة خاصة وان حليفه البرتقالي يعيش واقعا حرجا وبات في موقع الضعيف.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك