Advertisement

لبنان

"تدمير" مرفأ بيروت..."يُحيي" مرفأ حيفا؟!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
15-08-2020 | 07:00
A-
A+
Doc-P-735844-637330959552381534.jpg
Doc-P-735844-637330959552381534.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت  إيفون أنور صعيبي لـ"لبنان 24": 11 يوماً على انهيار بيروت الكبير.  11 يوماً من "زحمة" الاهتمامات والتحقيقات الدولية وحملات المساعدة الإنسانية و"حفلات" التنظير الاقتصادية...وما بين الغُمارة والمحافل والاستقصاءات، المشهد واحد: دُمّر مرفأ بيروت. زال وكأنه لم ينوجد يوماً. توارى مخلّفاً كومات من الرماد والركام والسواد. اختفى! وهو الذي شكل على مدى اعوام مزراباً رئيسياً للـ"الإثراءات الشخصية"، كان عائماً على "بركان" موقوت . هو المُغتَصَب اقتصادياً والمشبّع بالهدر والفساد والفوضى والمحسوبيات... حتى الثمالة، انهوى الى أجَل غير مسمى، مخلّفاً أضراراً تخطت الـ15 مليار دولار(بحسب التقديرات الرسمية الأولية)، أي ما يوازي 115 تريليون ليرة من تلك التي يبرع حاكم البنك المركزي بخلقها، (اذا احتسبنا معدل وسطي 7500 ليرة للدولار الواحد).أما المتضررون، فقد خسروا رؤوس اموالهم أي انهم فقدوا عملياً "كل شيء" بعدما شفطت المصارف المفلسة مدخراتهم.

فاق حجم الضرر التوقعات والتقديرات. بعض المستشفيات دُمّر بالكامل. اكثر من 300 الف شخص باتوا مشردين وبلا مأوى. بضائع الناس احترقت، أما المعدات الطبية والادوية والسلع الغذائية فاشتعلت.
لكن أكان الإنفجار ناتجاً عن مفرقعات، أو ناجماً عن 2750 طناً من نيترات الأمونيوم او الصوديوم المُصادر، أو عن ذخائر. أكان نتيجة حادثة مفتعلة او غارة إسرائيلية، او قنبلة مدسوسة. أكانت هذه المواد مرسلة إلى "حزب الله" ومُخَزَّنة لصالحه لاعادة ارسالها جنوباً أو إلى سوريا، أم كانت راقدة بانتظار من يتبنّاها... فإنّ بيروت ثكلى أما حكومة "النحس" العاجزة اقتصاديا ومالياً فهربت مخلّفةً فوق الدمار فراغ.
وبالتزامن مع تداعيات الإنفجار الكبير الذي أسقط بيروت فاهتزّت ضواحيها، نشطت إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية بالتسويق لنوع من التطبيع السياحي مع خليجيين. ذلك يعني ببساطة ان الاستثمار الإسرائيلي للانفجار الكبير سيبدأ عملياً من حيفا ومن مرفئها ان لم تتم الاستفادة من أهلية مرفأ طرابلس كما ومن موقعه لتأدية دور البديل. فبين "مرفأَي "بيروت"و"حيفا" سنوات من التجاذبات. وعلى مدى عقود، "حلم" الاسرائيليون بـ"تدمير" بيروت ومرفئها لتقوية "حيفا" على انقاضها. واذا كان مرفأ بيروت من أهم الممرات لعبور السفن بين الشرق والغرب، فمرفأ حيفا قد أصبح بالفعل واحداً من أكبر الموانئ في شرق البحر المتوسط من حيث حجم الشحن. ومع "التخلص" من مرفأ بيروت وإنهاء دوره الاقليمي، ستتجه انظار شركات عالمية وعربية كثيرة الى منصة "العدو" المجهّزة(خصوصاً وان عملية إعادة الاعمار تتطلب أشهراً). وبالحديث عن إعادة الاعمار المباشرة، لا مفرّ من لبحث جدياً وسريعاً سبل تلزيم المرفأ لشركة عالمية وفق الـ BOT أو الـ BOO.

يزخر مرفأ طرابلس وفقاً للخبراء بالقدرات المطلوبة، الا انه ظُلم بفعل ارتكابات "مافيات" مرفأ بيروت التي أضعفت وعن قصد المرفأ الشمالي. كل ذلك يعني  باختصار، انه اذا لم تستعد طرابلس مكانة مرفئها بفعل المناكفات والكيديات السياسية، فلا شك ان حيفا ستنتزع الدور الإقليمي للموانئ اللبنانية. وفي هذا الاطار، لا بد من الإشارة الى ان مرفأ طرابلس قد نجح بالفعل خلال الأيام القليلة الماضية بتسجيل حركة تجاوزت تلك التي راكمها على مدى اشهر.

لطالما شكل المرفأ البيروتي البوابة الرئيسية لاستيراد وتصدير السلع للبنان، وهو في الوقت عينه المنفذ البحري الأساسي للدول العربية الآسيوية. معه يتعامل نحو 300 ميناء عالمياً، كما ويعد نقطة ترانزيت للعديد من الشحنات. ترسو فيه 3100 سفينة سنوياً، وتمثل البضائع التي تدخل إليه قرابة 70% مما يستورده لبنان. كان المرفأ يتألف من 4 أحواض يتراوح عمقها بين 20 - 24 متراً، وتبلغ مساحتها نحو 66000 متر مربع. أما المنطقة الحرة فيه فتبلغ مساحتها 81000 متر مربع. عبره تدخل إلى لبنان غالبية السلع والمواد المستوردة من غذاء ومواد أولوية وأدوية وآلات كهربائية وسواها…بدونه يكون لبنان قد خسر  الجزء الرئيسي من قدرته التخزينية، وهذا الأمر لا يقتصر على إهراءات القمح فحسب، بل يطال مستودعات واسعة فيها مئات الأنواع والاصناف من السلع.
خسر لبنان مرفأه الاستراتيجي، فانتفعت اسرائيل اقتصادياً... وانتعشت.ومع كل ذلك نرى الوزراء والمسؤولين المستقيلين ومعهم الطبقة السياسية عن بكرة أبيها وحتى القادة الامنيين وبعض القضاة التابعين سياسياً مستمرين بتقاذف المسؤوليات... وتشكيل اللجان، بدلاً من تفعيل مرفأ عاصمة الشمال.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك