Advertisement

لبنان

الجمود يطبع المشهد السياسي ... المشاورات الحكومية متوقفة واقتراح ميقاتي على طاولة البحث

Lebanon 24
28-09-2020 | 22:52
A-
A+
Doc-P-750640-637369556871058583.jpg
Doc-P-750640-637369556871058583.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تسيطر المراوحة والجمود على موضوع الحكومة، لا سيما بعد اعتذار الدكتور مصطفى أديب، رامياً الكرة في وجه الجميع، ما أدى الى تعليق العمل بالمبادرة الفرنسية الى أجل غير مسمى. فالجولة الأولى من المبادرة الفرنسية أسفرت عمّا يمكن وصفه "بالمكاسرة" الإيرانية - السورية - الفرنسية، أو اشتباك "حزب الله" مع باريس، التي حاولت احتواء الحزب، في لحظة عقوبات أميركية قاسية ضده، فإذا بالصورة تبدو مقلوبة، وسيتحدث حزب الله، بلسان أمينه العام حسن نصر الله عن مبادرة ماكرون من باب التفنيد، وإعادة تصحيح ما يصفه الحزب بالمغالطات..
Advertisement

وفي حين عادت الأمور الى مربعها الأول تشير المعطيات الى ان البلاد تتجه نحو جمود يطبع الاستحقاق الحكومي العالق واستبعاد أي حلحلة للازمة اقله قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثالث من تشرين الثاني المقبل وربما ابعد الى نهاية السنة. ولم تكن مصادفة ان يذكر الرئيس الفرنسي في مؤتمره الصحافي ربط القوى التي عرقلت المبادرة الفرنسية بالانتخابات الأميركية بما يسبغ واقعيا مزيدا من الجدية على المخاوف من تداعيات مكلفة للغاية لتطويل مدة تصريف الاعمال في لبنان . وليس ادل على هذا الواقع من ان الأوساط القريبة من رئاسة الجمهورية اكدت امس ان ليس هناك دعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية بتشكيل حكومة جديدة في الأيام القليلة المقبلة . ولا يبدو ان تحديد موعد للاستشارات سيكون في وقت منظور .

مراوحة
اذاً، راوح الوضع السياسي مكانه امس، بعدما انصرفت القوى السياسية الى تقييم تجربة تكليف الدكتور مصطفى اديب التي فشلت نتيجة السقوف العالية لمطالب الفرقاء، وكادت تُجهض المبادرة الفرنسية لولا مسارعة الرئيس ماكرون الى وضع النقاط على الحروف، واعطى فرصة جديدة تمتد حتى تشرين الثاني المقبل على مراحل لتشكيل حكومة مهمتها الاولى الاصلاحات ثم الاصلاحات. بالتوازي مع اتصالات اجراها الرئيس الفرنسي مع جهات دولية واقليمية لا سيما مع الاميركيين والسعوديين للمساهمة في معالجة الازمة القائمة. 

لكن يبدو – حسب مصادر رسمية متابعة - ان الفرصة الجديدة اتاحت البدء بطرح مقترحات وافكار جديدة، منها اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة تكنو- سياسية برئاسة الرئيس سعد الحريري من عشرين وزيرا بينهم ستة سياسيين يمثلون الطوائف الست الكبرى. وهوالمطلب الذي طرح ايام تشكيل حكومة الرئيس حسان دياب ثم اتصالات تشكيل حكومة مصطفى اديب.

واضافت المصادر: ان اقتراح ميقاتي واقعي ومنطقي يراعي الوضع اللبناني بتوازناته السياسية والطائفية، ويلبي المطلب الفرنسي في مبادرة ماكرون بتشكيل حكومة بالتوافق بين كل الاطراف، وهو سيكون موضع نقاش سريعاً.

واشارت المصادر الى الاقتراح الذي تقدم به ايضاً الرئيس عون بعدم حصر الحقائب السيادية الاربع بالطوائف الكبرى وجعلها مداورة بين كل الطوائف، ولو انه لا يلبي رغبة اكثرية الكتل السياسية والنيابية. بعد فشل طرح المداورة بالحقائب الذي طرحه الرئيس اديب ورؤساء الحكومة السابقين.
في الموازاة، قالت مصادر قريبة من الحريري لـ"الأخبار" إن الأخير اطفأ محركاته بعد اعتذار أديب عن عدم تأليف الحكومة السبت الفائت. وبحسب المصادر، فإن الحريري يرى نفسه في موقف حرّج، فهو غير قادر على مواجهة حزب الله، ولا هو قادر في الوقت عينه على مواجهة واشنطن والرياض اللتين تريدانه رأس حربة في مواجهة الحزب.
نصر الله يرد اليوم
ويحدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عند الثامنة والنصف من مساء اليوم، الموقف من الوضع الذي آلت إليه الأوضاع، وما أعلنه الرئيس ماكرون في ما خص التأثير السلبي لحزب الله على النتائج التي آلت إليها المبادرة الفرنسية واعتذار الرئيس مصطفى أديب.

وتحدثت مصادر على اطلاع على موقف حزب الله ان السيّد نصر الله سيكرر علناً الأسئلة التي كان طرحها مسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي على السفير الفرنسي في بيروت برونو فوشيه.

وحسب قناة "المنار" فإن نصر الله سيوضح المشهد، ويضع النقاط على الحروف.

وسيتركز الرد على ان حزب الله يفي بالتزاماته، وانه يعمل لمصلحة الشعب اللبناني، خلافاً لما قاله ماكرون من ان على الحزب اليوم "ألا يعتقد انه اقوى مما هو عليه" وان يثبت انه يحترم جميع اللبنانيين، وفي الأيام الأخيرة أظهر بوضوح عكس ذلك".

في الموازاة، لفتت "نداء الوطن" الى ان "حزب الله" لن يرضى بأن تمر إهانة ماكرون له ووصفه بـ"الميليشيا" مرور الكرام، بل سيصعّد لجهته في وجه الرئيس الفرنسي من خلال إطلالة نصرالله، حيث سيعمد خلالها إلى "وضع النقاط على الحروف في مواجهة حملة الافتراءات والتجني التي ساقها الرئيس الفرنسي بحق الحزب والثنائي الشيعي"، وفق تعبير مصادر مقربة من الثنائي لـ"نداء الوطن"، موضحةً أنّ نصرالله "سيعيد التوازن إلى مقاربة المسعى الفرنسي عبر تشديده على أنّ حزب الله يؤيد مندرجات المبادرة الفرنسية لكن من دون اعتبارها "نصاً منزلاً" وما على اللبنانيين سوى السمع والطاعة"، فالمطلوب "مبادرة مش وصاية فرنسية".

في المقابل، لم يصدر أي رد عن عين التينة على كلام الرئيس الفرنسي ولكن نقل عن أوساطها انزعاجها من تحميل ماكرون للثنائي الشيعي اكثر مما يجب . اما بالنسبة الى بيت الوسط فنقل عن أوساط قريبة منه تعليقها على قول ماكرون ان الرئيس سعد الحريري ورؤساء الحكومات السابقين وضعوا معايير طائفية على عملية تشكيل الحكومة بالقول ان الحريري بالاتفاق مع رؤساء الحكومات السابقين قرروا السير في القواعد التي حددها الرئيس المكلف والتي تتماشى مع مبدأ المداورة في الوزارات التي وافق عليها رئيس الجمهورية والبطريركية المارونية ومعظم الكتل النيابية وتاليا معظم الافرقاء الداخليين . ولكن عندما اصطدم ذلك بإصرار الثنائي الشيعي على تسمية وزرائهم والمطالبة بحقيبة المال اعلن الحريري التنازل لمصلحة البلد واعترف ماكرون في مؤتمره بإيجابية هذا الامر كما ان الخارجية الفرنسية كانت أشادت بخطوة الحريري ووصفتها بانها شجاعة . 

أصداء خارجية 
وسط هذه الأجواء الملبدة داخليا برزت أصداء خارجية إضافية عكست تنامي الرصد الدولي للوضع في لبنان في ظل تفاقم الازمة الحكومية والمالية والاقتصادية والمخاوف من مزيد من التداعيات الصعبة في قابل الأسابيع والأشهر. 

وأبلغ نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس بوتين في الشرق الاوسط وافريقيا ميخائيل بوغدانوف سفير لبنان لدى روسيا شوقي بو نصار، رغبة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بزيارة الى لبنان اواخر شهر تشرين الاول المقبل، للقاء كبار المسؤولين. جاء ذلك خلال لقاء جمع بوغدانوف وبونصار تلبية لطلب الأخير، حيث جرى تبادل معمق للآراء حول الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان في ظلّ أزمة الحكومة الناشئة في البلاد.

وحسب المعلومات عن اللقاء لـ"اللواء"، "اكد الجانب الروسي دعمه الدائم لسيادة الجمهورية اللبنانية الصديقة، ولوحدتها واستقلالها وسيادة القرارات بشأن كافة المسائل على جدول الاعمال الداخلي، وضرورة اتخاذها من قبل اللبنانيين انفسهم من دون أي تدخل او إملاء خارجي. كذلك تم البحث في الجوانب العملية المتعلقة بمواصلة تعزيز التعاون الروسي اللبناني المتعدد الأوجه". 

باريس تعود على الخط
وإزاء ذلك، كشفت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ باريس طلبت دخول موسكو على خط الوساطة مع طهران لاستطلاع المساحات المشتركة بين الجانبين على "الأرض اللبنانية"، ومن هذا المنطلق بدأت اتصالات المسؤولين الروس بالقيادات اللبنانية خلال الساعات الأخيرة لمحاولة استكشاف آفاق "الممكن وغير الممكن" في حلحلة الأزمة تمهيداً لزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المرتقبة إلى بيروت.

غير أنّ المصادر توقعت في المقابل ألا تتمكن موسكو من تدوير الزوايا بشكل جذري في خارطة الأزمة اللبنانية وألا يكون بمقدورها أكثر من السعي إلى تبريد أرضية الاشتباك الإيراني - الغربي في الملف اللبناني، بانتظار ما ستتمخض عنه الانتخابات الرئاسية الأميركية، على اعتبار أنّ طهران تفضّل تسليف أي موقف في الورقة اللبنانية إلى "الأصيل لا الوكيل" انطلاقاً من قناعة ترسخت لديها بأنّ ماكرون عجز عن تقديم أي شيء لها في ملف العقوبات الأميركية، ولذلك من المرجح أن يبقي الإيرانيون هذه "الورقة" في قبضتهم بانتظار وضعها على طاولة الـ"Deal" الذي وعدهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإبرامه مع طهران فور التجديد لولايته.

طهران و"النوايا الطيبة"

وفي المواقف الإقليمية والدولية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إن طهران وباريس على تشاور، "لكن بطبيعة الحال، نحن لا ندعو أي حكومة أجنبية للتدخل مباشرة في شؤون لبنان، لأننا نعتبر أن أي تدخل لا يساعد (في الحل)، بل يساهم فقط في تعميق" الخلافات.


وأضاف "سندعم أي حكومة، وخصوصا الحكومة الفرنسية، بحال تمكنت من المضي في ذلك بنوايا طيبة. لكننا بالتأكيد نميّز ما بين التدخل (من جهة)، والمساعدة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى (من جهة أخرى)". وترتبط إيران بعلاقة وثيقة مع حزب الله الذي يعد القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان. وأكد خطيب زاده أن طهران "على تواصل مع مختلف الأطراف اللبنانيين بشكل مباشر ومتواصل، ونأمل في أن نتمكن من المساعدة في حل هذا الموضوع".

دولياً، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان: إن الاتحاد ينظر بخيبة أمل وقلق لاستقالة رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب والملابسات التي أدت إلى قراره. واضاف: أنّه على القيادات في لبنان التوحد وبذل كل ما بوسعها لتشكيل الحكومة بسرعة، وأنّ التشكيل السريع للحكومة سيكون ضرورياً أيضاً للتوصل إلى اتفاق مطلوب بشكل عاجل مع صندوق النقد الدولي.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك