في عز الازمة الاقتصادية والمالية التي يمر بها لبنان، لا تزال القوى السياسية تعمل على تضييع الوقت من اجل الوصول الى لحظة توافق اقليمية او الى لحظة سياسية دولية تؤدي الى تحسين شروط التفاوض الداخلية.
ووفق مصادر مطلعة فإن معظم القوى السياسية ليست راغبة في اتمام الاستشارات النيابية في موعدها بل هي تعمل على تمرير بضعة اسابيع اضافية قبل الذهاب الى التسوية الجدية.
وتعتبر المصادر انه حتى الرئيس سعد الحريري الراغب في التكليف، وبالتالي في الاستشارات، يعلم ان عملية التأليف لن تكون سهلة وقد تؤدي به الى الفشل في ظل التعقيدات الحالية.
وتضيف المصادر الى ان هذا ما يجعل من الحريري قليل الحماسة السياسية، ويقنن نشاطه قبل التكليف، خصوصا انه مصر على بعض شروطه التي لن يتخلى عنها.
وفي الوقت نفسه لا يرى "حزب الله" ان من مصلحته ابدا الذهاب الى استشارات حاليا وتكليف الحريري سيكون دعسة ناقصة في السياسة، وبالتالي من الافضل له تأجيل الاستشارات وانتظار الانتخابات الاميركية.
وتعتبر المصادر ان الرئيس ميشال عون و"التيار الوطني الحر" ضد الاستشارات من الاساس، بالرغم من ان عون ليس لديه مجال واسع للمناورة في ظل الرغبة الفرنسية بتكليف الحريري.
وتشير المصادر الى ان "التيار" يعتبر انه في حال حصول الاستشارات وتكليف الحريري من دون اي تنازل من الاخير تجاهه فهذا يعني انه تم تهميشه وتم فرض معادلات سياسية قاسية ضده، لن يستطيع تخطيها بسهولة.
كل ذلك يوحي بأن القوى السياسية غير راغبة فعليا بالقيام بخطوات تقيدها وتسلبها القدرة على المناورة في الاسابيع المقبلة، التي قد تشهد بعض التحولات الاقليمية والدولية.