Advertisement

لبنان

فضيحة كلية الطب تتفاعل... ناجحون رسبوا وراسبون نجحوا

Lebanon 24
28-10-2020 | 22:43
A-
A+
Doc-P-760899-637395471354527050.jpg
Doc-P-760899-637395471354527050.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت نوال نصر في "نداء الوطن" وكأنه كُتب على لبنان أن يعيش المجازر على أنواعها، من أمنية الى تربوية الى إجتماعية الى إقتصادية، ويبقى يُردد من فيه مع "جوقة المرددين": فليُحقق في الموضوع! فهل نُطالب بفتح تحقيق حول ما حصل في مباريات الدخول الى الكليات الطبية في الجامعة اللبنانية من "مجزرة تربوية" أم نضع الملف جانباً ونقول: حصل ذلك سهواً؟ وهل السهو أقل إرتكاباً جرمياً من القصد؟ ألم يضع البعض ما حصل في 4 آب في إطار السهو والإهمال؟
Advertisement

يتناقل أساتذة الجامعة اللبنانية ما حصل في مباريات الدخول الى الكليات الطبية بكثير من الذهول. فكل شيء كان متوقعاً في معلم تربوي يطغى عليه كثير من الفساد والمحسوبيات، لكن أن يرسب طلاب بسبب إجابات خاطئة لُقّم بها الحاسوب فهذا أمرٌ أثار الإستغراب والأعصاب. يمكن القول: أخطأ الحاسوب وصححنا الأمر ولكن، لا، لم يُخطئ الحاسوب بل أخطأ من أعطاه إجابات خاطئة ما كاد يُبدّل كثيراً من تفاصيل هذه الكليات الطبية. دعونا لا نتكلم طائفياً ولا نتطرق الى ما تسبب به الخطأ من رسوب المسيحيين الذين تقدموا للإمتحان باللغة الفرنسية ونجاح الشيعة الذين تقدموا للإمتحانات باللغة الإنكليزية. ودعونا لا نتكلم عن الصدفة التي تزامنت مع ما حدث وقضت بتكليف رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب الدكتور يوسف فارس، وهو ينتمي الى الطائفة الشيعية الكريمة، بمهام عمادة كلية العلوم الطبية الى حين تعيين عميد أصيل وفق الأصول مكان عميد الكلية بطرس يارد (وهو ينتمي الى الطائفة المسيحية) الذي تقاعد في 21 تشرين الأول هذا. دعونا نترك الطائفية والمذهبية جانباً ونُبحر أكثر في ما حصل وشكّل صدمة أكبر لكثيرين.

الدكتور عصام خليفة راح يُطالب وبإلحاح، في اليومين الماضيين، بإلغاء نتائج الإمتحانات وإقالة رئيس الجامعة فؤاد أيوب وتعيين مجلس جديد، لكن، ما دامت الإقالات لم تحصل في مجزرة أول ايام آب 2020 الدموية فماذا يُقنعنا أنها قد تحصل في مجزرة آخر أوراق تشرين 2020 التربوية؟

الأستاذة في كلية العلوم الدكتورة وفاء نون لها باع طويل في التعامل مع قضايا الجامعة اللبنانية والإنتفاضة على كل السواد الذي يحوط بهذا الصرح. تنطلق نون في كلامها بالإشارة الى جملة مغالطات أحاطت الموضوع، أولاها الإنطلاق من البعد الطائفي في قضية تربوية، مستطردة بالقول: "الفساد لا لون له ولا دين ولا ربّ".

فلندخل معها في البعد التربوي. وفي التفاصيل "أن إمتحانات الدخول تجرى في كليات الطب من أجل اختيار عدد محدد من الطلاب، من بين آلاف يتقدمون للدخول الى الكليات الطبية، وعادة، نضع نحن الأساتذة الأسئلة في مكان مغلق، على أن نترك هواتفنا خارجاً، ولا نغادر المكان إلا بعد دخول الطلاب الى صفوفهم وانطلاق المباريات. تجرى امتحانات العلوم وفق نظام PCI لكنها أول مرة تُجرى فيها امتحانات الرياضيات وفق هذا البرنامج. وفيه يضع الطلاب علامة على الإجابة الصحيحة، بمعنى أن يجيبوا على السؤال بوضع علامة على خانة "أ" أو "ب" أو "ج". و"السيستام" الذي يملك الإجابات التي يفترض أن تكون صحيحة هو الذي يحدد النتائج. لكن، ما حصل، أن من تعاملوا مع الحاسوب أدخلوا إجابات القسم الإنكليزي على إجابات القسم الفرنسي فحصل خطأ عند إصدار النتائج، فمن أجاب في شكل صحيح اعتبره الحاسوب مخطئاً والعكس صحيح".


هل تتخيلون أن طلاباً ذرفوا الدموع لرسوبهم عادوا ونجحوا وأن طلاباً ذرفوا الدموع فرحاً لنجاحهم عادوا ورسبوا؟! ثمة أمور لا تحصل إلا هنا!

والعمل؟

ثمة خطأ هائل قد حصل، لا يختلف اثنان عليه. لكن، لماذا حصل هذا الخطأ؟ يحقّ للأساتذة والطلاب والأهالي الحصول على إجابة واضحة. تقول الدكتورة نون: "إن كلية الطب فرنكوفونية واستحدثت الإدارة 20 مقعداً لطلاب الصيدلة قسم إنكليزي". وتستطرد "الخطأ قد يحصل لكن السؤال لماذا حصل، خصوصاً أن حصوله كبدنا غالياً على صعيد المصداقية التي يتحلى بها التعليم في الجامعة اللبنانية لذا يحق لكلِ واحد أن يُشكك بما حصل. في كل حال، إذا أردنا أن نتعامل منطقياً، علينا أن نقول أن الخطأ قد حصل وليس أمامنا إلا أن نقول مبروك للطلاب الناجحين جميعاً. أما التشكيك بشأن طائفية ما حدث فيحتاج الى إثبات. لذا لا يمكنني أن أدرج الموضوع أقله حالياً إلا في خانة الخطأ الكبير، على أن ندقق لاحقاً في الأسماء وانتماء اصحابها وما إذا كانوا حزبيين أم لا".

الدكتورة نون تنتمي الى الطائفة الشيعية لكن من يعرفها يعرف أنها تقاتل، منذ زمن، ضد أخطاء كثيرة نُفذت باسم الحركة (أمل) وسواها لكنها لا تملك إثباتاً يؤكد لها، حتى اللحظة، أن الحركة قامت بهذا الخطأ عن قصد. والبارحة، بعد أن حصل ما حصل، لم تنم طوال الليل وظلت تُفكر مرددة "ضربوا المصداقية". لكن، لمصلحة من حصل ذلك؟ تجيب "حصل ما حصل في وقت يكثر فيه الكلام عن خصخصة القطاع العام، وربما حصل ذلك لمصلحة الجامعات الخاصة، وكلنا يعلم أن أمل و"حزب الله" طالما مولوا أقساط الجامعات الخاصة... ثمة من يُضمر شراً بكل ما هو ناجح. ونحن نتغاوى بالتعليم اللبناني الجامعي الرسمي. صحيح أن الجامعة اللبنانية تضم فساداً كثيراً وسرقات ومحسوبيات ووساطات على الصعيد الإداري لكن لا يمكن التشكيك فيها أبداً على المستوى العلمي".
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا
المصدر: نداء الوطن
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك