Advertisement

لبنان

"جبهة لإسقاط العهد".. "فبركات" معلومة المصدر؟!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
19-01-2021 | 06:30
A-
A+
Doc-P-785657-637466579278247396.jpg
Doc-P-785657-637466579278247396.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
على مدى الأيام الماضية، تكثّف الحديث في الكواليس السياسيّة عن "جبهاتٍ" جديدة شُكّلت، أو قيد التشكيل، بعناوين فضفاضة، على غرار "إسقاط العهد"، ضمن سياق "المؤامرة" القديمة-الجديدة، التي يحلو لبعض من في السلطة استدعاءها بين الفينة والأخرى.
Advertisement

وجدت هذه التسريبات ذروتها مع المعلومات عن لقاءٍ جمع عددًا من رؤساء الحكومات السابقين، ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، في دارة الرئيس تمام سلام، قيل إنّه شكّل نواة "الجبهة الجديدة"، التي ستسعى إلى "تفعيل" الدعوات لاستقالة رئيس الجمهورية ميشال عون، أو "عزله" بشكلٍ أو بآخر.


ولعلّ تزامن هذه التسريبات مع الشريط المصوّر المسرَّب لرئيس الجمهورية، خلال لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال حسّان دياب، الأسبوع الماضي، والذي اتّهم فيه رئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري صراحةً بـ "الكذب"، دفع كثيرين إلى الربط بين الأمريْن، وصولاً إلى حدّ اعتبار "الجبهة" المذكورة بمثابة "ردّة فعل" على التسجيل.

لا جبهة ولا من يحزنون!

لكنّ كلّ ما سبق لا يعدو كونه "فبركات" لا أساس لها من الصحّة، وفق ما يقول العارفون، الذين يلفتون إلى أنّ اللقاء المذكور، والذي دارت حوله الضجّة "المفتعَلة" والمُبالَغ بها، عقد بالفعل، ولكن قبل أيام من تسريب الفيديو، ما يدحض تلقائيًا كلّ الاستنتاجات والتحليلات والتأويلات "الدونكيشوتية" التي ربطت بين الأمريْن من دون أيّ أسُس منطقيّة.


أكثر من ذلك، يقول المُطّلعون على ما دار خلال هذا اللقاء إنّه لم يتطرّق، من قريبٍ أو من بعيد، لكلّ ما أثير في بعض الدوائر الضيّقة عن "جبهةٍ" من هنا أو هناك، وعن "نوايا مضمرة" من هناك، وغير ذلك من خططٍ تخطر أو لا تخطر على البال، وتتلاقى كلّها عند فرضيّة "المؤامرة" على "العهد"، التي باتت تفتقد بدورها للمسوّغات الواقعيّة اللازمة.


بالنسبة إلى هؤلاء، فإنّ "الجلسة" التي عقدها هؤلاء كانت عاديّة، وتوضَع في إطار تبادل الزيارات المعتادة، من دون أيّ غاياتٍ خاصّة أو سرّية، علمًا أنّ الحديث عن "جبهة"، لو صحّ، لافترض بالحدّ الأدنى "توسيع" إطار اللقاء، ليجمع المزيد من الأطياف، بما يتيح أصلاً الدخول في عناوين فضفاضة كاستقالة الرئيس، مع ما يحمله مثل هذا العنوان من "حساسيّة" يدركها المجتمعون، ولا يتنكّرون لها.


"فبركات لا تستقيم"!
أكثر من ذلك، يرى البعض أنّ الحديث عن "جبهة"، وضعها البعض في خانةٍ واحدةٍ مع معسكر الرابع عشر من آذار، الذي وُلد بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وصمد لأكثر من عشر سنوات، لا يستقيم، لأنّ المجتمعين أنفسهم لا "يستسيغونه"، علمًا أنّ جنبلاط مثلاً، الذي اعتُبِر في مرحلة من المرحلة "رأس حربة" هذا المعسكر، كان أول المنسحبين منه، والمتحفّظين على كلّ كينونته.


وثمّة من يشير إلى أنّ الحديث المكثّف عن هذه "الجبهة" غير واقعيّ أيضًا، نظرًا للتفاوت في مقاربتها بين "الشركاء المفترضين" على خطّها، فأولويات جنبلاط مثلاً ليست نفسها أولويّات الرئيس سعد الحريري، وقد نالا نصيبًا من التباينات في الآونة الأخيرة، وأولويات الأخير هي بالتأكيد مختلفة عن أولويات رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مثلاً، والذي يصرّ على أنّ الانتخابات المبكرة مَدخَلٌ وحيد لأيّ حلّ في الأفق، مهما كان شكله.


وإذا كانت الساحة اللبنانية مليئة بـ "الفبركات" حول الكثير من الملفّات والمواضيع، فإنّ هناك من لا يستبعد أن يكون لـ "العهد" نفسه دور في "البروباغندا" الإعلاميّة الحاصلة، خصوصًا في ضوء الخسائر السياسيّة التي راكمها في الآونة الأخيرة، والتي توِّجت بفيديو الأسبوع الماضي، في وقتٍ يرى كثيرون أنّ دور "المظلوميّة السياسيّة" قد يجدي وينفع في تعويضها بشكلٍ أو بآخر، إن جاز التعبير.


قد لا تكون المشكلة في إطلاق "جبهات" جديدة هنا، أو "استنساخ" تجارب قديمة من هناك، لكنّ المشكلة ترقى لمستوى المصيبة، حين تصبح هذه المسألة الشغل الشاغل للبنانيّين، في وقتٍ يتكرّس الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وقبل كلّ ما سبق، الأخلاقيّ الذي يقضّ مضاجع الجميع، من دون رحمة أو شفقة! 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك