Advertisement

لبنان

جنبلاط يفتح معركة إستباقية وينهي الهدنة مع العهد

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
24-01-2021 | 04:00
A-
A+
Doc-P-787162-637470793787486896.jpg
Doc-P-787162-637470793787486896.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
اشتعلت الجبهة السياسية مجددا ما بين الحزب "التقدمي الاشتراكي" من جهة والتيار "الوطني الحر" من جهة أخرى، وهي الجبهة التي لم تنطفىء منذ سنوات انما تخلّلتها هدنة من هنا وتهدئة من هناك وفقاً لمقتضيات المرحلة. ولكنّ الاشتباك الحاصل في هذه المرة استدعى العديد من التساؤلات المرتبطة بالاسباب والتوقيت، وعما إذا كان متصلا بشكل مباشر بالملف الحكومي.
Advertisement

مما لا شك فيه أن علاقة رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط برئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلفه "الوطني الحر" لم تكن يوماً مستقرة، ولعلّ رياح حادثة "قبرشمون" الشهيرة كانت الأقسى على الاطلاق، ولكن وفي ظل الظروف القاهرة التي تجتاح البلاد ما بين انهيار الاوضاع الاقتصادية والمالية وتفاقم الأزمة الصحية وما يرافقها من عرقلات حكومية، حيث فشلت جميع القوى السياسية في التوافق على النقاط الاساسية للتشكيل، عادت الخصومة بين الفريقين وارتفعت وتيرتها حتى وصلت الى حدّ الاشتباك السياسي الذي لم تُعرف أسبابه بوضوح بعد!

وإذ رجّحت مصادر مطّلعة أن تكون اسباب الإشكال المتجدد بين الطرفين عائدة الى تمهيد الساحة السياسية لمعركة حقيقية حول الحصص الحكومية، حيث ان "العقدة الدرزية" التي ظن كثيرون أنها قد سلكت طريق الحلحلة، لا تزال معقودة حتى اليوم لكنّها لم تتظهّر بشكل واضح نتيجة لانشغال الاوساط السياسية والاعلامية بالخلاف القائم بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري.

ومن هنا، فإن جنبلاط لا يبدو مرتاحاً للمسار الذي قد تتخذه عملية التشكيل في حال نجحت الوساطات بين الطرفين وأدت الى اتفاق ما بين عون والحريري يحمل في بنوده تنازلات مرتبطة بالحصة الدرزية، لذلك فهو يسعى الى اختلاق معركة استباقية ضد "العهد" من اجل ضمان حصوله على حصته الوزارية أو انسحابه الكامل، ما من شأنه ان يسحب الغطاء الدرزي عن الحكومة المقبلة.

ولفتت المصادر الى احتمال وجود سبب آخر يقف خلف التصعيد الحاصل بين "الاشتراكي" و"الوطني الحر"، مشيرة الى موقف جنبلاط المعارض لاستمرار الرئيس المكلف سعد الحريري في مساعيه لتشكيل الحكومة، إذ أنه يحاول منذ مدة اقناع الاخير بعدم المشاركة فيها والاعتذار عن التشكيل ورمي الكرة الى ملعب "العهد" وتحميله مع حلفائه مسؤولية التأليف ونتائجه. الا ان الحريري، وبحسب المصادر، لم يقتنع حتى اللحظة بالرجاء الجنبلاطي، بل على العكس، فهو لا يزال متمسكاً بموقعه كرئيس مكلف ولا يرغب أبدا بالتنازل عنه لأحد.

لذلك قد يكون الاشتباك بين "الاشتراكي" و"الوطني الحر" جزءا من عملية تسخين الواقع السياسي تمهيدا إما لفرض الاول شروطه السياسية او لتشجيع الحريري للانسحاب من المشهد لصالح الاكثرية النيابية ولتتحمل مسؤولية تبعات التشكيل من انهيار كامل طالما لا تزال تصرّ على اختلاق العراقيل وذلك وفقاً للنظرة الجنبلاطية التي بات يجاهر بها مؤخرا. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك